اخبار قطر
موقع كل يوم -الخليج أونلاين
نشر بتاريخ: ٢٣ أيار ٢٠٢٥
كامل جميل - الخليج أونلاين
الباحث الاجتماعي د. واثق عباس:
- البيئة التي توفر جودة حياة متوازنة، تُعدّ تربة خصبة لنمو التفكير الإبداعي وتحقيق التفوق العلمي، وهو ما اعتمدته دول الخليج.
- التحسن الكبير في جودة الحياة بدول الخليج أدى دوراً محورياً في تحفيز الابتكار والتفوق العلمي لدى طلاب هذه الدول.
في ظلّ ارتقاء دول الخليج الملحوظ والمستمر في مؤشر جودة الحياة، حققت هذه الدول مكاسب انعكست بشكل مباشرعلى مهارات وقدرات الأجيال الجديدة، لا سيما الطلاب المولودين بين 1995–2010.
وتشير المعطيات إلى أن هذه الأجيال استفادت من بيئة تعليمية أكثر تحضُّراً وتنوعاً في الفرص، وهو ما نتج عنه ارتقاء الشباب واصغار منصات التويج الدولية في مسابقات علمية.
أحدث ما يدلّ على نجاح دول الخليج في مساعيها لتنمية حياة المواطنين، جاء في مجلة 'CEOWORLD' الأمريكية، التي كشفت عن ان دولة قطر حلت في المركز الأول عربياً والثامن عالمياً بمؤشر 'جودة الحياة' لعام 2025، تلتها الإمارات ثم السعودية.
وبحسب ما نقلته صحيفة 'الشرق' القطرية، حصدت قطر 96.66 نقطة، لتحل في المركز الثامن، وتسبق الولايات المتحدة الأمريكية التي جاءت في المركز التاسع عالمياً، في حين جاءت إمارة موناكو بالمركز الأول بـ98 نقطة.
عربياً، جاءت الإمارات في المركز الثاني بعد قطر، وبالمركز الـ26 عالمياً، ثم السعودية ثالثاً عربياً والـ40 عالمياً.
ووفق الصحيفة، فإن هذا التصنيف استند إلى آراء أكثر من 258,000 شخصاً حول العالم طُلب منهم تقييم 199 دولة بناءً على 10 معايير تتراوح بين الاستقرار والشفافية والمساواة.
وبينت أن هذا التصنيف يستند إلى الآراء العالمية حول الدول التي تساهم بشكل كبير في الناتج المحلي الإجمالي العالمي.
سجل قطاع التعليم في الخليج نمواً ملحوظاً على مدى العقود القليلة الماضية، ومن المتوقع أن يستمر هذا الاتجاه، وكان الإنفاق العالي أهم أسباب هذا النمو.
ووفقاً لمنظمة 'أوكوغلوبال' فقد بلغ حجم سوق التعليم الخاص في دول مجلس التعاون الخليجي 30.41 مليار دولار في عام 2024.
وتقدر منصة 'موردور إنتليجانس' أن يصل الإنفاق الخليجي على التعليم إلى 52.83 مليار دولار بحلول عام 2029، بمعدل نمو سنوي مركب قدره 11.39% خلال الفترة المتوقعة (2024-2029).
تُظهر هذه الأرقام التزام دول الخليج بتطوير قطاع التعليم، وتعتمد الدول الخليجية في ذلك على استثمارات مالية كبيرة ومبادرات استراتيجية تهدف إلى تحسين جودة التعليم وتعزيز البحث العلمي، مما يسهم في تحقيق التنمية المستدامة والتحول نحو اقتصاد المعرفة.
خلال السنوات القليلة الماضية حصدت دول الخليج نتائج جهودها التي بذلتها في تنمية المجتمع وتوفير كل ما من شأنه يدفع في تجويد حياة السكان.
وكان قطاع التعليم أبرز شاهد على نجاح هذه التنمية عبر نيل الطلاب جوائز مهمة في مسابقات علمية دولية. أحدث هذه الجوائز حققها الإماراتي سيف حسن كرم، الطالب بالمرحلة الثانوية، بنيله المركز الأول في فئة الكيمياء، ضمن فعاليات معرض 'ISEF' الدولي للعلوم والهندسة لعام 2025، بالولايات المتحدة.
