اخبار قطر
موقع كل يوم -الخليج أونلاين
نشر بتاريخ: ٦ كانون الأول ٢٠٢٥
عمر محمود – الدوحة - الخليج أونلاين
عدد المشاركينارتفع 10 أضعاف منذ النسخة الأولى عام 2001.
انعقاد المنتدى سنوياً يؤكد التزام قطر بالحوار كنهج لترسيخ السلام والاستقرار العالمي.
في عام 2001، وبحضور 500مشارك انطلقت مسيرة منتدى الدوحة كمنصة حوارية عالمية أعلنها أمير قطر السابق الشيخ حمد بن خليفة آل ثاني، في قرار يعكس رؤية السياسة القطرية، ويجسد مبادئها الراسخة في اعتبار الحوار أساساًلإنهاء الصراعات والتوصل إلى الاتفاقيات، ووسيلة لرسم السياسات السياسية والاقتصادية والاجتماعية في العالم.
ويتعاون منتدى الدوحة منذ انطلاقته قبل نحو ربع قرن مع عديد من الجهات المحلية والإقليمية والدولية، في تنظيم جلسات نقاشية وورش عمل واجتماعات وطاولات مستديرة ومحاضرات لمناقشة القضايا الملحة والتحديات الطارئة في المنطقة والعالم.
وبعد 22 نسخة عقدت جميعها في الدوحة، تنعقد أعمال النسخة الثالثة والعشرين يومي 6 و7 ديسمبر 2025 بمشاركة أكثر من 5000 مشارك يمثلون 160 دولة، من بينهم رؤساء دول وحكومات، ووزراء خارجية، ومديرو مؤسسات دولية، وخبراء بارزون في السياسة والاقتصاد والإعلام والتكنولوجيا.
ولعل الفارق الكبير بين النسخة الأولى والنسخة الحالية، من حيث عدد المشاركين وطبيعة أعمالهم، يبرز المكانة التي بات يتمتع بها منتدى الدوحة كمنصة دولية تتقاطع فيها الدبلوماسية مع العمل الميداني، وتتيح للقادة وصناع القرار بناء شبكات تعاون فعالة.
ومنذ تأسيسه، تناول المنتدى موضوعات محورية، وحضره رؤساء دول ووزراء وشخصيات من القطاعين العام والخاص، إضافة إلى منظمات غير حكومية.
واستفاد المنتدى من موقعه في دولة قطر، حيث نجحت الدوحة في أن تكون بوابة عالمية لرأب الصدع في مناطق النزاع، مما عزز من ثقل البلاد السياسي وجعل منصاتها الحوارية محط أنظار العالم.
جائحة كورونا
وعلى الرغم من الظروف التي فرضتها جائحة كورونا خلال عامي 2020 و2021، حرص المنتدى على عقد نسختين افتراضيتين بمشاركة نخبة من كبار صناع السياسات والخبراء والباحثين لمناقشة أبرز القضايا العالمية الملحة.
ومنذ عام 2018، وجه اهتمام خاص إلى إطلاق نسخة شبابية للمنتدى، التيتعد أحد المنابر الأساسية لمركز مناظرات قطر، حيث تجمع الشباب للنقاش وطرح الحلول أمام صناع القرار والجهات المعنية.
كما يهدف منتدىالدوحةإلى تعزيز الحوار وإثراء النقاش بين المشاركين المؤثرين من الحكومات والمجتمع المدني والإعلام والأوساط الأكاديمية ومراكز الفكر، من خلال دعم مهمته المتمثلة في تشجيع تبادل الأفكار وصنع السياسات وبناء شبكات عملية وفعالة.
وتحدد اللجنة المنظمة شعاراًسنوياًيعكس أولوياته، حيث حملت النسخة الثانية والعشرون شعار 'حتمية الابتكار' وناقشت التحولات التكنولوجية التي يشهدها العالم.
أما نسخة عام 2025 فتنعقد تحت شعار: 'ترسيخ العدالة: من الوعود إلى الواقع الملموس'، بهدف مناقشة قضايا تشملالجيوسياسةوالتنمية الاقتصادية والتكنولوجيا الناشئة والدبلوماسية الثقافية والأمن.
السياسة القطرية
الأكاديمي والمحامي الدكتورجذنانالهاجريأكدأن 'منتدى الدوحة استطاع خلال السنوات العشرين الماضية ترسيخ مكانته كمنصة حوارية عالمية يجتمع تحت مظلتها كبار صناع القرار في العالم، ما يتيح لهم فرصة بحث المستقبل وبناء القرارات التي تحتاجها الشعوب'.
