اخبار السودان
موقع كل يوم -نبض السودان
نشر بتاريخ: ٢ أب ٢٠٢٥
متابعات- نبض السودان
قال شهود عيان في ولاية شمال كردفان إن إمام وخطيب مسجد أم سيالة، عبدالواحد إسحاق، لقي مصرعه دهسًا بواسطة سيارة دفع رباعي تتبع لقوات الدعم السريع، في حادثة وصفها الأهالي بالمروعة، وسط تصاعد حالة التوتر في المنطقة وتزايد الانتهاكات ضد المدنيين.
شخصية بارزة ضحية العنف المتصاعد
الشيخ عبدالواحد إسحاق، الذي قُتل يوم السبت الموافق 2 أغسطس 2025، كان يعمل معلمًا بمدارس المرحلة الثانوية، ويُعد من الشخصيات المؤثرة مجتمعيًا والمعروفة بدورها الدعوي والتربوي في المنطقة. وأكد شهود أن مركبة مسرعة تتبع لقوات الدعم السريع دهسته أمام مسجد أم سيالة، دون تقديم أي إسعافات له أو التوقف عقب الحادث.
وتداولت منصات إعلامية وحقوقية تغطي أحداث كردفان، تفاصيل الواقعة، مؤكدين أن الشيخ إسحاق كان يحظى باحترام واسع، وأن حادثة قتله أثارت موجة من الغضب والاستياء الشعبي في أوساط أهالي أم سيالة والقرى المجاورة.
تصاعد الانتهاكات في شمال كردفان
وتأتي هذه الجريمة وسط سلسلة من الانتهاكات الواسعة التي تُتهم بها قوات الدعم السريع في مناطق متعددة من ولاية شمال كردفان، حيث تشهد الولاية مواجهات دامية بين الجيش السوداني وقوات الدعم السريع منذ عدة أشهر.
وأفادت مصادر ميدانية أن المواجهات شملت مناطق كازقيل، وأم صميمة، والخوي، والدبيبات، وسط تبادل مستمر للسيطرة بين الطرفين، في ظل انهيار شبه كامل للأوضاع الإنسانية، وتزايد حركة النزوح الداخلي.
مجزرة شق النوم: تكرار النمط الدموي
وفي تطور سابق لا يقل خطورة، كانت شبكة أطباء السودان قد اتهمت، في 13 يوليو 2025، قوات الدعم السريع بارتكاب 'جريمة بشعة' في منطقة شق النوم بولاية شمال كردفان. وذكرت الشبكة أن الهجوم أدى إلى مقتل 11 مدنيًا بينهم 3 أطفال، وإصابة 31 آخرين، من بينهم 9 نساء بعضهن حوامل، واصفةً الحادثة بأنها من 'أسوأ الاعتداءات الوحشية التي تنتهك الأعراف الإنسانية والمواثيق الدولية'.
نزوح ومعاناة في ظل الأمطار والخريف
تشهد مناطق واسعة من شمال كردفان موجة نزوح جماعي جراء تفاقم حدة المواجهات بين الجيش والدعم السريع. وقد ازدادت حدة المعاناة الإنسانية مع دخول فصل الخريف، حيث غمرت الأمطار الغزيرة عددًا من المناطق، وأدت إلى تدمير مساكن، ونقص حاد في الغذاء والدواء، في ظل شلل تام في سلاسل الإمداد الطبي والغذائي.
قلق واسع من استهداف الرموز المجتمعية
تسبب مقتل الشيخ عبدالواحد إسحاق في حالة رعب وقلق واسع بين سكان المنطقة، إذ يُنظر إلى استهداف الأئمة والدعاة والمعلمين على أنه محاولة لتفكيك النسيج الاجتماعي وضرب المؤسسات المجتمعية الفاعلة.
ويخشى الأهالي أن يكون مقتل الإمام مقدمة لمزيد من الاستهداف الممنهج للرموز الدينية، خاصة في ظل غياب أي مساءلة أو تدخل عاجل لحماية المدنيين من تغول المليشيات في المدن والقرى.