ونال طلاب الإمارات العديد من الجوائز في السنوات الأخيرة من أبرزهم علي حميد اللوغاني، الذي حصل على أربع جوائز مرموقة في بطولة إندونيسيا للمخترعين 2024.
وحققالطلاب القطريون جوائز دولية مهمة منها المركز الرابع في المعرض الدولي للعلوم والهندسة (آيسف) بولاية تكساس، عام 2023، والميدالية البرونزية في أولمبياد الأحياء الدولي 2024 بكازاخستان.
ونال طلاب سلطنة عُمان أوسمة عديدة كان أبرزها أخيراًفوز طالبتين بالمركز الأول عالمياً في المسابقة الدولية للبحوث الطلابية الذي تُشرف عليه وكالة 'ناسا' الأمريكية عام 2024، وحقق فريق من الطلاب على المركز الرابع عالمياً والأول على مستوى الشرق الأوسط في أولمبياد بتروكب الطلابية 2024 في روسيا.
وأبرز ما تحقق في البحرين أخيراً كاننيل الطالب حسن مجيد أمان الميدالية البرونزية في أولمبياد العلوم النووية الدولي الأول (INSO) في مدينة كلارك بالفلبين، عام 2024.
وحققت المنتخبات السعودية المشاركة في الأولمبيادات والمنافسات العلمية الدولية إنجازاً لافتاً، حيث حصدت 107 جوائز عالمية، من 25 مسابقة شاركت فيها بين سبتمبر 2023 وسبتمبر 2024.
وتمكن النادي العلمي الكويتي من الفوز بميداليتين ذهبيتين وجائزة خاصة في معرض مصر الدولي للعلوم والتكنولوجيا (EISTF 2025) الذي أقيم في فبراير الماضي.
يرى الباحث الاجتماعي الأكاديمي د. واثق عباس أن التحسن الكبير في جودة الحياة بدول الخليج أدى دوراً محورياً في تحفيز الابتكار والتفوق العلمي لدى طلاب هذه الدول.
عباس الذي تحدث لـ'الخليج أونلاين' يؤكد أن جودة الحياة التي سعت دول الخليج لتحقيقها ليست رفاهية، بل ضرورة، لافتة إلى أن من بين أبرز نتائجها تأثيرها المباشر على قدرة الطالب في التعلم والتفكير والإبداع.
وأشار إلى أن جودة الحياة تشمل مجموعة من العوامل المتداخلة، وهي التي كانت وراء النجاحات التي حققها الطلاب في دول الخليج ومنها:
الاهتمام بالصحة النفسية مما يقلل من التوتر والاكتئاب، ويُعزز التركيز والقدرة على التفكير بطرق مبتكرة.
رفع مستوى التحفيز الداخلي حيث تسهم البيئة الداعمة في تعزيز دافعية الطالب الذاتية للتعلم والاستكشاف.
تحسين مستوى التركيز والاستيعاب وهذا يعود للراحة الجسدية والنفسية التي تحسن قدرة الطالب على الفهم والتفكير العميق.
تنمية العلاقات الاجتماعية الإيجابية، التي تُنمّي مهارات التعاون والتواصل، وتمنح الطالب ثقة في طرح أفكاره.
المرونة في مواجهة التحديات، حيث تُمكّن جودة الحياة الطلاب من التعامل مع الفشل كفرصة للتعلم والتطور.
توفير الموارد التعليمية، مثل المختبرات والمكتبات، ما فتح المجال لتطبيق الأفكار وتطوير المهارات.
الاهتمام بنمط الحياة الصحي، بما يشمل النوم الجيد، والتغذية السليمة، والنشاط البدني، وهو ما يعزز وظائف الدماغ.
ويؤكد عباس أن البيئة التي توفر جودة حياة متوازنة، تُعدّ تربة خصبة لنمو التفكير الإبداعي وتحقيق التفوق العلمي، وهو ما اعتمدته دول الخليج، بينما يؤدي إهمال هذا الجانب إلى تراجع دافعية الطالب وانكماش قدرته على الابتكار، على حدّ قوله.