بعد عودة السفارات.. إلى أين تسير العلاقات القطرية الإماراتية؟

عبد الله حاتم - الخليج أونلاين

ما شكل العلاقات بين البلدين؟

تشهد تقدماً وتطوراً كبيراً مؤخراً.

متى أعيد افتتاح السفارات؟

يوم الاثنين (19 يونيو).

متى تم التوصل إلى اتفاق المصالحة الخليجية؟

في قمة العُلا الخليجية عام 2021.

شهدت العلاقات بين الإمارات وقطر تحسناً كبيراً منذ المصالحة الخليجية، في يناير 2021؛ حتى أصبحت أفضل مما كانت عليه قبل الأزمة الخليجية في العام 2017.

ويسابق البلدان الزمن للمضي قدماً بالعلاقات إلى آفاق أفضل، خاصة في ظل التغييرات السياسية والاقتصادية الكبيرة في المنطقة، حيث تؤدي أبوظبي والدوحة دوراً بارزاً فيها.

ومنذ اتفاق العلا تبادل البلدان التصريحات الودية والزيارات الدبلوماسية، والاجتماعات المنتظمة لتنفيذ مخرجات الاتفاق.

عودة العلاقات

وبعد اجتماعات مشتركة، وآخرها التي عقدت في أبوظبي، مطلع شهر أبريل الماضي؛ لمتابعة 'بيان العُلا'، أعلن عن استعادة العلاقات الدبلوماسية وفتح السفارات، يوم الاثنين 19 يونيو 2023.

وقالت الدوحة وأبوظبي، في بيانٍ مشترك: إنهما قررتا 'إعادة استئناف العمل في السفارة القطرية لدى أبوظبي وقنصليتها في دبي، وسفارة الإمارات في الدوحة، ابتداءً من اليوم الاثنين'.

وبالتزامن مع الإعلان قالت وكالة الأنباء القطرية 'قنا' إن الشيخ محمد بن عبد الرحمن آل ثاني، رئيس مجلس الوزراء وزير الخارجية القطري، تلقى اليوم اتصالاً هاتفياً من نظيره الإماراتي الشيخ عبد الله بن زايد آل نهيان، وأعربا عن التطلع إلى 'تعزيز الشراكة بما يعكس عمق العلاقات الأخوية بين الشعبين الشقيقين'.

وجاءت إعادة العلاقات الدبلوماسية بينهما وفتح السفارتين بعد أكثر من عامين ونيف على اتفاق 'العلا' الذي أنهى الأزمة الخليجية (يناير 2021).

محطات تقارب

وعقب بيان العلا شهدت العلاقات بين أبوظبي والدوحة محطات إيجابية كثيرة؛ ففي مايو 2022، زار أمير قطر الشيخ تميم بن حمد آل ثاني الإمارات؛ لتقديم العزاء بالرئيس الراحل الشيخ خليفة بن زايد آل نهيان.

وفي ديسمبر الماضي، زار رئيس الإمارات الشيخ محمد بن زايد آل ثاني قطر لإجراء مباحثات مع الشيخ تميم، تناولت العلاقات الثنائية وسبل تعزيز التعاون المشترك.

وخلال الزيارة أشاد رئيس دولة الإمارات بتنفيذ الدوحة مونديال 2022، الذي تستضيفه دولة عربية لأول مرة، واعتبره 'نجاحاً للعرب كافة'.

كما شارك أمير قطر في اللقاء الذي دعا له الرئيس الإماراتي بحضور عاهل الأردن، ونظيره البحريني، وسلطان عُمان، والرئيس المصري، في يناير 2023، لبحث تعزيز التعاون ودعم الاستقرار والتنمية بالمنطقة.

وفي مارس الماضي، وتعبيراً عن تطور العلاقات بينهما، أعلن الرئيس الإماراتي دعم بلاده لملف ترشح دولة قطر لاستضافة الاجتماعات السنوية لصندوق النقد الدولي ومجموعة البنك الدولي لعام 2026، في حين أعرب أمير قطر عن امتنانه للرئيس الإماراتي على ذلك.

