اخبار السودان
موقع كل يوم -نبض السودان
نشر بتاريخ: ١٣ حزيران ٢٠٢٥
متابعات – نبض السودان
سجل الجنيه السوداني اليوم الجمعة 13 يونيو 2025، ارتفاعًا جديدًا أمام الجنيه المصري، ليبلغ سعر الصرف 52.4 جنيهًا مصريًا مقابل الجنيه السوداني، في تطور وصفه مراقبون بأنه امتداد للارتفاع 'غير المسبوق' الذي شهده الجنيه السوداني خلال أيام عيد الأضحى المبارك.
ارتفاع لافت للجنيه السوداني يربك سوق التحويلات
شهدت منصات التحويلات المالية بين السودان ومصر حالة من الارتباك، بعد القفزات المتتالية في قيمة الجنيه السوداني مقابل الجنيه المصري، الأمر الذي أثار تساؤلات حول مستقبل التعاملات المالية والتحويلات عبر التطبيقات البنكية.
وأكد متعاملون أن هناك زيادة واضحة في الإقبال على إرسال الأموال من مصر إلى السودان عبر خدمات مثل إنستاباي وفودافون كاش، مستفيدين من الفارق الكبير في قيمة العملة بين البلدين.
الاقتصاد السوداني وسط العاصفة.. ورغم الحرب العملة تُقاوم
ورغم الحرب المستعرة في السودان منذ ما يقارب العامين، والتدهور الاقتصادي الحاد الذي تشهده البلاد، فإن الجنيه السوداني يظهر صمودًا نسبيًا مقابل الجنيه المصري، وسط تحليلات متباينة حول الأسباب الكامنة وراء هذا الصعود المستمر.
ويُرجع اقتصاديون هذا الارتفاع إلى عدة عوامل، من أبرزها تراجع الطلب المحلي على الجنيه المصري، وزيادة المعروض منه في أسواق السودان الحدودية، إلى جانب تقلص الأنشطة الاقتصادية المشتركة بين البلدين، وتحول عدد كبير من السودانيين العاملين في مصر إلى إرسال مدخراتهم بالجنيه المصري بدلًا عن الدولار.
الدولار يحافظ على استقراره في البنوك السودانية
وفي المقابل، استقر سعر الدولار الأمريكي في البنوك السودانية عند مستوى 2156 جنيهًا سودانيًا، وسط رقابة مشددة من السلطات النقدية ومحاولات لضبط السوق الموازي.
ورغم الهدوء الظاهري في سوق العملات الأجنبية، إلا أن التحديات الاقتصادية ما زالت تلقي بظلالها على أداء القطاع المصرفي، خاصة مع صعوبة الاستيراد وتذبذب سلاسل الإمداد بفعل الصراع المسلح الممتد في مناطق عدة من البلاد.
تطبيقات التحويل تحكم السيطرة على تحويلات السودان – مصر
باتت التطبيقات البنكية تمثل الوسيلة الأهم في التحويلات المالية بين السودان ومصر، وخاصة في ظل محدودية خيارات التحويل التقليدية. ويستقبل السودانيون مبالغهم المالية في الغالب عبر إنستاباي وفودافون كاش، وهي خدمات تُعد الأكثر أمانًا وانتشارًا في المعاملات اليومية.
وأشار تجار في السوق السوداء إلى أن هناك ارتفاعًا في حجم التحويلات خلال الأسبوع الأخير، بسبب الطلب على الجنيه السوداني مقابل الجنيه المصري، خاصة في ولايات السودان الشمالية المتاخمة للحدود المصرية.
تحذيرات من المضاربة وتحريك السوق الموازي
وفي ذات السياق، حذّر خبراء اقتصاديون من أن استمرار المضاربة في أسعار العملات قد يُفاقم حالة عدم الاستقرار في سوق النقد، لا سيما في ظل غياب سياسات واضحة للحد من التعاملات غير الرسمية.
وطالب الخبراء البنك المركزي السوداني بضرورة مراقبة حركة التحويلات، خاصة مع تزايد الاعتماد على التطبيقات الإلكترونية، التي تُسهم بدورها في تحريك السوق بعيدًا عن أعين الجهات الرقابية.
مستقبل الجنيه المصري في الأسواق السودانية
ويبدو أن الجنيه المصري سيواجه مزيدًا من الضغوط خلال الفترة المقبلة في الأسواق السودانية، لا سيما مع حالة الغموض التي تحيط بمستقبل الاقتصاد المصري، وارتفاع معدلات التضخم وأسعار الصرف الرسمية وغير الرسمية.
ويشير متابعون إلى أن ارتفاع الجنيه السوداني قد لا يكون مستدامًا، لكنه في الوقت الراهن يعكس واقعًا جديدًا في موازين القوى المالية بين البلدين، لا يمكن تجاهله.