اخبار السودان
موقع كل يوم -نبض السودان
نشر بتاريخ: ٢٩ تموز ٢٠٢٥
متابعات- نبض السودان
شهدت الأسابيع الأخيرة تدهورًا غير مسبوق في قيمة الجنيه السوداني مقابل العملات الأجنبية، ما أحدث ضغطًا اقتصاديًا هائلًا على السودانيين المقيمين بمصر، ودفع العديد منهم للاستجابة لرحلات 'العودة الطوعية' التي تنظمها منظومة الصناعات الدفاعية بالتنسيق مع وزارة النقل المصرية.
تراجع الجنيه السوداني يضغط على الأسر السودانية بمصر
انخفض الجنيه السوداني مؤخرًا إلى نحو 65 جنيهًا مقابل الجنيه المصري، وهو ما أدى إلى ارتفاع تكاليف المعيشة بشكل كبير على الأسر السودانية المقيمة بمصر، خصوصًا الذين يعتمدون على تحويلات من ذويهم في السودان.
وتعتمد غالبية هذه الأسر على التحويلات بالعملة المحلية من داخل السودان، والتي يتم استبدالها بالجنيه المصري عبر تطبيقات التحويل البنكي، ما تسبب في خسائر فادحة نتيجة فرق السعر المتدهور.
شهادات مؤلمة: صعوبة الاستمرار تدفع العائلات للعودة
روت إحدى المواطنات السودانيات لموقع 'الزاوية نت' قصتها مع التدهور الاقتصادي، موضحة أنها تقيم في منطقة فيصل بالقاهرة مع أطفالها الثلاثة، وتعتمد على التحويلات التي يرسلها زوجها الموظف البسيط في مدينة كوستي.
وقالت إن إيجار الشقة التي تسكنها ارتفع من 120 ألف جنيه سوداني سنويًا إلى 400 ألف جنيه، نتيجة لانهيار الجنيه، ما وضع الأسرة في ضائقة شديدة دفعتها لاتخاذ قرار العودة إلى السودان.
نسبة الزيادة في تكاليف المعيشة تصل إلى 60%
أكدت المواطنة أن التكاليف الشهرية ارتفعت بنسبة تتجاوز 60% خلال العام الأخير، مما جعل استمرارهم في مصر شبه مستحيل، في ظل راتب الزوج المحدود، مع رسوم المدارس والمصروفات الأساسية، وهو ما جعلهم يرون في برنامج العودة الطوعية عبر القطار إلى ولاية النيل الأبيض فرصة مناسبة لإنهاء معاناتهم الاقتصادية.
عائلات مغتربين أيضًا تحت الضغط
الضغوط لم تقتصر على السودانيين الذين يتلقون التحويلات من داخل السودان، بل طالت أيضًا الأسر التي تعتمد على تحويلات من المغتربين بدول الخليج وبعض الدول العربية، حيث ارتفعت الأسعار بشكل كبير في مصر مقارنة بما كانت عليه في أعوام 2023 و2024، وخصوصًا أسعار الإيجارات، مما فاقم من صعوبة العيش.
حكومة إدريس عاجزة عن كبح جماح السوق الموازي
اقتصاديًا، تظهر المؤشرات عجز الحكومة السودانية برئاسة كامل إدريس عن السيطرة على سعر صرف الجنيه السوداني، حيث واصل الدولار قفزاته في السوق الموازي ليصل إلى 3250 جنيهًا، وسط سيطرة شبه كاملة لهذا السوق على عمليات تحويل وتبادل العملات في البلاد.
أسعار العملات مقابل الجنيه السوداني في السوق الموازي
فيما يلي أحدث أسعار صرف العملات الأجنبية مقابل الجنيه السوداني بحسب السوق الموازي:
استمرار الضغوط يهدد المزيد من الأسر
في ظل هذه المعطيات، يتوقع مراقبون اقتصاديون أن تزداد أعداد العائدين إلى السودان عبر برامج العودة الطوعية خلال الأشهر القادمة، خاصة مع استمرار تدهور الجنيه السوداني وصعوبة الحصول على تحويلات مالية كافية لتغطية متطلبات المعيشة في مصر.
ويبدو أن الفجوة بين الأسعار والدخل في كلا البلدين، إلى جانب العجز الحكومي عن السيطرة على سوق النقد، ستدفع بالمزيد من السودانيين إلى اتخاذ قرار صعب بإنهاء هجرتهم المؤقتة والعودة للوطن رغم الأوضاع المتأزمة داخله.