كما بين الهاجري في حديثه لـ 'الخليج أونلاين' أن 'تنظيم دولة قطر لمنتدى الدوحة يعكس –بشكل مباشر أو غير مباشر- السياسة القطرية التي تعتمد على الحوار كوسيلة لترسيخ الاستقرار والسلم والأمن الدوليين'، مشيراًإلى 'الدور الذي تضطلع به الدوحة في الوساطة الدولية لإنهاء الصراعات في مختلف مناطق العالم'.
وحول أهمية المنتدى على المستوى العالمي أشار أيضاً إلى أن دوره المحوري يتمثل في توفير مساحات نقاشية محايدة تبنى من خلالها جسور التفاهم، وتصاغ حلول تدعم الصالح العام، وتمنح الدول أدوات إضافية لتعزيز التعاون فيما بينها.
وفيما يتعلق بقدرة المنتدى على تحويل المبادئ إلى برامج تنفيذية، أوضح الهاجري أن 'هذا التحول يعتمد على رغبة المشاركين في تبني تعهدات مشتركة وربطها بمؤسسات دولية قادرة على تنفيذها'.
كما أضاف أن 'المنتدى ليس جهة تنفيذية بحد ذاته، لكنه يشكل منصة مناسبة لبناء إرادة سياسية وفكرية يمكن الاعتماد عليها لتحويل المبادئ إلى خطوات عملية قابلة للتطبيق'.
وذكر أيضاً أن ما 'ميز منتدى الدوحة في نسخته الماضية هو طرحه موضوعات ذات تماس مباشر بالقضايا العالمية الحديثة والدخول بعمق في تفاصيلها'، مذكراًبأن 'ثورات الربيع العربي كانت قد تصدرت المشهد في النسختين 11 و12 من المنتدى، حيث ناقش المشاركون آنذاك آليات الإصلاح السياسي في ضوء الأحداث التاريخية التي عرفتها المنطقة'.
واختتم الهاجري حديثه بالإشارة إلى التطور الكبير الذي شهده المنتدى منذ عام 2001، سواء في قدرته على استقطاب المشاركين أو في حرص القادة وكبار صناع القرار على حضوره سنوياً، معتبراًأنه 'أصبح علامة فارقة في عالم المنتديات السياسية الدولية'.
نسخة 2025
وستتناول الجلسات الرئيسيةلنسخة2025مجموعة واسعة من الموضوعات ذات الأهمية السياسية والاقتصادية، من بينها استراتيجية الولايات المتحدة في الشرق الأوسط ومستقبل الوجود الدولي في المنطقة.
كما تتصدر تطورات الملف السوري بعد عام من انتصار الثورة وسقوط نظام الأسد واجهة النقاش بحضور الرئيس أحمد الشرع، إلى جانب تقييم الفرص المتاحة أمام الشعب السوري.
وتشمل الجلسات أيضاً محوراًاقتصادياًحول موجات الصدمات العالمية وإعادة النظر في التجارة في عصر الاضطرابات، في ظل ما تواجهه الأسواق من تحديات متزايدة.
كما يناقش المنتدى مستقبل الحد من الأسلحة، وتأثير الاضطرابات على تمويل الصحة العالمية، إضافة إلى جلسات حول دور الذكاء الاصطناعي في إعادة تشكيل الاقتصاد العالمي وموازين القوة.
وسيتناول كذلك تطور العلاقات بين الولايات المتحدة والصين، باعتبارها من أكثر العلاقات تأثيراًفي صياغة النظام الدولي الجديد، إلى جانب جلسات تبحث في تأثير تحولات المساعدات على الدول الهشة وسبل تطوير آليات جديدة لتحقيق استقرار أوسع.
ويمتاز برنامج منتدى 2025 بتنوع جلساته التي تركز على أولويات من أبرزهامنع النزاعات عبر تحسين آليات الإنذار المبكر، وتطوير نماذج اقتصادية تعزز مرونة المجتمعات، وتعزيز أمن الطاقة في ظل التوجه العالمي نحو المصادر البديلة.
كما يسلط الضوء على مستقبل الإعلام في عصر التحولات الرقمية، بما في ذلك دور المنصات العالمية وتأثيرها على استقرار المجتمعات.























