الكشف عن جريمة حرب مكتملة الأركان في خزان قولو

متابعات- نبض السودان

كشفت شبكة أطباء السودان عن جريمة مروعة ارتكبتها المليشيا المسلحة في شمال دارفور، حيث قامت بتصفية 13 شخصًا بدم بارد على أساس إثني في مشهد وحشي يعكس تصاعد أعمال العنف في الإقليم المنهك بالصراعات.

تفاصيل الجريمة المروعة

وأوضحت الشبكة أن المجزرة وقعت في منطقة خزان قولو على الطريق الرابط بين الفاشر وطويلة بولاية شمال دارفور، حيث جرى استهداف الضحايا بطريقة ممنهجة. وأشارت إلى أن بين القتلى 5 أطفال، و4 نساء، و4 من كبار السن، ما يجعل الجريمة تحمل أبعادًا إنسانية وأخلاقية خطيرة.

استهداف ممنهج على أسس عرقية

وأكدت الشبكة أن استهداف الأطفال والنساء وكبار السن بهذه الصورة الوحشية يثبت أن ما يحدث ليس مجرد أعمال عنف متفرقة، بل سياسة منظمة تهدف إلى تهجير المواطنين من أراضيهم على أسس عرقية، وهو ما يدخل مباشرة في إطار جرائم الحرب والجرائم ضد الإنسانية وفق القوانين الدولية.

سياسة التطهير العرقي

وأضاف البيان أن هذه الجريمة ليست الأولى من نوعها، بل تأتي ضمن سلسلة من الانتهاكات الممنهجة التي ترتكبها المليشيا بحق المدنيين في شمال دارفور، حيث يجري استخدام التطهير العرقي والإبادة الجماعية كأدوات لإفراغ القرى والبلدات من سكانها الأصليين وإحلال واقع جديد بالقوة.

مخالفة صارخة للدعوات المعلنة

وأشارت الشبكة إلى التناقض الفاضح بين هذه الأفعال الوحشية والدعوات التي تطلقها المليشيا لسكان الفاشر بالخروج الآمن من المدينة، مؤكدة أن هذه الجرائم تعكس نية مبيتة لإبادة جماعية وتتناقض مع أي خطاب يُظهر المليشيا كجهة تدعو للسلام أو التفاوض.

إدانة وتحرك دولي عاجل

ودعت شبكة أطباء السودان المجتمع الدولي ومجلس الأمن إلى التحرك الفوري والعاجل لوقف هذه الجرائم التي وصفتها بـ'المستمرة والممنهجة'، وذلك عبر إصدار قرارات رادعة ضد قيادات المليشيا المتورطة في هذه الانتهاكات. كما شددت على ضرورة تقديم الجناة للعدالة الدولية باعتبار ما ارتكبوه يمثل جرائم لا تسقط بالتقادم.

مأساة إنسانية متكررة في دارفور

وتأتي هذه الجريمة لتضاف إلى سجل طويل من المآسي التي تعيشها دارفور منذ اندلاع النزاعات المسلحة قبل سنوات، حيث تتكرر عمليات القتل الجماعي، وحرق القرى، ونهب الممتلكات، ما أدى إلى نزوح مئات الآلاف وتشريدهم داخل الإقليم وخارجه.

دعوات للعدالة وإنهاء الإفلات من العقاب

ويرى مراقبون أن إفلات مرتكبي الجرائم السابقة من العقاب شجع المليشيا على التمادي في ارتكاب المزيد من المجازر، مؤكدين أن أي حل مستدام لأزمة دارفور لن يتحقق دون محاسبة حقيقية وعادلة لكل من تورط في جرائم الحرب والتطهير العرقي.