الحر يزيد أزمة كهرباء غزة.. وجهود قطر مستمرة للتخفيف والحل

محمد أبو رزق - الخليج أونلاين

سبق أن تعهدت قطر بدفع 60 مليون دولار لمد خط أنابيب نقل الغاز الطبيعي إلى قطاع غزة.

تشهد الكهرباء في قطاع غزة حالة من الصعوبات والتحديات التي تؤثر على حياة السكان الفلسطينيين، وهو ما دفع دولة قطر إلى مواصلة جهودها الداعمة لحل هذه الأزمة وتوفير الإمدادات الكافية لتلبية احتياجات السكان.

ومنذ أسابيع، انخفضت إمدادات الكهرباء المقدمة إلى غزة بشكل كبير، بسبب انقطاع الوقود اللازم لتشغيل محطات التوليد؛ وزيادة الأحمال نتيجة موجة الحرة الشديدة التي تضرب القطاع.

ويعتمد قطاع غزة بشكل أساسي على محطة توليد الكهرباء الوحيدة التي تعمل بالوقود المستورد من جانب الاحتلال الإسرائيلي.

ويعيش سكان غزة في ظل ظروف صعبة جداً، حيث يتعرضون لقطع متكرر للكهرباء يصل إلى 16 ساعة في اليوم، وهو ما يعني أنهم يجدون صعوبة في ممارسة حياتهم اليومية، إضافة إلى تأثير عدم توافر الطاقة على قطاعات حيوية، مثل الصحة والتعليم والصناعة.

ويحتاج قطاع غزة إلى ما يزيد على 500 ميغاواط من الكهرباء، يتوافر منها عبر المحطة الوحيدة بمولداتها الأربعة نحو 90 ميغاواط، ويصل عبر الخطوط الإسرائيلية 120 ميغاواط، في حين يتم إنتاج كميات محدودة عبر الطاقة الشمسية.

وبسبب أزمة الكهرباء ومواصلة الحصار الإسرائيلي على قطاع غزة، شهدت مدن في القطاع خلال الأيام الماضية تظاهرات تطالب بإنهاء الأزمة ورفع الحصار.

المولد الرابع

أمام اشتداد أزمة الكهرباء في غزة، جاء التدخل القطري من خلال توفير الوقود اللازم لتشغيل المولد الرابع في المحطة الوحيدة بالقطاع الثلاثاء 1 أغسطس الجاري.

رئيس سلطة الطاقة والموارد الطبيعية في قطاع غزة جلال إسماعيل، أكد أن قطر وفرت تمويلاً لتشغيل المولد الرابع.

ويقول إسماعيل في حديثه لـ'الخليج أونلاين': 'مع وصول الوقود القطري الثلاثاء، بدأنا  تشغيل المولد؛ وهو ما سيسهم في تحسن ملحوظ على جدول توزيع الكهرباء في قطاع غزة، وتخفيف المعاناة والحصار على الشعب الفلسطيني'.

ويوضح أن المشاريع القطرية تسهم بالاستمرار في تخفيف أزمة الكهرباء، حيث هناك مشروع لإمداد محطة الكهرباء بالغاز، وبالفعل بدأت مرحلة التصميم به.

ويبين أن التمويل القطري لمحطة توليد الكهرباء الأخير سيسهم في رفع كفاءة إنتاج محطة التوليد إلى 100 ميغاواط بالليل، بسبب تراجع درجات الحرارة و85 ميغاواط خلال فترة النهار.

مشاريع قطرية

ولم يكن الدعم الأخير هو الوحيد لقطر، حيث قدمت خلال السنوات الماضية، دعماً كبيراً لإنهاء أزمة الطاقة في غزة، كان أبرزه توفير الوقود اللازم لتشغيل المحطة شهرياً.

وتتعاون قطر مع المنظمات الإنسانية والأمم المتحدة لتسهيل نقل الوقود إلى القطاع بانتظام،  بهدف استمرار تشغيل المحطة.

