الدوحة تودّع «آسيا» وتستعد لاستقبال «العرب»

ودعت قطر بالأمس آخر منتخب من الــ 24 الذين شاركوا في النسخة الــ 18 من كأس اسيا، التي أقيمت بالدوحة على مدار شهر كامل، استمتعت فيه الجماهير بمونديال آسيوي مصغر في كرة القدم، لتواصل قطر إبهارها للجميع باستضافة البطولات الكبرى وتنظيمها بالشكل الرائع، الذي يليق وما وصلت له دولتنا الحبيبة من تقدم وازدهار في هذا الجانب، حتى بات استضافة أي بطولة وإقامتها بالدوحة، لا يمثل أي مشكلة، فقطر دائما جاهزة بمنشآتها وكوادرها الوطنية المحترفة.

تقدم قطر في هذا الجانب، لم يأت من فراغ بل جاء نتيجة عمل مدروس، سهر عليه المسؤولون على مدار العقود الثلاثة الماضية، وبتوجيهات سامية من حضرة صاحب السمو الشيخ تميم بن حمد آل ثاني أمير البلاد المفدى، فسموه دائم الحرص على أن تظهر قطر بالشكل الذي يليق أمام العالم وما بلغته من رفعة وتقدم، على كافة الصُعد، وليس الصعيد الرياضي فقط، وخلف سموه شعب يقدر قيمة ما تقوم به الدولة من مشاريع عملاقة ستبقى شاهدة على هذا العصر المزدهر في مستقبل التاريخ.

أثبتت دولة قطر دائما جدارتها وحجزت لها مكانا مرموقا، على الساحة الرياضية العالمية بشكل محترم خلال السنوات الأخيرة قبل وبعد استضافة مونديال 2022، من خلال تنظيم الفعاليات الكبرى وتطوير بنية تحتية متكاملة، وهي تواصل تحقيق الطموحات في مجال الرياضة الدولية معتمدة على استراتيجية رياضية فعّالة تشمل استضافة مجموعة متنوعة من البطولات والفعاليات.

القدرة القطرية على استضافة الفعاليات الرياضية الكبرى، ليست صدفة أو مغامرة، بل جاء كل ذلك نتيجة عمل احترافي مميز على مدار السنوات الماضية، وازداد بريقها باستضافة كأس العرب 2021، كتجربة أولى قبل استضافة المونديال، ليكون النجاح حليف الدوحة، ويقام المونديال، ويأتي العالم كله إلى هنا ليعرف امكانيات قطر وشعبها، ويأتي الثناء على التنظيم الرائع من رئيس دولة الفيفا نفسه إنفانتينو، الذي قال «إن بطولة كأس العالم FIFA قطر 2022 وحدت العالم، وأنها أفضل نسخة من المونديال على الإطلاق، مؤكدا أن المونديال شهد نجاحا على كل الأصعدة، ولم نشهد أية حالات شغب.. نشكر قطر على تقديم النسخة الأفضل على الإطلاق». مشيرا إلى أن المونديال كان فرصة للكثير من الجماهير التي حضرت إلى دولة قطر للتعرف على الثقافة العربية، ليقدم للعالم الثقافة العربية من منظور مختلف وبشهادة أكبر مسؤول عن كرة القدم في العالم. ثقة الجميع

اكتسبت قطر ثقة جميع المسؤولين في الاتحادات الدولية، لكافة الألعاب، وبمجرد ما تتقدم قطر لأي اتحاد دولي بهدف استضافة أي بطولة قارية كانت أو عالمية، يلقى الملف القطري إعجابا وموافقة فورية، دون سائر الملفات الأخرى، بعدما نجحت قطر مد جسور الثقة بين المؤسسات الدولية الرياضية،

بطولة اسيا كان مقررا لها أن تقام في الصين 2023، إلا أن الأخيرة اعتذرت عن إقامة البطولة على أراضيها بحجة جائحة كورونا التي ضربت العالم قبل 4 أعوام، ليسند الاتحاد الاسيوي التنظيم لقطر على الفوز، والتي لم تحتج لوقت طويل لجاهزية البنية التحتية «وكسبت الرهان في ظرف زمني وجيز عندما اعتذرت الصين عن تنظيم البطولة لتثبت أنها البديل الأفضل والأمثل لاستضافة هذه البطولة العريقة». لتكون الدولة الوحيدة التي استضافت 3 بطولات لكأس آسيا . مرحبا بكل العرب

ودعت قطر بطولة اسيا والتي حفل بأجواء رائعة بين الشعوب، فالرياضة دائما ما تقدم رسائل عظيمة في التقريب بين الشعوب، وتبقى الدوحة مركزا مستمرا، لهذه التجمعات العالمية التي تجمع كثير من شعوب العالم على أراضيها، وها هي تودع اسيا، وتستعد لاستقبال الأشقاء العرب بتنظيم نسختي كأس العرب الــ 11 و12، في الدوحة عامي 2025، و2027، تواليا. الكواري:أشكر جماهيرنا تقدم خالد مبارك الكواري مدير إدارة التسويق والاتصال بالاتحاد القطري لكرة القدم إلى أهل قطر كافة على هذا الإنجاز واللقب الثاني على التوالي لبطولة كأس آسيا قطر 2023.

