اخبار السودان
موقع كل يوم -سكاي نيوز عربية
نشر بتاريخ: ٢٩ أيلول ٢٠٢٣
كشفت مصادر مطلعة لموقع "سكاي نيوز عربية"، عن تراجع قائد الجيش السوداني عبد الفتاح البرهان عن خطة تشكيل حكومة تسيير أعمال في الوقت الحالي، بسبب "عقبات لوجستية وسياسية وضغوط داخلية وخارجية".
لكن المصادر رجحت أن يتجه البرهان خلال الأيام المقبلة، إلى إجراء تغييرات واسعة في 'السلطات الولائية'، وتعزيز النفوذ الأمني في ولايتي الجزيرة ونهر النيل المتاخمتين للخرطوم، حيث تسيطر قوات الدعم السريع على أكثر من 90 بالمئة من مناطق ومداخل العاصمة.
وأوضح ضابط رفيع في الجيش السوداني، فضل عدم الكشف عن اسمه، أن قيادات عسكرية ميدانية في الخرطوم أبلغت البرهان بخطورة تشكيل حكومة مقرها مدينة بورتسودان شرقي البلاد، حيث يقيم فيها البرهان منذ خروجه من مقر القيادة العامة في الخرطوم نهاية أغسطس الماضي، بعد حصار استمر أكثر من 4 أشهر.
وقال المصدر لموقع 'سكاي نيوز عربية': 'هنالك تخوف في أوساط قيادات الجيش من أن يدفع تشكيل حكومة في بورتسودان قوات الدعم السريع للتصعيد أكثر وعزل العاصمة تماما، وبالتالي تعقيد العمليات العسكرية خصوصا في ظل سيطرة الدعم السريع على معظم المقرات العسكرية والمدنية الاستراتيجية في الخرطوم'.
وكان نائب رئيس مجلس السيادة مالك عقار قد صرح في منتصف سبتمبر الجاري، بأن البرهان سيعلن عن تشكيل حكومة عقب عودته من اجتماعات الجمعية العامة للأمم المتحدة في نيويورك.
وأثارت تصريحات عقار ردود فعل واسعة، كان أبرزها تلك التي صدرت عن قائد قوات الدعم السريع محمد حمدان دقلو، الذي قال في خطاب صوتي إنه سيرد بتكوين حكومة موازية عاصمتها الخرطوم، في حال أقدم قائد الجيش على الخطوة.
وحذرت قوي الحرية والتغيير - المجلس المركزي، التي تقود الجهود السياسية الحالية لإيقاف الحرب، في بيان، من أن أي خطوة قد يتخذها البرهان لإعلان حكومة تباشر مهامها من بورتسودان ستؤدي إلى تقسم البلاد.
إجراءات ومخاوف
إحباط
وقال الصحفي السوداني شوقي عبد العظيم لموقع 'سكاي نيوز عربية'، إن الأنباء عن تشكيل حكومة في بورتسودان أصابت الكثير من السودانيين بالإحباط، خصوصا أنها تأتي في ظل تزايد الدعوات الشعبية لوقف القتال والجلوس على طاولة المفاوضات.
وأضاف: 'كان لخبر احتمال انتقال الخارجية إلى هناك مردود سيئ لدى الكثيرين، إذ انه يشير إلى أن الحرب ستطول وإلى بداية تقسيم البلاد على غرار دول أخرى شهدت حروبا مماثلة'.
ومنذ الخامس والعشرين من أكتوبر 2021 يعيش السودان فراغا إداريا كبيرا، حيث لم يتمكن البرهان بعد إطاحة بحكومة عبد الله حمدوك في ذلك التاريخ من تشكيل حكومة جديدة، في ظل رفض من المجتمع الدولي والإقليمي أي خطوة أحادية يتخذها الجيش من دون الاتفاق مع القوى السياسية الفاعلة في البلاد.
وكان الاتفاق الإطاري الموقع في الخامس من ديسمبر 2022 ينص على نقل السلطة للمدنيين، لكن اندلاع الحرب في منتصف أبريل ألغى كل تلك الخطط وعطل كافة مؤسسات الخدمة المدنية والإدارية.