ومن أشكال الدعم القطري لإنهاء أزمة الكهرباء في غزة، بدء التخطيط لتوليد الكهرباء في القطاع عبر أنبوب غاز قادم من دولة الاحتلال الإسرائيلي، وتعمل على تمويل إنشائه.

وتعهدت قطر بدفع 60 مليون دولار لمد خط أنابيب الغاز إلى غزة، بما ينهي أزمة الكهرباء التي تصيب اقتصاد القطاع بالشلل، حسبما جاء على لسان السفير محمد العمادي، رئيس اللجنة القطرية لإعادة إعمار غزة، في 25 فبراير 2021.

وإلى جانب العمادي كشف رئيس الحكومة الفلسطينية، محمد أشتية، أن المشروع يهدف إلى نقل الغاز إلى غزة من 'إسرائيل' لتزويد محطة توليد الكهرباء في القطاع، بما يسهم في توفير قدرة كهربائية أعلى، وانتظام التيار في القطاع، وحل مشكلة الكهرباء فيه 'جذرياً'.

وحول المشروع السابق، أكد مدير العلاقات العامة في شركة كهرباء غزة، محمد ثابت، في تصريح سابق لـ'الخليج أونلاين'، أن الجهود القطرية لحل مشكلة الكهرباء استمرت على مدار السنوات الماضية، لإحداث اختراق جدي، لافتاً إلى أن فكرة مد أنبوب الغاز أحدثت حالة من الارتياح لدى الشركة.

وأوضح أن طول الخط 45 كيلومتراً تموله قطر، في حين يتولى الاتحاد الأوروبي تمويل الخط داخل قطاع غزة، والبالغ طوله 4 كيلومترات، بـ20 مليون يورو.

وعلى مدار السنوات الماضية، استمر الدور القطري في تخفيف أزمة الكهرباء، وفي عام 2015 وصلت شاحنات محملة بالوقود القطري إلى قطاع غزة عبر طريق معبر كرم أبو سالم، وذلك ضمن باخرة محملة بـ25 ألف طن من الوقود كانت الدوحة تبرعت بها عام 2012 لمحطة توليد الكهرباء في غزة.

وفي عام 2017، وجّه أمير دولة قطر الشيخ تميم بن حمد آل ثاني، بسداد مبلغ 12 مليون دولار لحل مشكلة الكهرباء في غزة، كما قدمت الدوحة في 2018، منحة وقدرها 150 مليون دولار لمدة 6 أشهر، وذلك لدعم وتنفيذ مشاريع إنشاء خزان وقود لصالح محطة الكهرباء.

كما قدمت قطر في عام 2019، منحة بقيمة 180 مليون دولار لاستمرار توريد وقود لتشغيل محطة توليد الكهرباء حتى نهاية شهر مارس 2020.

وأعلنت الدوحة في عام 2020، عن منحة بقيمة 150 مليون دولار لستة أشهر، لدعم تنفيذ مشاريع وتوريد وقود لتشغيل محطة الكهرباء بغزة حتى سبتمبر 2020.

في عام 2021، قدمت قطر منحة أخرى بقيمة 360 مليون دولار لدعم تنفيذ مشاريع وتوريد وقود لتشغيل محطة توليد الكهرباء بغزة مكتب الأمم المتحدة، حتى ديسمبر 2021.

منحة بقيمة 360 مليون دولار  أعلنتها قطر أيضاً في العام الماضي؛ لدعم تنفيذ مشاريع وتوريد وقود لتشغيل محطة توليد الكهرباء بغزة مكتب الأمم المتحدة، حتى ديسمبر 2022.

ويعاني قطاع غزة بشدة؛ حيث يعيش أكثر من مليوني فلسطيني أوضاعاً اقتصادية ومعيشية متردية للغاية، من جراء الحصار الإسرائيلي المتواصل منذ 2006.