زينب الحيدري.. «تخطو نحو الفضاء»

دراسة أكاديمية لإنشاء ثانوية للأمن السيبراني

الكتاب صدر بلغتين.. وأسعى للمشاركة من خلاله في معرض الكتاب

طبعت كمية محدودة.. والباقي سيكون خلال معرض الكتاب

أنتظر الدعم والاهتمام بالإصدارين لتحقيق النفع الأمثل

تعمل الباحثة والكاتبة زينب الحيدري على دراسة أكاديمية حول فكرة إنشاء مدرسة ثانوية للأمن السيبراني، ذات طابع تعليمي خاص في هذا المجال، ويربط مخرجات التعليم في هذه المرحلة بالتخصصات والبرامج الجامعية والدراسات العليا في الأمن السيبراني، لتكون قطر مركزا تعليميا رائدا في هذا التخصص.

وكانت الباحثة قد وثقت الدراسة لدى الملكية الفكرية تمهيدا لعرضها على الوزارات والجهات المختصة لتتبنى المشروع وتشرف على تنفيذه، وسبق للباحثة أن أصدرت كتابا عن الأمن السيبراني لتلحقه بإصدارها الجديد والذي حمل عنوان «قطر تخطو نحو الفضاء» والذي تم طباعته باللغتين العربية والإنجليزية، ويتناول مشروع إطلاق قطر أولَ قمر اصطناعي في العالم لرصد خرائط المياه الجوفية، على كوكب الأرض، بحلول 2024، ويسعى المشروع إلى وضع قمر اصطناعي في مدار حول الأرض، لرسم خرائط لتوزيع طبقات المياه الجوفية الضحلة تحت سطح الصحراء في شمال أفريقيا وشبه الجزيرة العربية.

وأكدت زينب أن الإصدار يسلط الضوء على المشروع الذي يواكب الجهود الوطنية والدولية في الحد من تحديات التغيّر المُناخي، حيث تستعرض خلال هذا الكتاب تجربة قطر ومبادراتها العالمية، في مواجهة تحديات التغيّر المُناخي، من منطلق الأهمية المُلحّة للتصدي للعواقب السلبية لتأثيرات تغيّر المُناخ، وما يتطلبه ذلك من تعاون واستجابة دولية فعّالة، لم تتوان دولة قطر عن الاضطلاع بدورها كشريك فاعل في المجتمع الدولي.

«العرب» التقت زينب الحيدري، وكان لها معها هذا الحوار: هل تمت طباعة الكتاب؟

تمت طباعة كميات محدودة من الكتاب، والذي قام بكتابة التقديم هو سعادة السفير بدر بن عمر الدفع المبعوث الخاص لوزير الخارجية لشؤون التغير المناخي والاستدامة، وهو ما شجعني لمواصلة البحث بإصدار كتاب آخر عن (الاستدامة في قطر)، لتوثيق تجربة قطر في هذا المجال، وما حققته كافة القطاعات المعنية من إنجازات.. وسلمت نسخة من الكتاب الأول لسعادة وزير البيئة والتغير المناخي.. وبصدد عرض الكتاب الثاني على سعادته، فضلا عن تقديم نسخ إصداراتنا الجديدة لكل من وزيرة التربية والتعليم والتعليم العالي ورئيس مؤسسة كهرماء، وكلي أمل وثقة أن يحظى الإصداران بالدعم والاهتمام والاستفادة من نتاج هذا المجهود العلمي في المجال البحثي، حيث أتطلع إلى طباعة الكتابين وطرحهما في معرض الدوحة الدولي للكتاب في نسخته القادمة.

وسبق أن شاركت بالمعرض بكتاب (الأمن السيبراني) الأول في هذا المجال عربيا وخليجيا. دور ريادي هل تعد قطر شريكا فاعلا في مجال الحد من آثار التغير المناخي؟

نعم.. يتناول الكتاب الدور الريادي لدولة قطر في مؤتمر القمة للعمل المُناخي الذي عُقد في شهر سبتمبر 2019، من خلال قيادة حضرة صاحب السمو الشيخ تميم بن حمد آل ثاني أمير البلاد المفدى، إلى جانب فرنسا وجامايكا، التحالف المعني بتمويل الأنشطة المُناخية وتسعير الكربون، فضلًا عن المساهمة التي أعلن عنها سمو أمير البلاد المفدى بمبلغ 100 مليون دولار ، لدعم الدول الجزرية الصغيرة النامية والدول الأقل نموًا للتعامل مع تغيّر المُناخ. الأمن المائي ماذا عن الأمن المائي في قطر؟

يستعرض الكتاب كيف عززت قطر أمنها المائي، حيث يُعد نصيب الفرد من استخدام المياه في قطر من أعلى المعدلات في العالم، حيث يقدر بنحو 300 لتر في اليوم، في حين أن المستوى العالمي في حدود 150 لترًا، في اليوم، وتأتي 99 % من مياه الشرب في قطر من محطات التحلية.