وأضاف بقوله: «لا شك أن هذا الإنجاز لم يتحقق إلا بتكامل كافة الجهود من جميع منتسبي الرياضة القطرية بشكل عام وكرة القدم بشكل خاص وخصوصاً اللاعبين والمشرفين على المنتخبات الوطنية».

كما أبارك أيضاً لجماهيرنا القطرية التي كانت اللاعب رقم 1 في البطولة وحققت أرقامًا كبيرة جدًا في هذه البطولة وصلت إلى 431472 مشجعا بمتوسط 61638 في كل مباراة من مباريات العنابي بالبطولة والبالغة 7 مباريات».

موضحًا: «هذا رقم كبير جدًا لم نصل إليه في أي بطولة سابقة ولله الحمد، ولاشك أن جمهورنا القطري كان هو نجم هذه البطولة بلا استثناء، حيث ساند وشجع ودعم لاعبي منتخبنا الوطني وشكلوا صورة جميلة في المدرجات، كما أن الحملة التسويقية التي قمنا بها تحت شعار « فالنا الفوز « حققت أهدافها وحققت النتائج المرجوة منها وكان لها انعكاسات وصدى إيجابي ولله الحمد، حيث قمنا بتقديم محتوى متميز في منصات التواصل الاجتماعي».

وتوجه مدير إدارة التسويق والاتصال بالاتحاد القطري لكرة القدم بالشكر لشباب مدرج العنابي بقوله: « كما لا يفوتني أيضًا أن أشكر إخوتي شباب مدرج العنابي الذين كان لحضورهم الملفت في هذه البطولة بصمة رائعة في المدرجات، حيث ان هؤلاء الشباب سيكونون نواة المدرجات في البطولات القادمة بإذن الله، كما نتطلع إلى انضمام الشباب القطري من الجنسين لهذه المبادرة لتكون رافداً مهماً لتشجيع العنابي في كافة البطولات المقبلة بإذن الله». 8 ملاعب شهدت مباريات البطولة

أقيمت مباريات النسخة الــ 18 من كأس اسيا قطر 2023، التي اختتمت مساء امس الأول السبت، بمشاركة 24 منتخبا، خلال الفترة من 12 يناير الى 10 فبراير 2024 على 8 ملاعب هي: «الجنوب والمدينة التعليمية والبيت والثمامة واستاد خليفة الدولي وأحمد بن علي المونديالية، اضافة الى استاد جاسم بن حمد واستاد عبدالله بن خليفة»، والتي كانت جاهزة تماما قبل اقامة البطولة، وبمجرد اعتذار الصين، كانت قطر في الميعاد، وأسند الاتحاد الآسيوي التنظيم لقطر لجاهزية الملاعب، دون الانتظار أو الوقوع في مشكلة.

الملاعب التي شهدت اقامة 51 مباراة على مدار شهر كامل، تعد من أفضل الملاعب في العالم، بل يتعدى استاد لوسيل مجال المقارنة مع أي استاد عالمي آخر، لتميزه الشديد في الامكانيات، وطريقة الدخول والخروج، التي تتسم بالسلاسة، وشهد الملعب الخيالي اقامة نهائي البطولة بين العنابي والمنتخب الاردني، بحصور مايقارب الــ 80 ألف متفرج. ويعتبر درّة ملاعب قطر وأكبرها من حيث الطاقة الاستيعابية التي تبلغ 80 ألف مشجع. يتميز بأنه استضاف المباراة النهائية لمونديال قطر 2022 ، ونهائي كأس اسيا 2023 واستوحي تصميمه من الفانوس العربي، ويعكس النقوش على الأواني والقطع الفنية التي تميز الوطن العربي والاسلامي.

تميز فريد

الملاعب التي اختارها الاتحاد الاسيوي لاقامة مباريات البطولة، كلها متميزة، وتضم امكانيات هائلة، ليستمتع الجميع بحضور مباريات البطولة، بالتواجد في هذه الاستادات العملاقة كاملة الخدمات، ولا يشعر أي من الحضور بأي عناء أثناء الدخول أو الخــروج من الملاعب.