اخبار السودان
موقع كل يوم -نبض السودان
نشر بتاريخ: ٢٠ حزيران ٢٠٢٥
متابعات – نبض السودان
في أمسية احتفالية بهيجة في العاصمة الغانية أكرا، تُوّج المدير الفني للمنتخب السوداني، كواسي أبياه، بجائزة أفضل مدرب غاني لعام 2025، تكريماً لمسيرته المتميزة على رأس الجهاز الفني لـ”صقور الجديان”، حيث قاد المنتخب السوداني إلى تأهل تاريخي لكأس الأمم الأفريقية في المغرب، في ظل أوضاع داخلية معقّدة بفعل الحرب والانهيار المؤسسي.
إنجازات استثنائية وسط العاصفة
حصل أبياه على الجائزة خلال حفل جوائز أفضل مدربي القارة، الذي استضافته قاعة “غراند أرينا” بمركز المؤتمرات الدولي في أكرا، متفوقاً على أسماء محلية بارزة، منهم فريمبونج مانسو، وكاسيم أو كانسي، وفيفي باركر هانسون. إلا أن إنجازه الاستثنائي مع منتخب خارج حدود بلاده، في بيئة شديدة التعقيد، كان كفيلاً بترجيح كفته.
وتحت قيادته الفنية، نجح المنتخب السوداني في بلوغ نهائيات أمم أفريقيا 2025، متجاوزاً منتخبات مرموقة، أبرزها منتخب غانا نفسه، الذي حلّ خلف السودان في ترتيب المجموعة. واعتبر محللون الأداء السوداني “ملحمياً”، مشيدين بالتكتيك العالي والانضباط الجماعي رغم قلة الموارد وتعليق المسابقات المحلية.
آمال المونديال
لم تتوقف إنجازات المدرب الغاني عند حدود التأهل القاري، بل امتدت إلى التصفيات الأفريقية المؤهلة لكأس العالم 2026، حيث جمع السودان 12 نقطة من ست مباريات، متخلفاً بنقطة وحيدة خلف متصدر المجموعة، جمهورية الكونغو الديمقراطية. ما أبقى على آمال الظهور الأول في المونديال حيّة في نفوس جماهير السودان.
إشادة دولية ورسالة أمل
شهدت المناسبة تكريماً لعدد من نجوم الكرة الغانية، من بينهم توماس بارتي (لاعب العام) ورزاق سيمبسون (أفضل لاعب محلي وهدف العام). غير أن الإنجاز السوداني برز كعنوان لافت في الحفل، وسط إشادات واسعة بما حققه أبياه في ظروف حرب ونزوح وانقطاع ملاعب التدريب والمنافسات المحلية.
وأكد الحاضرون أن ما أنجزه يمثل نموذجاً في القيادة والانضباط والتخطيط طويل المدى، كما أعاد تسليط الضوء على السودان كقوة صاعدة في كرة القدم الأفريقية رغم التحديات.
مشروع استراتيجي لا يعرف المصادفة
يرى مراقبون أن هذا التتويج لا يعكس فقط تكريماً شخصياً لأبياه، بل هو إقرار بنجاح مشروع فني ممتد يعمل على إعادة صياغة هوية المنتخب السوداني ليكون نداً قارياً وعالمياً. ويُعد التقدم المحرز حتى الآن دليلاً على أن كرة القدم، حتى في أحلك الظروف، يمكن أن تصبح رافعة أمل ووحدة وطنية متجاوزة للانقسام السياسي والانهيار المؤسساتي.
وقال أبياه، في كلمته عقب استلام الجائزة، “هذا ليس مجرد فوز شخصي، بل هو رسالة بأن المستحيل يمكن تجاوزه حين يقترن التخطيط بالإيمان. شكرًا للسودانيين، أنتم الأبطال الحقيقيون”.