اخبار السودان
موقع كل يوم -أثير نيوز
نشر بتاريخ: ٢٦ نيسان ٢٠٢٥
الطبيب البيطري عثمان دفع الله ابن منطقة الفريجاب ، رجل تحبه في الله ولاتمل من انسه الجميل وثقافته العالية ، جسمه النحيل الرشيق بسبب هموم ثقيله حملها طوال سنيي عمره التي تجاوزت الخمسون عاما ، إذ أن الشهيد عثمان كان مرهفا الاحساس يتفاعل بدرجة كبيرة مع قضايا مجتمعه الصغير في منطقة الفريجاب (حلة رجب) وكذا الحال حينما تلتقيه تشعر وكانه يحمل كل هموم الشعب السوداني يتحدث اليك بحسرة والم عن الأوضاع الأمنية والسياسية والاقتصادية وطال ما كان يحلم بسودان قوي ومزدهر.
التحق الطبيب البيطري عثمان دفع الله بجهاز الأمن الخارجي في بواكير العام 1997م وقد كان الرجل محبوبا بين دفعته وأصدقائه فعرف عنه انه عثمان الهاش الباش وصاحب الابتسامة الرائعة التي لاتفارق محياه.
تقاعد في منتصف بدايات الألفية الثالثة وعاد الي مجال تخصصه ومهنته في حقل البيطرة ، ولكنه لم يبتعد عن الأمن والسياسة، فان كان قد ابتعد بجسده عن جهاز المخابرات العامة لكنه لم يكن بعيدا عنه بقلبه وعواطفه وقلمه إذ خصص صفحته بوسائل التواصل الاجتماعي منافحا ومدافعا عن الوطن عامة وعن الجهاز بصورة خاصة، وقد كان يسعي بكل حماس لرد اي هجوم او انتقادات للقوات المسلحة او القوات النظامية بشكل عام ، ولعل أكثر ماكان يؤلمه هي تغريدات الصحفي عثمان ميرغني الذي كان دائما ما يحاول بخبث توجيه اللسعات العقربية الي القوات المسلحة او القوات النظامية الاخري مغازلا ومتملقا في المناصرين لمليشيا الدعم السريع او الدول الداعمة لها ولهم ، وقد كان عثمان دفع الله يترصد كتابات عثمان ميرغني و اول من يرد عليه عثمان ويوجه له الانتقادات الحادة .
عثمان دفع الله كغيره من المعاشيين فقد كان مستهدفا من قبل المليشيا وجواسيسها وهم المجموعة الخائنه ، اومن يطلق عليهم لدي جموع الشعب السوداني بالمتعاونين او التوصيف الدقيق لهم انهم اللي (مع) عمنا (الرصين) ، وبسببهم تم اعتقاله في مناطق الكلاكله، بحثوا في صفحته علي الموبايل فوجدوا انه احد فرسان معركة الكرامة بكلماتها القوية وقلمه الحاد الذي يفضح جرائمهم فقد كان عثمان الفريجاب يجلدهم صباح مساء بقلمه ، لذلك مارسوا ضده كل أنواع التعذيب بعد اعتقاله في أسوأ ظروف اعتقال في العصر الحديث ، تلقي الطبيب البيطري كل أنواع التعذيب منهم من جسدي ونفسي بجانب التجويع المتعمد والعطش حتي فاضت روحه الطاهرة وصعدت الي ربها راضية مرضية بإذن الله تعالى.
عثمان دفع الله لم يكن مجرد شخص عابر في حياة اهله وأصدقائه ووطنه بل هو عثمان الأنيق النبيل والشهم فقد ترك رحيله فراغا كبيرا في أسرته الصغيرة واهله وبكته الديار بدموع ساخنة ، وحزن عليه أصدقائه ومعارفه الا ان العزاء انه سيكتب بإذن الله تعالى شهيدا عند مليك مقتدر ، وسرتد الظلم الذي لاقاه من اوباش وتتار العصر ، سيرتد عليهم حسرة وندامة في الدنيا والآخرة.
نسأل الله أن يتقبله قبولا حسنا ويسكنه فسيح جناته يارب العالمين.