اخبار السودان
موقع كل يوم -نبض السودان
نشر بتاريخ: ٢٢ تشرين الأول ٢٠٢٥
متابعات- نبض السودان
يُعد سرطان الدماغ من أخطر الأمراض التي قد تصيب الإنسان، ليس فقط لصعوبة علاجه، بل لأن أعراضه المبكرة غالبًا ما تكون غامضة أو شائعة، مما يجعل المريض والأطباء يتأخرون في تشخيصه في الوقت المناسب.
وفي تقرير علمي نشره موقع ساينس أليرت واطلعت عليه 'العربية.نت'، تم استعراض أبرز الأعراض السبعة التي لا يجب تجاهلها لأنها قد تشير – في بعض الحالات – إلى الإصابة بورم دماغي، رغم أنها قد تبدو أعراضًا عادية في البداية مثل الصداع أو النسيان أو الإرهاق.
الأعراض المبكرة تتشابه مع مشكلات الحياة اليومية
يشير الباحثون إلى أن الكشف المبكر عن أورام الدماغ يمثل تحديًا حقيقيًا، لأن الأعراض الأولية غالبًا ما تُفسر على أنها نتيجة للإجهاد أو قلة النوم أو الضغوط النفسية. وقد كشفت شهادات بعض المرضى أن تجاهل هذه العلامات كان سببًا رئيسيًا في تأخر تشخيصهم، وبالتالي تعقيد العلاج.
أولًا: صعوبة إيجاد الكلمات والتعبير
من الأعراض التي لوحظت لدى عدد من المرضى صعوبة إيجاد الكلمات أثناء الحديث أو تكوين الجمل بشكلٍ مترابط، أو التردد في المحادثة بسبب بطء في التفكير اللغوي. ويرى الأطباء أن هذه العلامة قد تكون مرتبطة بتأثير الورم على الفص الصدغي أو الجبهي في الدماغ، وهي المناطق المسؤولة عن اللغة والتواصل.
ثانيًا: ضباب الدماغ وفقدان التركيز
أبلغ عدد من المصابين بسرطان الدماغ عن شعورهم بما يُعرف بـ ضباب الدماغ، وهو حالة من الغموض الذهني وصعوبة التفكير بوضوح أو تذكر التفاصيل البسيطة. وقالت إحدى المريضات إنها حجزت موعدًا طبيًا لكنها نسيت تمامًا سبب الموعد عند حلول وقته، وهو ما أدى إلى تشخيص خاطئ وتأخر اكتشاف الورم.
ثالثًا: الخدر أو الوخز في نصف الجسم
يشير الأطباء إلى أن الإحساس بالخدر أو الوخز في أحد جانبي الجسم قد يكون من العلامات الخطيرة، خصوصًا عندما يكون مستمرًا أو متكررًا. فقد قال أحد المرضى إنه شعر بخدر في نصف وجهه ولسانه، موضحًا أن الورم كان يؤثر على مناطق التحكم الحسي والحركي في الدماغ المسؤولة عن الإشارات العصبية القادمة من الجسم.
رابعًا: اضطرابات الرؤية ومشاكل العين
تُعد التغيرات المفاجئة في الرؤية أحد أبرز الأعراض التي قد تُنذر بوجود ورم دماغي. وأفاد بعض المرضى بأنهم لاحظوا ازدواجية في الرؤية أو تشوه الخطوط المستقيمة لتبدو منحنية، بينما افترض آخرون أنهم بحاجة إلى نظارات جديدة. لكن الأطباء أكدوا أن مثل هذه العلامات قد تكون ناتجة عن ضغط الورم على العصب البصري أو مراكز الإبصار في الدماغ.
خامسًا: الكتابة غير المنتظمة وفقدان التنسيق
أشار بعض المرضى إلى أنهم لاحظوا فجأة تغيرًا في تنسيق اليد والعين أثناء الكتابة، إذ قال أحدهم: 'كنت أكتب ملاحظاتي بشكل طبيعي، ثم أصبحت كتابتي غير مفهومة وفوضوية دون سبب واضح'. ويرى الباحثون أن هذه العلامة قد تنجم عن اضطراب في الوظائف الحركية الدقيقة المرتبطة بمراكز الدماغ المسؤولة عن التحكم في اليدين.
سادسًا: تغيّرات في المزاج أو الشخصية
قد تكون تغيرات السلوك أو المزاج من أكثر العلامات خفاءً، لكنها تحمل دلالات مهمة. فبعض المرضى أفادوا بأنهم أصبحوا أكثر انفعالًا أو فاقدين للحافز، وظنوا أن السبب نفسي أو مرتبط بالإجهاد، لكن الفحوص كشفت لاحقًا وجود ورم في الدماغ. ويشير الأطباء إلى أن هذه الأعراض قد ترتبط بتأثير الورم على الفص الجبهي الذي يتحكم بالعواطف والسلوك.
سابعًا: الصداع المستمر والمتكرر
يُعد الصداع المزمن أكثر الأعراض شيوعًا، ورغم أنه عرض طبيعي يعاني منه كثير من الناس، إلا أن استمراره لأيام أو أسابيع متواصلة دون استجابة للمسكنات قد يكون إنذارًا مبكرًا لوجود ورم. وذكر أحد المرضى أنه عانى من صداع استمر أكثر من أسبوعين بشكل يومي تقريبًا، قبل أن يتبين لاحقًا أنه مصاب بورم في الدماغ.
نصائح الأطباء: لا تتجاهل الإشارات الصامتة
يشدد الأطباء على أن ظهور واحد أو أكثر من هذه الأعراض لا يعني بالضرورة وجود سرطان دماغ، لكنه يستدعي الانتباه والفحص المبكر، خاصة إذا كانت الأعراض مستمرة أو تتفاقم مع الوقت. كما ينصحون بضرورة إجراء الفحوص التصويرية مثل الأشعة المقطعية أو الرنين المغناطيسي عند الشك في أي تغيرات عصبية أو إدراكية.
الكشف المبكر هو خط الدفاع الأول
تؤكد الدراسات الطبية الحديثة أن الاكتشاف المبكر لأورام الدماغ يزيد فرص الشفاء بنسبة كبيرة، لأن التدخل الجراحي أو الإشعاعي في المراحل الأولى يحقق نتائج أفضل بكثير من المراحل المتقدمة. لذلك، فإن الوعي بالأعراض السبعة يُعد وسيلة إنقاذ حقيقية قد تغير مصير المريض.


























