امرأة تحلق فوق معالم قطر بطائرتها الرياضية الخاصة.. لماذا أوقفت محركها عن قصد؟

دبي، الإمارات العربية المتحدة (CNN)-- تحلق القبطانة القطرية، ريم الكثيري، فوق أبرز معالم قطر السياحية وتشارك متابعيها بجولات فريدة من نوعها (شاهد الفيديو أعلاه).

وفي كل مرة شعرت فيها بالضيق، كان الطيران منفذها الوحيد للشعور بالراحة، ويمكن أن تلاحظ حبها لهذا المجال بشكل واضح من خلال منشوراتها على موقع 'إنستغرام'.

وبعد تجربتها الأولى في الطيران الرياضي بفرنسا عام 2008، وتحديدًا مع الطيران الشراعي الحر بدون محرك 'الباراجلايد'، اكتشفت الكثيري شغفها في هذا المجال، ما دفعها إلى إعادة التجربة الطيران في جميع الأماكن التي كانت تسافر إليها.

وحصلت الكثيري على رخصة NPPL في الطيران الشراعي 'المايكرولايت' عام 2014 من المملكة المتحدة، بعد 4 أسابيع من العمل الشاق. وأكملت تدريبها، واجتازت جميع الاختبارات المطلوبة من المحاولة الأولى.

وبذلك، أصبحت الكثيري أول امرأة تتخصص في مجال طيران الـ'مايكرولايت' في قطر والشرق الأوسط.

وفي عام 2015، طلبت القبطانة القطرية طائرتها الخاصة وذهبت إلى المصنع في فرنسا لاختيار الألوان والمواصفات الخاصة بها.

وكان الأخضر هو لونها الخاص لأنه يجعلها تشعر براحة نفسية ويذكرها بالطبيعة، خاصة أنها تحلّق أحيانًا فوق أراضٍ صحراوية.

وفي عام 2016، استلمت طائرتها المسجلة في هيئة الطيران المدني القطرية (QCAA)، والتي جعلتها أول امرأة تمتلك طائرة في قطر.

وتسافر الكثيري لممارسة الطيران الجبلي المتقدم فوق قمم جبال الألب الفرنسية، في كل شتاء منذ عام 2018، وعلى ارتفاع يزيد عن 12 ألف قدم. وفي عام 2020، حصلت على رخصتها في الطيران الشراعي المظلي بمحرك 'الباراموتور' في قطر.

ويُذكر أن القبطانة القطرية تنتمي إلى فريق BGD، الذي يتبع شركة 'Fly BGD'، أحد أكثر مصنعي الأجنحة الشراعية شهرة في العالم.

وبدورها، شاركت مع الفريق مؤخرًا في الاجتماع السنوي، والذي أُقيم بفرنسا في يوليو/ تموز. وتُقام هذه الاجتماعات السنوية عادة في بلدان مختلفة كل عام.

وأخيرًا، حصلت الكثيري على رخصة الطيران الشراعي الحر بدون محرك 'الباراجلايد' في عام 2021، بعد إجراء تدريباتها في تركيا وفرنسا. وتتدرّب حاليًا على الطائرة الخفيفة ذات الأجنحة الثابتة، كما ستبدأ تدريبها على طائرة الـ'جايروكوبتر' في يناير/ كانون الثاني المقبل.

وبالطبع، استطاعت أن تكتسب معرفة كبيرة وتحقق الكثير في مجال الطيران الخفيف والجوي.

وتُعد الكثيري هي أول قطرية تعبر النتوءات الجبلية لقمة ميدي من خلال الطيران الشراعي الحر بدون محرك، وعلى ارتفاع يصل إلى 3,842 مترًا، ما يُعتبر إنجازًا كبيرًا لأي طيار شراعي لتحقيق هذه الرحلة.

ويتطلّب عبور النتوءات الجبلية لقمة ميدي ظروفًا جوية خاصة لا يمكن التنبؤ بها بنسبة 100٪، إذ يمكن معرفة ما إذا كانت الرياح بالاتجاه الصحيح المتوقع للانطلاق، لدى التواجد في موقع الإقلاع فقط.

وأوضحت الكثيري: 'قد يكون الارتفاع خطرًا مع قلة الخبرة'.

ويتميز كل نوع من هذه الطائرات بشعور مختلف عن الآخر. ليس ذلك فحسب، وإنما تستخدم القبطانة القطرية الطيران الشراعي 'المايكرولايت' في أماكن تختلف عن الطيران الشراعي المظلي بمحرك 'الباراموتور'.

وأوضحت الكثيري: 'يعتمد الباراموتور على الجسم كليًا.. تشعر وكأنك تجلس على الهواء، وستهبط على قدميك'.

وفي الأماكن الشمالية من البلاد، تستخدم الطيران الشراعي 'المايكرولايت' فوق منطقة الخور، وأشجار المانغروف، واستاد البيت الذي سيستضيف مباراة افتتاح كأس العالم 2022.

وتحلّق الكثيري أيضًا فوق جزيرة تُعرف باسم رأس ركن، حيث لا يمكن دخولها بالسيارة، قائلة: 'شعور استثنائي عند رؤيتها من زاوية مختلفة عن الآخرين، خاصة عندما تسافر إليها آلاف الطيور في الموسم، مثل طيور الفلامينغو.. وستتفاجئ حقًا من وجودها بقطر'، وموضحة أن هذه الطائرات تتميز بقدرتها على الهبوط إلى أدنى مستوى تريده، ولكن بحدود القانون.

وتستخدم القبطانة القطرية الطيران الشراعي المظلي بمحرك 'الباراموتور' عندما تحلق فوق الكثبان الرملية التي تلتقي بالبحر، ما يجعلها تشعر بالحرية كالطائر بحسب ما ذكرت.

وبالطبع، لا يخلو الطيران من التحديات التي قد يواجها القبطان، وأبرزها عامل الجو والمطبات الهوائية التي يمكن الشعور بها على متن الطائرات الخفيفة.

وهناك أيضًا فحوصات منتظمة يجب التأكد منها قبل كل رحلة للتأكد من سلامة الطائرة، كما تفعل عندما تتأكد من حرارة السيارة على سبيل المثال.

وحازت مقاطع فيديوهات الكثيري على إعجاب العديد من الأشخاص، ما جعلها تشجع متابعيها على خوض تجربة الطيران الآمنة، وتغيير وجهة نظرهم حول مخاطرها.

وعلى سبيل المثال، نشرت القبطانة القطرية مقطع فيديو تُوقف فيه محرك الطائرة عن قصد، حتى تبرهن لمتابعيها أنه لن يحدث أي سوء وستكون الأمور على ما يرام، وبالتالي يجب الالتزام باتباع أسلوب معين لمنع حدوث أي خطر.

وتشجع القبطانة القطرية جميع الناس على زيارة قطر كونها تحتضن مواقع خفية جميلة، قائلة: 'يتواجد إقبال كبير من السياحة أكثر من السابق، خاصة مع اقتراب كأس العالم 2022'.

ونظرًا إلى أن هناك الكثير من الأمور التي يمكن القيام بها، تنصحك الكثيري بزيارة البلاد بين شهري أكتوبر/ تشرين الأول وأبريل/ نيسان.