اتفاقيات تاريخية مع تركيا لتطوير التعدين وزيادة إنتاج النفط

متابعات- نبض السودان

بورتسودان – 1 نوفمبر 2025 – أعلن وزير الطاقة المهندس المستشار المعتصم إبراهيم أحمد عن توقيع اتفاقيات استراتيجية جديدة بين السودان وتركيا تشمل قطاعات النفط والطاقة والمعادن، وذلك عقب عودته اليوم إلى البلاد بعد زيارة رسمية إلى تركيا في إطار جهود الحكومة لتعزيز التعاون الدولي وتنمية الاقتصاد الوطني. وأوضح الوزير في تصريحات أدلى بها بمطار بورتسودان أن الزيارة تأتي ضمن توجه الدولة لتفعيل الاتفاقيات الموقعة مع تركيا والانفتاح على الشراكات الاقتصادية المنتجة التي تساهم في دفع عجلة التنمية والاستقرار في السودان والمنطقة.

وفد وزاري رفيع يبحث فرص التعاون الاستراتيجي

الوزير ترأس وفدًا وزاريًا عالي المستوى ضم وزير العدل وممثل رئيس مجلس الوزراء ووكيل وزارة المعادن ومدير شركة أريام ومدير هيئة الأبحاث الجيولوجية وممثل مفوضية الاستثمار، حيث أجرى الوفد سلسلة من اللقاءات والمباحثات المثمرة مع نظرائه الأتراك وعدد من الشركات الكبرى العاملة في مجالات الطاقة والتعدين. وبيّن الوزير أن الزيارة حملت أبعادًا اقتصادية واستراتيجية مهمة، مؤكداً التوصل إلى تفاهمات شاملة أسفرت عن تأسيس شراكات استراتيجية جديدة بين السودان وشركة BGM التركية وشريكتها ATLAS الأمريكية، وهو ما يعكس تلاقي المصالح المشتركة بين السودان وتركيا والولايات المتحدة من خلال التعاون الاقتصادي البنّاء الذي يخدم الاستقرار والتنمية في المنطقة.

اتفاقيات في النفط والمعادن ومذكرة تفاهم شاملة

وأشار وزير الطاقة إلى أنه تم إجراء مفاوضات مطوّلة ومثمرة تُوجت بالتوقيع على اتفاقيتي عدم الإفصاح (NDA) تخص مجالي النفط والمعادن، إلى جانب مذكرة تفاهم شاملة (Inclusive MOU) تُحدد نطاق العمل في عدد من المجالات الحيوية. وأوضح أن هذه الاتفاقيات تستهدف زيادة إنتاج النفط وتطوير قطاع التعدين عبر المناجم القائمة والمربعات الجديدة المقترحة، في خطوة تهدف إلى تنشيط الإنتاج المحلي وجذب الاستثمارات الأجنبية.

حوافز قانونية وضمانات للمستثمرين

وأضاف الوزير أن الوفد السوداني قدم خلال المباحثات عرضاً متكاملاً للحوافز والموجهات الاستثمارية والقانونية من قبل وزارة العدل وممثل إدارة الاستثمار والجهات المختصة، بما يعزز ثقة المستثمرين ويهيئ بيئة اقتصادية جاذبة تتماشى مع خطط الدولة الرامية لتوسيع قاعدة الإنتاج الوطني ورفع معدلات النمو. وأكد أن هذه الخطوات تأتي ضمن سياسة الدولة لتوفير بيئة استثمارية آمنة وشفافة تضمن حقوق الشركاء المحليين والدوليين.

مباحثات مع شركة بطاش التركية ومشاريع الغاز والأنابيب

كشف وزير الطاقة عن عقد لقاءات مهمة مع شركة بطاش التركية المملوكة للدولة، والتي تعمل في مجالات الغاز وخطوط الأنابيب والتخزين والتوزيع، مشيراً إلى أنه تم الاتفاق على مقترح زيارة مرتقبة لوزير الطاقة والنفط التركي إلى السودان خلال الفترة المقبلة لاستكمال المباحثات ومتابعة تنفيذ الاتفاقيات على أرض الواقع. وأوضح أن هذه الخطوة تمثل بداية لتعاون فني ولوجستي واسع في مجال البنى التحتية للطاقة بين البلدين.

اتفاق لتحسين كفاءة الكهرباء وخفض التكلفة

وفي قطاع الكهرباء، أكد الوزير أنه تم التوصل إلى تفاهمات نهائية مع ملاك محطة البارجة لتوليد الكهرباء في بورتسودان حول الجوانب المالية والفنية والتعاقدية، وذلك بهدف خفض تكلفة إنتاج الكهرباء وتحسين الكفاءة التشغيلية. وأشار إلى أن هذه الخطوة ستسهم في سد الفجوة في التوليد الكهربائي التي تعاني منها بعض المناطق نتيجة الظروف الفنية المعروفة والتي تعمل الوزارة على تذليلها.

دعم الشبكة القومية بـ1200 محول كهربائي

كما كشف الوزير عن تلقي السودان عرضًا من الجانب التركي لتوريد أكثر من 1200 محول كهربائي لدعم الشبكة القومية ضمن جهود إعادة الإعمار وعودة المواطنين إلى مناطقهم. وأكد أن هذا الدعم يأتي في إطار التعاون الثنائي لتقوية البنية التحتية لقطاع الكهرباء وتحقيق الاستقرار في الإمداد الكهربائي على مستوى البلاد.

تعزيز العلاقات السودانية التركية الأمريكية

وأوضح الوزير أن الزيارة تمثل نقطة تحول في العلاقات السودانية التركية الأمريكية من خلال التعاون الاقتصادي كمدخل لتعزيز الاستقرار والتنمية المشتركة. واعتبرها ترجمة عملية لتوجه الدولة نحو بناء شراكات متوازنة قائمة على المصالح المتبادلة والانفتاح على العالم بما يخدم مصالح السودان وشعبه.

خطوات تنفيذية بتوجيهات من رئاسة الوزراء

ولفت الوزير إلى أن وزارته شرعت فعليًا في تنفيذ الخطوات العملية لهذه الشراكات وفق توجيهات رئاسة مجلس الوزراء، مشددًا على أن المرحلة المقبلة ستشهد تحركات واسعة لاستقطاب الاستثمارات في مجالات الطاقة والمعادن والنفط بما يسهم في دعم الاقتصاد الوطني.

رؤية جديدة لمستقبل الطاقة في السودان

وختم الوزير تصريحاته قائلاً: “نحن ماضون بعزيمة في بناء علاقات استراتيجية قوية تحقق مصلحة السودان وشعبه، وتفتح آفاقاً جديدة للاستثمار والإنتاج، بما يضمن للسودان مكانة متقدمة في خريطة الطاقة الإقليمية والدولية”.