التفتيش المنزلي.. الخرطوم تعلن حالة استنفار قصوى

متابعات- نبض السودان

أعلنت وزارة الصحة بولاية الخرطوم عن إطلاق خطة عاجلة تستهدف مكافحة نواقل الأمراض داخل الأحياء السكنية عبر حملات تفتيش منزلي شاملة تغطي المحليات السبع بالولاية. القرار جاء خلال اجتماع طارئ ترأسه المدير العام للوزارة، د. فتح الرحمن محمد الأمين، بحضور المستشار الفني لمكتب الوزير البروفيسور عبد الحكيم نقد، ود. طه الكباشي منسق النظام الصحي المحلي، إلى جانب مديري الإدارات العامة بالوزارة ومسؤولي النظام الصحي بالمحليات.

أسباب تفاقم الأزمة الصحية

الاجتماع كشف عن أسباب ارتفاع كثافة البعوض الطائر هذا العام 2025، حيث تبين أن انتشار الإطارات وهياكل العربات القديمة في الشوارع والميادين والأحياء السكنية ساهم في توفير بيئة مثالية لتوالد النواقل. كما أن تراكم الأواني المنزلية المملوءة بالمياه في مكبات النفايات زاد من الأزمة، خاصة بعد تطهير الولاية من تواجد المليشيا المتمردة.

يوم موحد للتجفيف

الخطة الجديدة نصت على تحديد يوم واحد للتجفيف في جميع محليات ولاية الخرطوم، يلتزم فيه المواطنون بتفريغ الأواني المنزلية المستخدمة في تخزين المياه. الهدف من ذلك القضاء على النواقل من منبعها الرئيسي داخل البيوت، بحيث تتكامل هذه الخطوة مع برامج الرش الرذاذي والضبابي والرش بالطائرات التي تنفذها الوزارة حاليًا.

نتائج المسوحات الميدانية

المسوحات الميدانية التي أجرتها الإدارة العامة للطب الوقائي كشفت عن كثافة عالية لتوالد البعوض نتيجة تعدد مصادر المياه داخل الأحياء. كما أشارت إلى خطورة المنازل المغلقة بسبب نزوح سكانها جراء الحرب، إذ تحتوي على كميات من المياه الراكدة وتسربات من المواسير، ما جعلها بيئة خصبة لتكاثر البعوض.

تنسيق مع لجان الكرامة

الاجتماع شدد على ضرورة التنسيق مع لجان الكرامة في الأحياء، للقيام بعمليات تجفيف داخل المنازل المغلقة وحصر مصادر المياه. وأكدت الوزارة أن هذه اللجان ستكون شريكًا أساسيًا في إنجاح الخطة العاجلة.

تمديد ساعات العمل وإشراك القطاع الخاص

الاجتماع وجّه بزيادة ساعات العمل في بعض المراكز الصحية حتى المساء، لضمان توفير الخدمات الصحية للمواطنين خلال هذه الفترة الحرجة. كما تقرر إشراك القطاع الخاص في دعم الجهود الطبية وتقديم الخدمات لمساندة قدرات الدولة.

دور المديرين التنفيذيين والإعلام الصحي

الوزارة أكدت أن المسؤولية لا تقع على عاتق الجهات الرسمية وحدها، بل تشمل أيضًا المديرين التنفيذيين بالمحليات لتعزيز حملات المكافحة. كما أوصت بتكثيف دور الإعلام الصحي والتوعية الجماهيرية لتبصير المواطنين بخطورة سلوكيات مثل تخزين المياه المكشوفة، ودعت لضرورة إشراك المجتمع في عمليات تجفيف المياه وتنظيف البيئة.

تطبيق قانون الصحة لمواجهة المخالفين

الاجتماع شدد على ضرورة تطبيق قانون الصحة لعام 1999 ضد كل من لا يتعاون مع الخطة أو يتسبب في زيادة كثافة النواقل من خلال ممارسات خاطئة، مثل التخلص العشوائي من النفايات أو ترك مصادر مياه مكشوفة داخل الأحياء.

جاهزية الآليات والإمدادات الطبية

كما اطمأن الاجتماع على جاهزية الآليات والطلمبات المستخدمة في الحملة، وتوافر الكوادر المؤهلة للعمل الميداني. وأكدت الوزارة توفر الأدوية والمحاليل الوريدية بالمستشفيات والمراكز الصحية، تحسبًا لأي طارئ صحي خلال فترة تنفيذ الحملة.