اخبار السودان
موقع كل يوم -خبطة نيوز
نشر بتاريخ: ١٢ أذار ٢٠٢٢
قلم: عبدالوهاب هلاوي
بغض النظر قطعا عن علاقتي الودودة بوزير الثقافة ..
بغض النظر عن معرفتي الخجولة بوكيلها ومديرها ..
بغض النظر عن علاقتي بمعظم المسئولين باجهزة الاعلام … قبل ايام .. رحل عن دنيانا الفانية الشاعر الغنائي الانسان عبدالرحمن مكاوي ..
تري من منهم نعاه للامة السودانية .. ومن منهم كلف نفسه مشقة العزاء لاسرته .. رفاق دربه وعشاق حرفه ..
لقد درجت الجهات الرسمية والقائمين بامر الاجهزة علي تجاهل المبدعين احياء واموات .. حتي المشاركة ان حدثت تكون عادة منزوعة الروح والاثر حالها حال رؤيتهم للابداع والمبدعين ..
الشعراء يموتون تحديدا علي يد كل الانظمة السياسية مرتين ..
عبدالرحمن مكاوي كان حتما من اسعد المبدعين بسقوط النظام الذي جرده من وظيفته وهو وزوجته في يوم واحد …فعاش كغيره اسير داره وفقره … كتب وناضل حتي تحققت احلام امته .. فماذا جني قبل وبعد الرحيل الاخير ..
الواقع يقول ان العلاقة بين المبدعين والانتقالية وحتي هذه اللحظه تبدو مبهمة وهلامية ..ودعوني اقولها بمنتهي الصراحة والوضوح ..
نظام لا يؤمن بدور مبدعي شعبه وان في عافيتهم عافية الحياة ..
نظام يتناسي دور المبدعين في صناعة هذه الثوره التي ادهشت العالم حتي صارت حكاية ترددها الشعوب ..
نظام لا يحفل حتي برحيل مبدع افني حياته من اجل الناس وهو لا يهتم حتي بتقديم واجب عزاء .. هو اشبه ما يكون بغيره ..
حتما ان العلاقة تحتاج لصياغة جديدة تناسب الدنيا الجديده التي ظل يحلم بها المبدعون حتي ماتوا ولا يزالون ..
للامر عودة وعودة حتي ينجلي الموقف
ومساكين مساكين مبدعي هذا الوطن .. انهم وحدهم علي ظهر هذا الكوكب من يموتون في كل المواسم ……