اخبار السودان
موقع كل يوم -نبض السودان
نشر بتاريخ: ١٢ تشرين الثاني ٢٠٢٥
متابعات- نبض السودان
وصفت الأمين العام لجمعية الهلال الأحمر السوداني، الدكتورة عايدة السيد عبد الله، الحرب الدائرة في السودان بأنها الحرب المنسية، منتقدة تجاهل المجتمع الدولي المأساة الإنسانية التي يعيشها ملايين السودانيين يوميًا، وما يتعرض له المدنيون من فظائع وانتهاكات مروعة في مناطق مثل الفاشر وبارا وغيرها من مناطق النزاع.
حرب تستهدف الإنسان السوداني
وخلال مؤتمر صحفي عُقد بمدينة بورتسودان، أوضحت الدكتورة عايدة أن الحرب في السودان لا تُشبه أي حرب أخرى، لأنها حرب تستهدف المواطن مباشرة، مشيرة إلى أن الانتهاكات التي تُمارس تُعد جرائم مكتملة الأركان بموجب القوانين الإنسانية الدولية.
وأشارت إلى أن تلك الجرائم شملت بيع النساء واغتصابهن، وقتل الأطفال وكبار السن، وارتكاب مجازر بشرية مروعة ضد المدنيين، مؤكدة أن كل ذلك يحدث على مرأى ومسمع العالم دون أي تحرك فاعل من المجتمع الدولي.
غياب التعاطف الدولي
وأبدت عايدة استغرابها من غياب الإحساس العالمي بمعاناة السودانيين، مقارنة بما أبداه العالم من تعاطف واسع مع شعوب دول أخرى واجهت أزمات أقل حدة.
وقالت إن فظائع ما جرى في ود النورة بولاية الجزيرة اختفت من الإعلام العالمي بعد يومين فقط من وقوعها، وكذلك تجاهل الإعلام المذابح في بارا بولاية شمال كردفان والفاشر بولاية شمال دارفور، مضيفة أن حجم الجرائم والانتهاكات في السودان لم يشهد له العالم مثيلًا من قبل.
الهلال الأحمر يعمل في ظروف قاسية
وأكدت الأمين العام أن جمعية الهلال الأحمر السوداني تواصل أداء مهامها رغم الظروف القاسية والمعقدة التي تعمل فيها، مشيرة إلى أن فرق الجمعية تتعرض للمخاطر بشكل يومي، حيث فقدت الجمعية خمسة من متطوعيها في بارا مؤخرًا، بينما لا يزال ثلاثة آخرون في عداد المفقودين، وقد عاد أحدهم مؤخرًا.
وأوضحت أن الجمعية تمتلك شبكة تمثيل في جميع ولايات السودان، ولا تزال حاضرة ميدانيًا في المناطق الأكثر تأثرًا بالنزاع رغم المخاطر الكبيرة.
برامج الإغاثة والتحول للدعم النقدي المباشر
وبيّنت عايدة أن الهلال الأحمر السوداني نفذ تدخلات مهمة خلال الحرب خاصة في دعم النازحين من ولايات الجزيرة والخرطوم وسنار، مشيرة إلى أن الجمعية تقدم خدماتها في الصحة والدعم النفسي والحماية، إلى جانب جهودها في إيصال الإغاثات الإنسانية.
وأضافت أن ارتفاع تكاليف نقل الإغاثات دفع الجمعية إلى تبني برامج الدعم النقدي المباشر عبر الأنظمة المصرفية الإلكترونية، لضمان وصول المساعدات إلى المستحقين في أسرع وقت ممكن.
تضحيات المتطوعين والشراكات الدولية
وأشادت الأمين العام بشجاعة وتفاني متطوعي الهلال الأحمر السوداني، مؤكدة أن 21 متطوعًا فقدوا حياتهم أثناء أداء واجبهم الإنساني منذ اندلاع الحرب.
وأوضحت أن الجمعية تعمل ضمن منظومة الصليب والهلال الأحمر الدولية، وتمتلك شراكات قوية مع المنظمات الإنسانية العالمية والأمم المتحدة، بما يتيح لها تنفيذ برامجها وتوسيع نطاق خدماتها رغم المخاطر والصعوبات الميدانية.
السودان بين الألم والصمت الدولي
واختتمت عايدة السيد حديثها بتأكيد أن ما يحدث في السودان يتجاوز حدود المعاناة الإنسانية، وأن الصمت الدولي تجاه ما وصفتها بـ“الجرائم المفتوحة ضد المدنيين” يضع العالم أمام اختبار أخلاقي وإنساني كبير، مشددة على أن الهلال الأحمر السوداني سيواصل أداء دوره الإنساني مهما كانت التحديات.


























