اخبار قطر
موقع كل يوم -الخليج أونلاين
نشر بتاريخ: ١٢ حزيران ٢٠٢٥
عمر محمود - الدوحة - الخليج أونلاين
رئيس تحرير الوطن محمد حجي: التشويش على الوساطة القطرية محاولة إسرائيلية يائسة لعرقلة إنهاء الحرب.
الكاتب السياسي راكان السعايدة: قطر تدير الضغوط بحكمة وتواصل جهودها لإنهاء العدوان على غزة.
ما تزال 'إسرائيل' تسعى جاهدة لتقويض الدور القطري في الوساطة وجهوده المستمرة لوقف الحرب على قطاع غزة، عبر ترويج سرديات مفبركة واتهامات باطلة وتشويه للحقائق.
وتعكس محاولات الاحتلال الإسرائيلي لتعطيل الدور القطري، لا سيما في كل مرة تقترب فيها الجهود من التوصل إلى هدنة أو اتفاق لوقف إطلاق النار، حقيقة موقفه الرافض لإنهاء الحرب، وسعيه المتعمد إلى إطالة أمدها باستخدام وسائل غير مشروعة.
آخر هذه المحاولات تمثلت في تداول وثائق مزورة عبر وسائل الإعلام الإسرائيلية، بهدف إثارة التوتر وإحداث شرخ في العلاقات بين دولة قطر والولايات المتحدة الأمريكية.
وفي هذا السياق أكد مكتب الإعلام الدولي بدولة قطر أن نشر هذه الوثائق في مثل هذا التوقيت ليس أمراً عشوائياً، بل هو محاولة متعمدة لصرف الأنظار عن التغطية الإعلامية السلبية لممارساتهم غير المسؤولة في قطاع غزة في لحظة تقترب فيها الجهود من تحقيق تقدم حقيقي.
وبين المكتب في بيان صحفي أن هذه الأساليب استخدمت من قبل أولئك الذين لا يأملون أن تكلل المساعي الدبلوماسية بالنجاح، مشيراً إلى أنهم لا يرغبون في أن تثمر جهود دولة قطر بالتعاون مع إدارة الرئيس الأمريكي دونالد ترامب، في ملفات قطاع غزة وغيرها من القضايا الإقليمية، سلاماً عادلاً ومستداماً في المنطقة.
الضغط على دولة قطر
تعددت الأساليب والوسائل، وتنوعت الجهات، في محاولات النيل من موقف دولة قطر، فتارة يظهر الإعلام الأمريكي ليربط اسم قطر بالمظاهرات الطلابية في الجامعات الأمريكية، في محاولة لتوجيه اتهامات غير صحيحة، وتارة أخرى تروج مزاعم لا أساس لها عن اختراق مكتب رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو من قبل قطر.
وفي حين يسعى نتنياهو إلى إطالة أمد الحرب في قطاع غزة لتحقيق مكاسب سياسية داخلية والتهرب من التزاماته القضائية، يرى كثيرون أن هذه الافتراءات والأكاذيب تأتي ضمن حملة ممنهجة تهدف إلى الضغط على قطر وتغيير موقفها المحايد كوسيط في جهود إنهاء الحرب.
ولعل المؤشرات تؤكد أن جميع المحاولات الرامية إلى ممارسة الضغط على دولة قطر ودفعها لتغيير موقفها كوسيط محايد في النزاعات لم تفلح.
وأثبتت قطر أن هذه الضغوط زادت من إصرارها على التمسك بدورها المتوازن، وموقفها الثابت الداعي إلى وقف إطلاق النار، والسعي نحو التوصل إلى اتفاق عادل ينهي الحرب التي تجاوزت عاماً ونصفاً.
أهمية الدور القطري
رئيس تحرير جريدة 'الوطن' القطرية محمد حجي، يرى أن 'إسرائيل' تسعى بشكل ممنهج إلى تعطيل أي جهود وساطة يمكن أن تؤدي إلى إنهاء الحرب أو إيصال المساعدات الإنسانية، في محاولة لإطالة أمد الحرب واستغلالها لتحقيق مكاسب سياسية داخلية، ولفرض معطيات جديدة على مستوى المنطقة تخدم مصالحها.
