اخبار قطر
موقع كل يوم -العرب القطرية
نشر بتاريخ: ٢٢ نيسان ٢٠٢١
سؤال اليوم: مع كل رمضان نجد اختلافاً كبيراً في حديث الناس حول معدل ما يقرأونه من كتاب الله في رمضان.. فما هو المعدل الذي كان عليه الصحابة والتابعون؟ وما ثواب قراءة القرآن في الشهر الفضيل؟
يجيب عن السؤال فضيلة الشيخ الدكتور عبد الله بن إبراهيم السادة.. فيقول: قال النبي -صلى الله عليه وسلم- فيما رواه رب العزة في محكم التنزيل: «وَقَالَ الرَّسُولُ يَا رَبِّ إِنَّ قَوْمِي اتَّخَذُوا هَٰذَا الْقُرْآنَ مَهْجُورًا»، وهجر القرآن ألا يقرأه الإنسان، لكن لو قرأ القرآن ولو في صلاته فلا يكون هاجراً للقرآن. وأضاف: فيما يتعلق بمقدار القراءة، فهو يتعلق بحال المسلم، فيقرأ على حسب حاله، فإن استطاع أن يقرأ أربعة أجزاء أو خمسة أجزاء أو جزأين في اليوم، أو جزءاً أو صفحة واحدة في اليوم، فهذا يرجع لاستطاعة الشخص وانشغاله. وأكد د. السادة أن السلف الصالح كانوا يختمون القرآن في سبع، أي في سبعة أيام، فيقرأون ما يزيد عن 4 أجزاء بقليل كل يوم، فكل أسبوع يُختم، فإن استطاع الإنسان أن يقوم بذلك فهذا هو الأصل، فإن لم يستطع فلا شيء عليه.
وتابع: والمطلوب الأكثر من التلاوة هو قضية التدبّر والفهم، فيقول ربنا -عز وجل- في كتابه: «كِتَابٌ أَنزَلْنَاهُ إِلَيْكَ مُبَارَكٌ لِّيَدَّبَّرُوا آيَاتِهِ وَلِيَتَذَكَّرَ أُولُو الْأَلْبَابِ» فهذا هو الأصل، فالأصل هو التدبر وفهم هذا القرآن، فقد نزل كتاب الله للعمل به ولتطبيقه، ولفهمه وما أنزل القرآن للتبرك به. وأشار إلى أن القراءة والتلاوة مطلوبة وعليها أجر عظيم، فعن ابن مسعود قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «من قرأ حرفاً من كتاب الله فله حسنة، والحسنة بعشر أمثالها، لا أقول الم حرف، ولكن ألف حرف، ولام حرف، وميم حرف}. رواه الترمذي. والقرآن به 323671 حرفاً، ما يعني أن ثوابه يزيد عن 3 ملايين حسنة تقريباً في كل ختمة، مضيفاً: وهذا مطلوب صحيح، ولكن المطلوب أكثر هو قضية التدبر، بأن يتدبّر المسلم القرآن، وأن يعمل بالقرآن، وهذا هو الأصل، وصلى الله على سيدنا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين. ونوّه بأن شهر رمضان تضاعف فيه الحسنات، فمن قام رمضان إيماناً واحتساباً غفر له ما تقدم من ذنبه، ومن صام رمضان غفر له من الذنوب، فالأجور تكون مضاعفة، قيام ليلة تعدل ألف شهر، لذلك الإنسان العاقل الذي يستغل هذه الأيام، بحيث يعتبرها موسماً للطاعات والحسنات فأوله رحمة، وأوسطه مغفرة، وآخره عتق من النار.
وأضاف: ورمضان يعتبر من نفحات الله -عز وجل- ومواسم الطاعات من صلاة وصيام وقيام وقراءة قرآن، فالمحروم الذي حرمه الله -عز وجل- فضائل هذا الشهر، والذي لا يستغل هذا الموسم، وإنما يضيعه من خلال المسلسلات والخيام الرمضانية والسهرات، لذلك فإن الأصل على الإنسان أن يستغل هذا الشهر؛ لأنه ليس مثل أي شهر، لذلك يجب أن يتم الاستغلال لأهمية الشهر العظيمة.