في المقابل، يُعَدّ ترشيد استهلاك المياه والطاقة جزءًا رئيسيًا من رؤية قطر الوطنية 2030، التي تهدف للوصول إلى أقل نسبة من الهدر في الموارد الحيوية، فجهود دولة قطر في تحقيق الأمن المائي والغذائي ترتكز على إستراتيجية الإدارة المتكاملة للمياه، وإعادة تدوير المياه واستخدامها في عدد من الأغراض مثل التبريد المركزي للمناطق كبديل لمياه الشرب.

كما يستعرض الكتاب، مبادرات قطر للاستخدام السّلمي للفضاء، حيث تؤكد قطر أن الاستخدامات السلمية للفضاء الخارجي تشكل مُحركًا أساسيًا لتحقيق التنمية المستدامة، وتعد أنشطتها أدوات لا غنى عنها في تحقيق التنمية الاقتصادية والاجتماعية والبيئية والصحية وإدارة الموارد الطبيعية. مستقبل البحث العلمي الكتاب يندرج ضمن الإصدارات البحثية والعلمية.. فما هي مكانة البحث في مسيرة التنمية التي تشهدها الدولة؟

نعم.. يسلط الكتاب الضوء على دور ومستقبل البحث العلمي في قطر، الذي يحظى بأهمية وأولوية في رؤية قطر الوطنية 2030، حيث أولت القيادة الحكيمة لدولة قطر اهتمامًا كبيرًا بالبحث العلمي وجعلته في مقدمة أولوياتها وذلك في سعيها لدعم تطبيق الركائز الأربع لرؤية قطر الوطنية 2030.

التزام دولة قطر تجاه البحث العلمي والتمويل الضخم، إلى جانب إقامة الشراكات فيما بين القطاعين العام والخاص وغيرهما من المؤسسات المعنيّة قد بدأ يؤتي ثماره، إذ إن قطر تبني بثبات سمعة قوية في التميّز الأكاديمي لتصبح في طليعة البحث العلمي والتطوير في العديد من المجالات. تعاون مع «ناسا» من خلال أبحاثك.. ما هي أبرز أوجه التعاون بين دولة قطر ووكالة ناسا الفضائية؟

بدأت مؤسسة قطر بالتعاون مع وكالة ناسا الفضائية مشروع «أواسيس» OASIS لاستكشاف المياه المدفونة في جوف الصحراء، في شراكة واعدة لأمن المياه في قطر، وخدمة البحث العلمي حول تأثيرات التغيّر‏ات المناخية، في النظم البيئية الأكثر جفافًا على كوكب الأرض. ويصمم الباحثون في مشروع «أواسيس» مهمة بحث لدراسة الأراضي القاحلة والصفائح الجليدية، عبر الأقمار الاصطناعية باستخدام تقنية رادار مماثلة لتلك المستخدمة بواسطة مركبة استكشاف المريخ (MRO) التابعة لوكالة «ناسا»، والهدف الأساسي للمشروع هو اكتشاف ومراقبة مصادر المياه العذبة الجوفية التي تسمى طبقات المياه الجوفية. أبحاث الفضاء هل تعرضت خلال بحثك إلى الدور القطري في مجال أبحاث الفضاء؟

سعت الحكومة بجهود واسعة إلى تعزيز الدور القطري بمجال الفضاء، وما يتصل به من علوم خلال السنوات الماضية، حيث أطلقت «برنامج قطر للبحث عن الكواكب النجمية الخارجية»، عام 2010، لتصبح لاعبًا بارزًا في الفريق العالمي للبحث عن الكواكب خارج المجموعة الشمسية.

وتأسس برنامج قطر المتصل بالفضاء على يد خالد السبيعي، الذي عاد إلى قطر بعد حصوله على درجة الدكتوراة في علم الفلك في المملكة المتحدة، حيث نجح في جمع التمويل اللازم والعلاقات لاستخدام خبرته في مشروع البحث عن كواكب خارجية في وطنه. ما هي أبرز الشراكات البحثية بين قطر والمؤسسات الدولية في مجال الفضاء التي استطعتِ رصدها خلال بحثك؟

أبرمت مؤسسة قطر للتربية والعلوم وتنمية المجتمع، وجامعة حمد بن خليفة منتصف سبتمبر 2020، ثلاث اتفاقيات مع مؤسسات أمريكية، بما في ذلك وكالة الفضاء الأمريكية. تشمل التعاون والشراكة في المجالات التعليمية، البحوث ذات الصلة بالمياه والتغيّر‏ المناخي، الرياضة، والحفاظ على التراث.

