اخبار السودان
موقع كل يوم -الانتباهة أون لاين
نشر بتاريخ: ١٢ أب ٢٠٢٢
تختلف أحاسيس البشر بمختلف فيئاتهم العمرية والنوعية ،اذ أننا نجد (الشخص الحساس ) وبالمقابل ( الدمو تقيل ) ،فهذه الاختلافات الجينية تجعل مستوى التعامل مع بعضهم يحتاج الي قليل من التريّس ،فرب كلمة طائشة تنسف علاقة قوية ،كلمة فقط بإمكانها أن تظل عالقة في قلب (الشخص الحسّاس ) نفسه لسنوات . وقد برع الشعراء في التعاطي مع هذا المعنى ، فالراحل صلاح بن البادية غنّى بدموعه (كلمة ) وهو يقدم بذلك أنموذجاً رائعاً لحالة من الحزن والندم التي دخل فيها صاحب التجربة ودفع ضريبة (كلمة ) تسهيداً ودموعاً وفراقا ثم شقاء ..
تخاصمني عشان بس كلمة واحلى قصايدي نظمتها فيك
نظمت في لونك اجمل اغاني نظمتها في شعرك في عينيك
في بسماتك في نظراتك في انفاسك في خديك
ده كلو نسيتو ومانسيت كلمة في لحظة يأس انا قلتها ليك
الى أن يصل قوله :
كلمتي المست غرورك وفرقتنا ياحبيبي
مش خلاص كفرت عنها بتسهدي وبنحيبي
دي الليالي المرة عشتها وحدي في ناري ولهيبي
وبرضو مارضيان تسامح ياصباحي وياطبيبي
وقد يتساءل كل من يلمح حجم هذا الشجن في الأغنية الفاتنة : ماهي الكلمة التي كتبت نهاية هذين المحبين ! وقد يجهل الكثيرون أن بكلمة واحدة تنسف علاقات متينة ،بكلمة واحدة تشقى أرواح كانت متآلفة .
نحتاج نحن أيّا كانت لونيتنا الحسّية الى كلمة طيبة وتجاوز وغفران وتسامح حتى نستمر في الحياة بعلاقاتنا مع زملائنا ،أخوتنا أزواجنا وما الى ذلك ..البساطة في التعامل بأي شكل من الأشكال تجنبنا كثيرا من الرهق وكثيرا من العتاب وكثيرا من المغالطات ،وإبداء حسن النية في التعامل مع البشر من الأهمية بمكان .. فاحترسوا يا من تلقون بكلماتكم السامة سواء كان بقصد أم بعفوية أم بغيرها على مسامع غيركم..احترسوا حتى لا تكسروا بعض القلوب وتدمروا بأيديكم مابنيتموه سويا.