ويؤكد حجي، في حديثه لـ 'الخليج أونلاين'، أن 'قطر تعرضت لعديد من المحاولات التي هدفت إلى ثنيها عن أداء دورها كوسيط محايد في عديد من القضايا والنزاعات، لكنها تمسكت بموقفها الثابت الداعي إلى الحوار والسلام، وحل الصراعات عبر طاولة المفاوضات'.
ويضيف: 'هذه المحاولات لم ولن تمنع قطر من الاستمرار في أداء دورها كوسيط محايد في الحرب على غزة، التي تقترب من عامها الثاني، وقد باتت أحد التحديات الكبرى التي تهدد استقرار المنطقة'.
وحول تأثير تلك المزاعم والافتراءات على العلاقات القطرية – الأمريكية، يؤكد رئيس تحرير 'الوطن' أن العلاقات بين البلدين استراتيجية ومبنية على أسس راسخة في مختلف المجالات، سواء السياسية أو الاقتصادية أو الرياضية.
ويستطرد قائلاً: 'لن تؤثر هذه المحاولات على العلاقات الثنائية، في ظل إيمان الطرفين بأهمية هذه العلاقة لتحقيق الاستقرار في المنطقة'.
كما لفت إلى أن 'الولايات المتحدة تدرك تماماً أهمية الدور القطري في حل النزاعات، وقدرة الدبلوماسية القطرية على التوصل إلى اتفاقات مرضية بفضل ما تتمتع به من مرونة وثقة لدى جميع أطراف الصراع'.
الكيان الإسرائيلي 'مأزوم'
من جهته يرى الكاتب السياسي راكان السعايدة أن الوضع داخل الكيان الإسرائيلي مأزوم من كافة النواحي، سواء الأمنية أو العسكرية أو الاقتصادية أو السياسية وحتى الفكرية، مشدداً على أن هذا الأزمة تنعكس على موقفه من دولة قطر ودورها في الوساطة.
ويؤكد السعايدة الذي تحدث لـ 'الخليج أونلاين' أن رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو لا يرغب في وقف الحرب، بل يسعى إلى استمرارها من أجل تحقيق مكاسب سياسية داخلية.
ويضيف: 'نتنياهو يدرك أن قطر هي الطرف الأكثر تأثيراً في ملف الوساطة، والأكثر قدرة على إدارتها بفعالية، ولذلك فهو لا يريد لها أن تنجح، ويسعى لإفشالها، سواء عبر حملات مباشرة أو غير مباشرة، أو من خلال التشكيك في دورها وخلق ضغوط لإضعاف موقف قطر'.
كما يوضح السعايدة أن 'الهجوم الإسرائيلي على الدوحة يأتي في سياق محاولة إخراجها من دائرة الوساطة، أو دفعها إلى ممارسة ضغط أكبر على حركة حماس لتقديم تنازلات'.
علاقة المقاومة بدولة قطر
يشير السعايدة أيضاً إلى أن قطر تدرك أهمية استمرارها كوسيط فاعل؛ لأنها الجهة الوحيدة التي ترتبط بعلاقات وثيقة مع المقاومة، وتمكنها من نقل رسائلها إلى الأطراف المختلفة، بما في ذلك المجتمع الدولي.
ويستطرد بالقول: 'القطريون يبدون ردود أفعال ذكية على تلك الضغوط، ويتمسكون بدورهم في الوساطة لإيقاف العدوان وجرائم الإبادة ضد أهلنا في غزة'.
وفيما يخص تقييمه للدور القطري كوسيط شدد السعايدة على أن قطر هي الدولة العربية الوحيدة التي تمتلك أدوات حقيقية ومبررات ذاتية وموضوعية للقيام بهذا الدور.
واختتم حديثه بالقول: 'الهدف من الوساطة هو تحقيق بعض المكاسب، أو على الأقل الحد من العدوان، وقطر، بقنوات اتصالها القوية مع حماس، ربما تكون الجهة الوحيدة القادرة على التوصل إلى اتفاق ينهي العدوان'.