اخبار السودان
موقع كل يوم -نبض السودان
نشر بتاريخ: ٣٠ تموز ٢٠٢٥
الشمالية- نبض السودان
في لفتة إنسانية قوية تعبّر عن التماسك المجتمعي رغم الحرب والدمار، أطلقت نساء وفتيات متطوعات في المجال الإنساني بمدينة وادي حلفا بولاية الشمالية، مبادرة شعبية لجمع تبرعات مالية دعماً للمطابخ الجماعية بمدينة الفاشر، عاصمة ولاية شمال دارفور، التي ترزح تحت حصار خانق منذ أكثر من 15 شهرًا، ما أدى إلى تفشي المجاعة بشكل خطير بين المدنيين.
النساء يتحركن استجابة لصوت المعاناة
وأوضحت صفاء حسن سعيد، عضو غرفة طوارئ وادي حلفا ومنسقة المبادرة، في تصريحات، أن المبادرة انطلقت بجهود النساء والفتيات في وادي حلفا بدافع إنساني خالص، استشعارًا لما يعانيه أهل مدينة الفاشر من مجاعة خانقة ونقص حاد في الإمدادات الغذائية، نتيجة استمرار الحصار المفروض من قبل قوات الدعم السريع.
وأكدت أن هذه المبادرة تجسد وحدة الشعب السوداني وتضامنه في وقت الأزمات، مضيفة: 'من وادي حلفا إلى الفاشر قلوبنا معكم'، وهو الشعار الذي أطلقته المبادرة على مواقع التواصل الاجتماعي لجمع التبرعات وحشد التضامن، بحسب 'الترا سودان'
مبادرة من قلب الشمال إلى غرب السودان المحاصر
الحملة التي وُلدت من رحم المعاناة، بحسب تعبير منسقتها، تسعى لتسليط الضوء على الأزمة الإنسانية التي يواجهها أهالي الفاشر، من خلال مشاركة القصص والنداءات التي أطلقتها نساء الفاشر في الأيام الماضية، والتي ألهمت نساء وادي حلفا لاتخاذ موقف فوري، وتقديم الدعم بما يتيسر، حتى ولو كان جنيهًا واحدًا.
وأشارت صفاء إلى أن المبادرة ليست مجرد تحرك مالي، بل هي حملة وعي وضمير تهدف إلى إيصال رسالة أن الشعب السوداني، رغم الحرب والانقسام، ما زال موحدًا في مواجهة الأزمات، وأضافت: 'في نظرنا، حتى التبرع بجنيه يمكن أن يصنع فرقًا في الفاشر، لأن الأمر بالنسبة لنا عظيم في المعنى والدلالة'.
الفاشر في عزلة.. ومناوي ينتقد تأخر العمليات العسكرية
يعيش سكان مدينة الفاشر، وتحديدًا النساء والأطفال وكبار السن، أوضاعًا إنسانية متدهورة للغاية بسبب الحصار الذي تفرضه قوات الدعم السريع منذ مايو 2024، وسط غياب تام للمواد الغذائية والطبية، وانقطاع شبه تام للخدمات.
وقد تفاقمت الأزمة أكثر منذ توقف عمليات الإسقاط الجوي للجيش السوداني في أبريل 2025، إثر سقوط طائرة حربية في المدينة، ما قطع آخر شرايين الإمداد للمدنيين المحاصرين.
وفي هذا السياق، انتقد حاكم إقليم دارفور، مني أركو مناوي، من مقر الحكومة المؤقتة في بورتسودان، ما وصفه ببطء العمليات العسكرية وتخاذل الجهات الرسمية عن فك الحصار، بالمقارنة مع ما جرى من تحركات سريعة في الخرطوم وولاية الجزيرة.
وحدة نسائية.. ورسالة سياسية واجتماعية
المبادرة النسائية من وادي حلفا لا تعبّر فقط عن التضامن الإنساني، بل ترمز إلى نوع جديد من الحراك الشعبي الذي تقوده النساء في السودان، في ظل تراجع أدوار الدولة والمؤسسات الرسمية.
وقد لاقت الحملة صدى واسعًا على مواقع التواصل الاجتماعي، حيث تم ترويج وسم '#من_وادي_حلفا_إلى_الفاشر' كرسالة رمزية تؤكد أن السودانيين بمختلف جهاتهم يمكن أن يتحدوا ضد الجوع والحصار والموت.
وتؤكد المبادرة أن الشعب قادر على تجاوز كل الحواجز الجغرافية والسياسية إذا توفرت الإرادة، خاصة حين تقود النساء الصفوف الأمامية لحملات النهوض والدعم المجتمعي.