ما أثر الشراكة العسكرية بين قطر وبريطانيا على أمن المنطقة؟

كامل جميل - الخليج أونلاين

ما أبرز تطورات العلاقة البريطانية القطرية؟

ما أبرز الاتفاقيات الموقعة بين البلدين؟

ما السرب المشترك 12؟

أنشئ بتاريخ 24 يوليو 2018، بهدف تعزيز التعاون بين سلاح الجو الملكي البريطاني والقوات الجوية القطرية.

أدت الشراكة العسكرية المتينة بين قطر وبريطانيا دوراً كبيراً في تعزيز الإمكانيات الدفاعية القطرية بمجالاتها المختلفة جوياً وبرياً وبحرياً، بما ساهم في دعم الاستقرار الإقليمي لمنطقة الخليج.

يؤكد المسؤولون البريطانيون باستمرار أن العلاقات التي توثقت عبر سنوات طويلة مع قطر ساهمت بشكل فاعل في استقرار الإقليم، فمنطقة الخليج تعدّ من أهم الممرات المائية الحيوية.

ويمثل مضيق هرمز الذي يرتبط بمياه الخليج العربي أحد أبرز الممرات المائية في العالم وأكثرها حركة للسفن.

ووفق البيانات الرسمية الدولية يمر عبر هذا المضيق 22% من السلع الأساسية في العالم (الحبوب وخام الحديد والأسمنت)، وما بين 20 إلى 30 ناقلة نفط يومياً، محمّلة بنحو 40% من النفط المنقول بحراً على مستوى العالم.  

تلك الأهمية تجعل كبرى القوى العالمية تسعى بشكل أكبر للمشاركة في تأمين هذه المنطقة الكبيرة الحيوية.

السرب 12

وزير الخارجية البريطاني جيمس كليفرلي قال في تصريحات للجزيرة، الأربعاء 26 يوليو 2023، خلال زيارته للدوحة، إن الشراكات الدولية تساعد المملكة المتحدة في الحفاظ على سلامة البريطانيين، وسلامة الناس في جميع أنحاء العالم.

وأضاف: 'أنا هنا في قطر، حيث تعمل القوات الجوية الأميرية القطرية مع سلاح الجو الملكي البريطاني للحفاظ على الشرق الأوسط آمناً والحفاظ على المنطقة آمنة'.

الوزير البريطاني تطرق إلى 'سرب 12' من سلاح الجو الملكي البريطاني المشترك مع القوات القطرية، وقال: إنه 'أول سرب مشترك منذ الحرب العالمية الثانية، وهو مجهز بطائرات تايفون، لذا فإن العمل مع شركائنا القطريين يجعل الشرق الأوسط آمناً، وهذا جيد للمنطقة وللمملكة المتحدة'.

والسرب المشترك 12 أنشئ بتاريخ 24 يوليو 2018، بهدف تعزيز التعاون بين سلاح الجو الملكي البريطاني والقوات الجوية القطرية.

وفي يونيو 2020، أجرت قطر وبريطانيا تحليقاً مشتركاً لطائرات 'تايفون' التابع لسلاح الجو البريطاني وقيادة القوات الجوية القطرية.

وقالت وزارة الدفاع القطرية حينها في بيان إن التحليق أطلق عليه اسم السرب رقم 12، وإنه 'إنجاز كبير'.

وفي 9 أكتوبر 2022، استقبلت القوات الجوية الأميرية في قاعدة دخان الجوية السرب المشترك 12، في إطار التعاون بين الجانبين القطري والبريطاني لتأمين الأجواء خلال بطولة كأس العالم التي أقيمت بين 20 نوفمبر - 18 ديسمبر 2022.

علاقات قوية

تتميز العلاقات القطرية - البريطانية بقوتها في كافة المجالات، حيث يرتبط البلدان بعديد من الاتفاقيات ومذكرات التفاهم في قطاعات مختلفة.

ويعدّ اتفاق الشراكة الموقع بين البلدين عام 2010 محطة هامة في تاريخ علاقاتهما؛ حيث من بين أهم فقراته دشن الاتفاق مرحلة جديدة من العلاقات الاستراتيجية بين قطر وبريطانيا على صعيد السياسة الخارجية والتعاون الأمني والعسكري في منطقة الخليج، وأكد التزامهما بحل النزاعات العالمية بالطرق السلمية.

