العلاقات القطرية التركية تعود بالخير على الأمة

الدوحة- جنان الصباغ:

أكدت السيدة كبرى كوكصو زوجة السفير التركي في الدوحة أن العلاقات القطرية التركية أكثر من متميزة وراسخة ومثال يحتذى به في العلاقات بين الدول ولفتت إلى أن التعاون المشترك بين البلدين غالبًا ما يعود بالخير على الأمة ويعبر عن المحبة والتآلف بين البلدين حكومة وشعبًا.

وباركت السيدة كبرى كوكصو في حوار مع الراية الرمضانية للمسلمين عامة وللشعبين القطري والتركي على وجه الخصوص حلول شهر رمضان المبارك، مؤكدة أن رمضان هو شهر الرحمة والقرآن وشهر العبادة والتكافل بين العباد وهو شهر التعاون والكرم.

وبشأن القواسم المشتركة بين تركيا وقطر خلال الشهر الفضيل، أشارت السيدة كوكصو إلى أن أبرز هذه القواسم كانت تقام قبل جائحة كورونا ولكننا نفتقدها للسنة الثانية على التوالي، مثال خيم إفطار صائم، وتبادل الهدايا بين العائلات، إضافة إلى الزيارات العائلية، والتجمعات الأسرية أمام مائدة رمضان، وموائد الإفطار العائلي التي غابت عنا هذا العام. وعن طريقة استقبال الشعب التركي لشهر رمضان المبارك، أكدت أن الشهر الكريم عند الأتراك هو شهر مميّز وفضيل، حيث يحرص أبناء الشعب التركي على ختم القرآن الكريم إما بطريقة فردية أو بطرق جماعية، أو من خلال صلاة القيام، وهناك مبادرات مجتمعية تتمثل في تحضير السلات الغذائية وتوزيعها على المحتاجين والأسر المتعففة، بالإضافة إلى الولائم ضمن الأسرة الواحدة وتبادل الأطباق التقليدية بين الجيران.

وتستذكر حرم السفير التركي في الدوحة المسحراتي الذي يقوم بقرع الطبول لإيقاظ الناس من أجل تناول السحور، بحيث يجوب الشوارع والأحياء مرددًا أجمل العبارات عن فضائل شهر الصوم. وتحدثت السيدة كبرى كوكصو عن بعض العادات العثمانية التي ما زالت موجودة منذ أيام الخلافة العثمانية إلى يومنا هذا، وهو مدفع رمضان الذي يطلق مرتين في اليوم عند الفطور والسحور. ومن العادات التركية خلال الشهر الفضيل أيضًا، تناول خبز رمضان المعروف باسم خبز البيدا، حيث «نحصل عليه ساخنًا مباشرة من الفرن ليكون جاهزًا على مائدة الإفطار». كما تحدثت عن إنارة المساجد وتعليق الأضواء بين مناراتها وهي عادة تركية قديمة ما زالت حاضرة إلى اليوم. وخلال الحديث، عادت السيدة كوكصو بذاكرتها إلى الوراء لتحدثنا عن أيام الطفولة وذكريات الشهر الكريم، قائلة إن الأهالي يعوّدون الأطفال على الصيام وذلك بالحديث معهم عن أهمية الصيام وفضائل الشهر الكريم وعن المكافآت الربانية، خاصة عندما يصوم الطفل لأول مرة، وكيف يقوم أحد الأبوين بحمله على ظهره والدوران به داخل المنزل احتفاءً به، وتعبيرًا عن الفرحة الكبرى بإتمام الصيام. أما عن الأكبر سنًا، فقالت السيدة كوكصو إن الأهل يهتمون بالسحور بحيث تقوم الأم بإعداد كل ماهو مغذٍّ ولذيذ لمساعدة هؤلاء الأطفال على التغذية الصحيحة والمفيدة. وعن ألعاب الفتيات، قالت السيدة كوكصو «بعد الانتهاء من مساعدة الأم بإعداد مائدة الطعام وقبل الإفطار بقليل تبدأ الفتيات باللعب واللهو مع بعضهن بالألعاب التقليدية القديمة، لحين موعد الإفطار، لتبقى أيام شهر رمضان المبارك جميلة ومفيدة للجميع. ونوهت بجهود المؤسسات القطرية الخيرية مثل الهلال الأحمر القطري وجمعية قطر الخيرية، بمد يد العون للمحتاجين والمنكوبين والوصول لجميع أنحاء العالم عبر ما تقدمه هذه الجمعيات من معونات ومساعدات يتم توزيعها تحت أشد الظروف قسوة. وعن القواسم المشتركة خلال شهر رمضان بين قطر وتركيا، اعتبرت السيدة كوكصو أن مؤسسات العمل الإنساني تميز البلدين مؤكدة أن هذه المؤسسات تعمل على نطاق دولي واسع، ما يدل على طيب الأخلاق وأهمية التكافل والتعاون وروح المحبة ومساعدة الفقراء والمحتاجين في كل بقاع الأرض دون أي تمييز. وأخيرًا، ختمت السيدة كبرى حديثها شاكرة المولى عز وجل قائلة: «نشكر الله عز وجل أنه بلغنا شهر رمضان وأعاننا على الصيام والقيام»، داعية الله أن يعيده على الأمة الإسلامية أعوامًا مديدة، وأن تكون أمة محمد من المقبولين ومن عتقاء هذا الشهر الفضيل، راجية الله أن يرفع الوباء عن الأمة وينهي الأزمة والمرض عن البشرية جمعاء، لكي يستطيع المسلم أن يحتفي بعادات رمضان كما في الأعوام السابقة.