مصالح مشتركة

وتبشر العلاقات الجديدة بكثير من المكاسب لكلا البلدين، خاصة أن المصالح بينهما على الصعيدين الاقتصادي والسياسي كبيرة.

فاقتصادياً ترتبط قطر والإمارات بمشروع غاز الدولفين، وهو أول مشروع لنقل الغاز المُكرر عبر الحدود في مجلس التعاون الخليجي.

وقبيل الأزمة الخليجية، بلغ التبادل التجاري بين الدوحة وأبوظبي 5.8 مليارات دولار في العام 2016، وعقب الأزمة عاد التبادل التجاري لينشط بوضوح.

وبحسب بيانات المكتب الإعلامي لحكومة الإمارات، بلغ حجم التبادل التجاري خلال 2022، نحو 13.54 مليار درهم (3.66 مليارات دولار)، وسجلت واردات الإمارات من قطر خلال النصف الأول نحو 3.22 مليارات درهم (880 مليون).

وبلغ حجم إعادة التصدير من الإمارات نحو 9 مليارات درهم (2.45 مليار دولار)، بنسبة نمو وصلت إلى 293% مقارنة مع النصف الأول من عام 2021.

كما بلغ حجم الصادرات الإماراتية إلى قطر، خلال النصف الأول من 2022، نحو 1.32 مليار درهم (360 مليون دولار)، ومثلت قطر الشريك الاستثماري السادس للإمارات على المستوى العربي، والـ26 عالمياً خلال هذه الفترة.

وسياسياً يمكن للبلدين أن يتعاونا في حل العديد من الأزمات في المنطقة كسوريا، التي ترتبط أبوظبي بعلاقات وثيقة مع نظامها، في حين تمتلك الدوحة علاقات قوية مع المعارضة السورية.

أيضاً قد يساهم البلدان في حل الأزمة الليبية، والدفع لإجراء الانتخابات الرئاسية والنيابية المتعثرة منذ أكثر من عام، بفضل علاقتهما الجيدة مع مختلف الأطراف السياسية والعسكرية الليبية.

ومن الطبيعي أن تدعم عودة العلاقات بين البلدين تقوية مجلس التعاون الخليجي، الذي يواصل اجتماعاته المشتركة بين الدول الست والتنسيق في شتى المجالات.

إمكانية لتطور العلاقات

يرى الباحث في الشأن الإقليمي محمد الآغا، أن عودة العلاقات القطرية الإماراتية كانت بطيئة بخلاف ما حدث بين الدوحة والرياض.

ويقول الآغا، في حديثه لـ'الخليج أونلاين': 'لا يوجد الكثير من الخلافات العالقة بين البلدين أو قضايا تتعلق بالحدود، وهو ما يسهل عودة العلاقات بشكل أسرع'.

ويشير إلى أن 'العلاقات بين البلدين متجذرة، خاصة مع وجود حدود برية وبحرية مشتركة بين البلدين'.

وأوضح أن 'البلدين يتجهان خلال الفترة القادمة إلى التوافق حول العلاقات الدبلوماسية، وإمكانية التوسع في المجالات الاستثمارية والاقتصادية'.

وبيّن أن 'البلدين يرتبطان أيضاً بعلاقات اقتصادية، حيث تمد قطر الإمارات بالغاز الطبيعي، وفي ذروة انقطاع العلاقات بينهما لم تقطع الدوحة تلك الخطوط'.

كما لفت إلى أن 'هناك اختلافاً بوجهات النظر بين البلدين في قضايا بالمنطقة، ولكن النقاط التوافقية كثيرة'.

ويتوقع أن 'تتعزز العلاقات القطرية الإماراتية بشكل أكبر خاصة مع توفر عوامل مشتركة تساهم في ذلك، والتغييرات السياسية الكبيرة على المستوى الدولي'.