اخبار قطر
موقع كل يوم -وطن يغرد خارج السرب
نشر بتاريخ: ٣ تموز ٢٠٢٣
'سؤال الحقيقة'
تُعتبر أحداث مثل الوباء والحرب في أوكرانيا بمثابة صمامات انطلقت منها التوترات الحالية؛ إنها صراعات بين عالم يريد البقاء وقوى أخرى تسعى إلى أن تصبح القوة الحقيقة الجديدة التي تؤسس لمفاهيم حياتيّة أخرى كيف ما تريد.
ووفقًا لما ترجمته 'وطن'، فإن الأفراد يعيشون اليوم على أساس هذه المعتقدات، إذ تتحكم فيهم المفاهيم الحديثة المتعلقة بالعمل والتعليم والأسرة والجنس.
وبحسب ما شرحه ميشيل فوكو في كتابه 'Microphysics of Power 'أنظمة الحقيقة'. هذا يعني أنه لا توجد حقيقة واحدة، بل سلسلة من الحقائق (الأنظمة) التي تقاتل بعضها البعض لجعل خطابات معينة تصل إلى نطاق من الصدق، لتتحكّم في الحياة عن طريق امتثال الأشخاص لقوانينها.
يُذكر أنه بين القرنين السابع عشر والتاسع عشر، كان المجتمع التأديبي يراقب الناس عن طريق حبسهم في مؤسسات مثل السجن والمصنع والمدرسة والأسرة. ومع ذلك في 'مجتمع السيطرة' الحالي يتم تطبيق ذلك في سياقات مفتوحة، تمامًا مثلما، تلعب تقنيات الاتصال دورًا رئيسيًا في سجنك فكريًا وجسديًا.
وتجدر الإشارة إلى أن ظهور طرق جديدة للسيطرة على العالم لم يبطل بشكل مفاجئ الطريقة السابقة، إذ حدث انتقال تدريجي، بحيث لا يزال من الممكن ملاحظة بعض سمات المجتمع التأديبي حتى يومنا هذا. وبالنسبة للفيلسوف الفرنسي جيل دولوز، كانت نهاية الحرب العالمية الثانية لحظة أساسية في هذه العملية.
وكل هذا لا يقتصر على السياسة أو الاقتصاد أو الشؤون الدولية، بل على العكس من ذلك، فهو يؤثر على أجساد الناس، وفي حياتهم اليومية. علاوة على ذلك، الحقائق الجديدة تغزو حياتنا يومًا بعد يوم، ويتم دمجها تدريجيًا ويقبلها الناس دون كفاح من أجل أفكارهم. وهكذا، قامت التقنيات الحديثة ووسائل الإعلام بتداولها، ما ساعد على إثبات صحتها وأهميتها. على سبيل المثال: وجود الهاتف المحمول.
وفي الحقيقة، لا شكّ أن التواصل هو إحدى استراتيجيات التحكم التي أطلق عليها مايكل هاردت وأنطونيو نيغري 'الأثير' في كتابهما 'Imperio'. البعض الآخر سماها بـ'القنبلة' (تطوير الأسلحة والتقنية) و 'المال'. ومع كل هذا يتم ممارسة السلطة الحيوية، أي السلطة على الحياة نفسها.
من سيكون له القوة في العالم الجديد؟
أخيرًا، انعقاد القمة بين الاتحاد الأوروبي وأمريكا اللاتينية في بروكسل في يوليو؛ يعني أن النضال من أجل الحقيقة سيكون محورًا جديدًا في عالم تائه بين القوة والحقيقة.