معركة الكوليرا تقترب من نهايتها.. الخرطوم تسجل أعلى نسبة شفاء

متابعات – نبض السودان

كشفت وزارة الصحة بولاية الخرطوم عن تطورات إيجابية في ملف الكوليرا، معلنة ارتفاع نسبة شفاء الحالات المصابة إلى 92٪، وذلك ضمن الجهود المستمرة لاحتواء المرض والسيطرة على الوضع الوبائي الذي شهد تصاعدًا خلال الأشهر الماضية.

تحسن ملحوظ في الاستجابة الطبية

أوضحت تقارير وزارة الصحة أن هذا التحسن يعود إلى سرعة التدخلات الطبية وتوفير الرعاية الصحية للحالات المشتبه بها والمؤكدة، بجانب جاهزية مراكز العزل وتكثيف حملات التوعية المجتمعية التي ساعدت في الكشف المبكر وتقليل معدل الوفيات.

وأكد مسؤول بالوزارة أن الارتفاع في نسبة الشفاء يعكس فعالية البروتوكولات العلاجية المتبعة في المستشفيات والمراكز الصحية بالولاية، بالتوازي مع الدعم الفني المقدم من المنظمات الصحية الدولية العاملة في السودان.

إصابات محدودة وتراجع في عدد الحالات النشطة

أشارت البيانات الرسمية إلى تراجع ملحوظ في عدد الحالات النشطة، في حين سجلت بعض المناطق القروية إصابات متفرقة تم التعامل معها ميدانيًا عبر فرق التدخل السريع. وطمأنت السلطات الصحية المواطنين بأن الوضع بات تحت السيطرة جزئيًا، مع استمرار الرقابة الميدانية اليومية.

وأكدت الوزارة أن معدلات انتشار الكوليرا خلال الفترة الأخيرة انخفضت بنسبة تجاوزت 60٪ مقارنة بذروة التفشي، مشيرة إلى أن الإحصائيات اليومية تُظهر تباطؤاً في تسجيل الإصابات الجديدة.

جهود ميدانية مستمرة لتعزيز الوقاية

كثفت وزارة الصحة جهودها في تعقيم مصادر المياه وتوزيع مواد التنقية على المناطق التي تعاني من ضعف البنية التحتية الصحية، كما أطلقت حملات توعية شاملة في الأحياء والأسواق، لتثقيف المواطنين حول أساليب الوقاية والتعامل مع الأعراض الأولية للكوليرا.

وبحسب بيان الوزارة، فقد تم تدريب عدد كبير من المتطوعين على آليات التدخل السريع والرعاية الأولية، بما يعزز من الجاهزية المجتمعية لأي طارئ صحي مستقبلي.

تنسيق مع الشركاء الدوليين

أعلنت وزارة الصحة عن استمرار التعاون مع منظمة الصحة العالمية وعدد من الوكالات الإنسانية الدولية لتوفير الدعم اللوجستي والعلاجي، مؤكدة أن هذا التنسيق ساهم بشكل كبير في الحد من انتشار المرض، وتحقيق نتائج إيجابية في عدد من بؤر التفشي.

وتسعى الوزارة، وفق خطتها الطارئة، إلى تطعيم الفئات الأكثر عرضة للإصابة بالكوليرا في المناطق ذات الكثافة السكانية العالية، كإجراء وقائي إضافي إلى جانب التدخلات العلاجية.

دعوة المواطنين لمواصلة الحذر

رغم التحسن الملموس، دعت وزارة الصحة سكان ولاية الخرطوم إلى عدم التراخي في تطبيق الإجراءات الوقائية، مشددة على أهمية غسل اليدين، استخدام المياه النظيفة، والتوجه للمراكز الصحية فور ظهور الأعراض المتمثلة في الإسهال المائي الحاد والقيء.

وأكدت الوزارة أن اليقظة المجتمعية والتعاون مع الجهات الصحية لا تزال تمثل خط الدفاع الأول في مواجهة أي تفشٍ محتمل.