كما شهد التعاون الأمني والعسكري بين البلدين تطوراً كبيراً، حيث وطدا العلاقة الأمنية والدفاعية الثنائية بعيدة المدى بينهما.

وفي مجال التمارين المشتركة فالبلدان يستمران في إقامة تمارين عسكرية مشتركة تشمل جميع صنوف الجيش والأجهزة الأمنية، بما يعزز من رفع القدرات العسكرية والأمنية للقوات القطرية بشتى صنوفها.

ومن أبرز ما يعزز العلاقة بين البلدين تأمين صناعة الغاز القطرية 20% من استهلاك بريطانيا من هذه المادة الحيوية، سواء على مستوى الأفراد أم الشركات.

ومن المتوقع أن يتعزز هذا التعاون مع رغبة الحكومة البريطانية في رفع وارداتها من الغاز في إطار تنويع مصادر التزود لتتراوح بين 70 - 80% بين العامين 2030 - 2040.

كما تعول بريطانيا على أهمية دولة قطر الاستراتيجية والاقتصادية، وتحرص على الاستفادة الكاملة من فرص الاستثمار في مختلف القطاعات عبر تجارة حرة ونزيهة، بما يعود بالنفع على البلدين، وفق ركائز متينة ممتدة لعدة سنوات، بحسب ما تذكر وكالة الأنباء القطرية (قنا).

حماية المنطقة وأمن الطاقة

التعاون العسكري بين قطر وبريطانيا له ثلاثة مسارات، وفق ما يقول المحلل العسكري إسماعيل أيوب، الذي تحدث للـ'الخليج أونلاين'؛ أولها تعزيز المنظومة الدفاعية والعسكرية لقطر، خاصة بعد الأزمة الخليجية (2017 - 2021).

ويشير إلى أنه بعد هذا التاريخ أصبح لقطر سلاح جو قوي جداً مكون من طائرات 'إف 15 الأمريكية'، و'رافال الفرنسية'، و'تايفون البريطانية'، موضحاً أن 'سرب 12 المشترك مع لندن يدعم موقف الدوحة عسكرياً وأمنياً'.

أما من ناحية بريطانيا -يضيف- فإن أي دولة عظمى مثلها تطمح دائماً لأن تكون لها قواعد عسكرية في مناطق مختلفة حول العالم، موضحاً أن 'من هذه المناطق منطقة الخليج العربي التي تعتبر منطقة هامة من ناحية الطاقة ونواحي أخرى استراتيجية'.

ويضيف في هذا السياق: 'رغم  هدوء العاصفة بين دول الخليج خاصة بين الرياض وطهران، فإن القلق من تجدد توتر العلاقات بينهما يبقي قائماً'، وعليه يرى 'أيوب' أن التعاون العسكري القطري البريطاني يأتي في صالح دول الخليج، وهذا هو المسار الثاني.

أما بالنسبة للمسار الثالث، بحسب المحلل العسكري، فهو مسار أمن المنطقة، موضحاً: 'يقولون في الدول العظمى إن وجود قواعد لهم في المناطق الملتهبة يؤدي ويساعد على الاستقرار الأمني في تلك المناطق'.

ويتابع: 'وجود قواعد عسكرية في الخليج لقوى مثل بريطانيا وأمريكا يكون له تأثير كبير على عدم وقوع أي صدام عسكري في تلك المنطقة'، مبيناً أن 'هذه القواعد ستكون شبه ضامن عسكري وأمني على جهتي الخليج'.

كما يشدد أيوب على أن 'لمنطقة الخليج اليوم أهمية كبيرة جداً باعتبارها مزوداً عالمياً مهماً وكبيراً بالطاقة يجعل القوى العالمية الكبرى تسعى لحمايتها، لا سيما أن قطر تعد الدولة المصدرة للغاز الأولى في العالم، ومن المهم جداً أن تكون هذه المنطقة هادئة ليس فيها توترات أمنية، ولا احتكاكات عسكرية من أجل استمرار تزويد العالم بالنفط والغاز'.