اخبار قطر
موقع كل يوم -الخليج أونلاين
نشر بتاريخ: ١٩ أيلول ٢٠٢٥
الدوحة - الخليج أونلاين
وزير الدولة القطري: نتنياهويعتنق رؤية توسعية تعرف بـ'إسرائيل الكبرى'، وطموحه وعملياته المدمرة يشكلان خطراً جوهرياً على الأمن الإقليمي والنظام القانوني الدولي.
جدد وزير الدولة القطري، محمد بن عبد العزيز الخليفي، التأكيد على أن رئيس وزراء الاحتلال بنيامين نتنياهو، يمثل تهديداً مباشراً للسلام والأمن في المنطقة.
وأشار الخليفي، في مقال نشرته صحيفة 'واشنطن بوست'، أمس الخميس، إلى دور قطر الطويل كوسيط موضوعي في مفاوضات معقدة عالمياً.
ولفت إلى أن الدوحة استضافت أطرافاً متخاصمة من دارفور وفنزويلا وأفغانستان وجمهورية الكونغو الديمقراطية ولبنان وإيران وتشاد وأوكرانيا، كما كان لها دور بارز في جهود التوسط بين الإسرائيليين والفلسطينيين.
مؤكداً أن 'خبرة الوساطة باتت سمة فريدة لقطر، التي طلبت منها إدارات أمريكية متعاقبة المساعدة'، مشيراً إلى أن هذه الشراكات حققت منافع دبلوماسية وإنسانية كبيرة.
طموح مدمر
وأكد أن نتنياهو يعتنق رؤية توسعية تعرف بـ'إسرائيل الكبرى'، محذراً من أن طموحه وعملياته المدمرة يشكلان خطراً جوهرياً على الأمن الإقليمي والنظام القانوني الدولي.
وأضاف الخليفي أن التبريرات الرسمية الإسرائيلية التي قورنت بأعمال أمريكية وفرنسية وبريطانية في سياقات أخرى تشكل تحريفاً للوقائع، مستدلاً بأن الولايات المتحدة لم تسقط مكتب 'طالبان' في الدوحة أثناء مفاوضات كانت تجري بين واشنطن و'طالبان' برعاية قطرية.
وأوضح أن 'إسرائيل' نفسها 'اعتمدت مراراً على قطر كقناة تواصل، وأن مكتب حركة حماس في الدوحة أُنشئ بتنسيق مع الولايات المتحدة لتمكين اتصالات غير مباشرة وتجنّب التصعيد والحفاظ على مسارات دبلوماسية'.
كما شدد على أن هذا المسار الوسيط ساهم في تسهيل إدخال المساعدات الطبية والوقود إلى الفلسطينيين، وأنه سمح أيضاً بالإفراج عن أكثر من 140 أسيراً إسرائيلياً منذ اندلاع الحرب.
وندد الوزير القطري بالعدوان الإسرائيلي على الدوحة، معتبراً إياه انتهاكاً لقواعد السيادة وعدم التدخل المنصوص عليها في القانون الدولي، فضلاً عن أنه يشكل اعتداء على ممارسة الوساطة نفسها.
تأثير سلبي
واعتبر أن الضربة أثرت سلبياً على مفاوضات وقف إطلاق النار الجارية مع حركة 'حماس'، مشيراً إلى أنها وقعت على أراض سيادية لحليف واشنطن وعلى مقربة من مقر القوات الأمريكية في قاعدة العديد، حيث يتمركز آلاف العسكريين الأمريكيين وعائلاتهم.
وقال الوزير الخليفي إن نتنياهو 'ضاعف اللهجة بعد الضربة، ملوحاً بمزيد من العمليات إذا لم تخضع قطر لمطالبه، وأن حكومة نتنياهو استغلت هجمات 7 أكتوبر 2023 لتبرير ضربات في دول عدة، كاليمن ولبنان وسوريا وإيران وقطر'.
وتابع أن 'هذا النهج المتهور ترافق مع قرابة عامين من الدمار في غزة'، مؤكداً أن 'ممارسات القتل والتشريد وتجويع المدنيين الفلسطينيين تشكل إهانة للإنسانية ولم تُحاسَب إسرائيل على هذه الأفعال حتى الآن'.
وشدد وزير الدولة القطري على أن 'مهاجمة الوسطاء وإمكانية استهدافهم دون محاسبة يهدد مستقبل الوساطات الدولية، ويجعل من الحرب الخيار الوحيد المتبقي، ما يقوّض الحضارة ويحل فيه منطق القوة محل سيادة القانون'.
وقال إن العالم الذي يسمح بانتهاك السيادة بلا عواقب يتجه نحو الفوضى، داعياً المجتمع الدولي إلى توحيد المواقف، ورسم خط واضح رداً على الاعتداء.
وأكد أن 'حماية الوسطاء ليست مصلحة قطر وحدها، بل هي الأساس الذي تقوم عليه الدبلوماسية الدولية، وبدونها يصبح تحقيق السلام ممكناً بصعوبة بالغة إن لم يكن مستحيلاً'، حسب قوله.
تجدر الإشارة إلى أن قطر تعرضت يوم (9 سبتمبر الجاري)، لعدوان إسرائيلي غاشم، استهدف منازل عائلات عدد من أعضاء وفد حركة 'حماس' في العاصمة الدوحة، الأمر الذي أثار استياء وغضباً خليجياً وعربياً ودولياً واسعاً.