وقد تم التوقيع على هذه الاتفاقيات خلال أحدث سلسلة من اجتماعات الحوار الإستراتيجي القطري الأمريكي السنوية، المصممة لتعزيز العلاقات بين قطر والولايات المتحدة الأمريكية.

وتضمنت الاتفاقيات الإعلان عن دراسة صياغة مشروع بحثي مشترك، بين جامعة حمد بن خليفة - عضو مؤسسة قطر- ووكالة الفضاء الأمريكية «ناسا»، حول ارتفاع منسوب مياه البحر وتحليل التأثير الناجم عن ذلك على دولة قطر، بالإضافة إلى دراسة تأثير التغيّر‏ المناخي على المناطق القاحلة في العالم، ناهيك عن قيام عضوين من برنامج فولبرايت للعلماء في الولايات المتحدة الأمريكية بقضاء فصل دراسي في دولة قطر، بهدف إجراء البحوث في المعاهد البحثية التابعة لجامعة حمد بن خليفة.

ومن خلال التعاون بين مؤسسة قطر و«ناسا»، من المقرر أن يعمل باحثون من برنامج علوم الأرض التابع لمختبر الدفع النفاث التابع لوكالة «ناسا»، ومعهد قطر لبحوث البيئة والطاقة التابع لجامعة حمد بن خليفة، على مشروع لتصميم مهمة بحثية من شأنها التحقق من مسبار أسفل الكثبان الرملية والصفائح الجليدية لبعض المناطق والأماكن الأكثر جفافًا في العالم.

يعكس هذا المشروع البحثي الحاجة إلى تعميق الفهم في مجال طبقات المياه الجوفية بما يدعم الأهداف الوطنية لتحقيق الأمن المائي في دولة قطر، كما سيوفر هذا المشروع مصادر جديدة للمعرفة حول تأثير ارتفاع منسوب المياه نتيجة لذوبان القمم الجليدية القطبية، وهذا ما يعدّ مسألة مهمّة لدولة قطر حيث ترتفع المناطق الحضرية عن مستوى سطح البحر مترًا واحدًا.

كان في بحثك جزء مخصص عن الاستخدامات السلمية للفضاء الخارجي فما هي؟

تؤكد دولة قطر أن الاستخدامات السلمية للفضاء الخارجي تشكل محركًا أساسيًا لتحقيق التنمية المستدامة وتعد أنشطتها أدوات لا غنى عنها في تحقيق التنمية الاقتصادية والاجتماعية والبيئية والصحية وإدارة الموارد الطبيعية.

وتعمل دولة قطر، وفق خطة رصينة وبعيدة المدى، على توطين وترسيخ البنى الأساسية لأنشطتها في مجال الفضاء الخارجي، بضمنها الأدوات التشريعية، وإعداد كوادر وطنية متخصصة في العلوم والتقنيات الفضائية، وإدماج علوم وتقنيات الفضاء في خطط التنمية الوطنية، كما تواصل بناء شراكات وتعزيز التعاون مع الدول ووكالات الفضاء في مجال الاستخدامات السلمية الأخرى للفضاء الخارجي، كما تعول كثيرًا على دعم مكتب الأمم المتحدة لشؤون الفضاء الخارجي لبرامجها الفضائية المستقبلية.

أول مونديال محايد للكربون ماذا يعني تنظيم قطر أول مونديال محايد للكربون؟

في ضوء الوعود التي قطعتها دولة قطر في ملف استضافة المونديال، تم استخدام الطاقة الشمسية في تشغيل استادات البطولة، حيث تعمل المؤسسة العامة القطرية للكهرباء والماء (كهرماء)، وستواصل قطر بعد إسدال الستار على منافسات المونديال توليد طاقة نظيفة ومتجددة تستمر لعقود، بما يترك إرثًا ملموسًا ضمن مشروعات تقليل الانبعاثات الكربونية.

ويأتي الحد من الانبعاثات الكربونية خلال بناء الاستادات ضمن المراحل المهمة، ويتضمن ذلك إعادة استخدام المياه والمواد وتدويرها، وتركيب أنظمة تبريد على درجة عالية من الكفاءة، واستخدام الطاقة المتجددة كالألواح الشمسية في إضاءة الاستادات، وتشجير المسطحات الخضراء المحيطة بالاستادات باستخدام الأشجار والنباتات المحلية.

ومن العوامل الأساسية للحد من الانبعاثات الكربونية لمونديال قطر تقارب المسافات، ما يعني عدم الحاجة للسفر جوا للانتقال من موقع لآخر خلال البطولة، وكذلك شبكة المواصلات العامة ومن بينها مترو الدوحة والحافلات الكهربائية والتي ستنقل المشجعين إلى استادات المونديال.