اخبار قطر
موقع كل يوم -الخليج أونلاين
نشر بتاريخ: ٢٨ حزيران ٢٠٢٥
الدوحة - الخليج أونلاين
الأنصاري:قطر منخرطة حالياً في عشر وساطات في مختلف أنحاء العالم، بينها محادثات بين طهران وواشنطن، وأخرى بين حماس و'إسرائيل'.
كشف مستشار رئيس الوزراء القطري، الدكتور ماجد الأنصاري، عن تفاصيل تدخل بلاده دبلوماسياً في لحظة تصعيد إقليمي حرج، أسهمت في التمهيد لاتفاق وقف إطلاق النار بين 'إسرائيل' وإيران، مشيراً إلى أن وساطة قطر انطلقت عقب هجوم صاروخي غير مسبوق استهدف أراضيها.
وقال الأنصاري، خلال مقابلة مع شبكة CNN، اليوم الجمعة، إن هجوم إيران الصاروخي على قاعدة العديد 'الأول من نوعه على قطر شكّل لحظة فارقة'، موضحاً أن الدفاعات الجوية أسقطت 18 من أصل 19 صاروخاً، بينما سقط أحدها في منطقة خالية دون إصابات.
وأضاف: 'كان ذلك مؤشراً واضحاً لما نحتاجه لردع أي تهديد خارجي'، مضيفاً أنه في تلك اللحظة، تلقى أمير قطر الشيخ تميم بن حمد آل ثاني اتصالاً من الرئيس الأمريكي دونالد ترامب، الذي عرض فكرة التوصل إلى اتفاق بين إيران و'إسرائيل'، وطلب من قطر الوساطة.
وأشار إلى أن الآليات الدبلوماسية القطرية بدأت العمل فوراً، وتبعها في اليوم التالي اتصال بين أمير قطر والرئيس الإيراني، الذي قدم اعتذاره عن الهجوم.
ولفت إلى أن الشيخ تميم بن حمد أكد أن 'هذا العمل مرفوض ويتعارض مع علاقاتنا الودية بإيران، لكننا اخترنا المسار الدبلوماسي للخروج من التصعيد'.
وأضاف الأنصاري أن الهجوم الإسرائيلي على محافظة فارس الإيرانية، الواقعة على بعد 200 كيلومتر من المنشآت القطرية، إضافة إلى استهداف قاعدة العديد الجوية التي تضم أكثر من 10 آلاف جندي أمريكي، شكّل تهديداً مباشراً لقطر.
وقال: 'أدركنا أن التصعيد سيطال الجميع، وأن وقف إطلاق النار كان ضرورة ملحّة، وما يزال سارياً حتى الآن'.
وعن تقارير تحدثت عن تنسيق قطري مسبق بشأن الضربة الإيرانية على قاعدة العديد، أوضح الأنصاري أن 'معلومات استخباراتية وردت بالفعل عن ضربات محتملة تستهدف قواعد أمريكية في المنطقة، ومنها العراق والكويت'، مؤكداً اتخاذ إجراءات احترازية فورية، شملت إخلاء القاعدة وتعزيز الدفاعات الجوية.
وقال: 'رغم تلك الاحتياطات، كان الهجوم مفاجئاً، لا سيما في ظل وساطتنا لصالح إيران في عدة ملفات، بما فيها الحوار مع إسرائيل والولايات المتحدة'.
وأكد الأنصاري أن العلاقة مع طهران تأثرت، مضيفاً: 'كما قال رئيس الوزراء (الشيخ محمد بن عبد الرحمن)، فإن ما حدث ترك ندبة في علاقتنا مع إيران، لكننا مستعدون للمضي قدماً لأن خيارنا الدائم هو العمل من أجل الأمن الإقليمي'.
وعن آفاق التوصل إلى اتفاق أشمل يشمل محادثات بين 'إسرائيل' وحماس، قال الأنصاري إن قطر منخرطة حالياً في عشر وساطات في مختلف أنحاء العالم، بينها محادثات بين طهران وواشنطن، وأخرى بين حماس و'إسرائيل'.
وأضاف: 'بيان وزراء خارجية دول مجلس التعاون، الذين اجتمعوا في الدوحة تضامناً معنا بعد الهجوم، أشار بوضوح إلى دعمهم لوساطة إقليمية برعاية أمريكية تمهّد لاتفاق بين حماس وإسرائيل يوقف نزيف الدم في غزة'.
وصف الأنصاري الوضع في غزة بأنه 'كارثة إنسانية مستمرة'، وقال: 'نحن أمام واقع يموت فيه 2.3 مليون شخص من الجوع، على مرأى من العالم، وهم على بُعد دقائق من الغذاء والعلاج... لهذا فإن الوقت مناسب للرئيس ترامب للمضي قدماً في جهوده'.
وأكد استعداد قطر لدعم هذه المساعي، مشيراً إلى اتصالات مكثفة مع جميع الأطراف خلال الأسبوعين الماضيين، مضيفاً: 'نحاول الاستفادة من الزخم الناتج عن وقف إطلاق النار بين إيران وإسرائيل، لكن الجهود ما تزال مستمرة'.
وحول إمكانية انطلاق محادثات غير مباشرة بين حماس و'إسرائيل' خلال اليومين المقبلين، قال الأنصاري: 'المفاوضات لم تتوقف، ونحن نعمل على تضييق الفجوة بين الطرفين، ونسعى لإقناعهم بالعودة إلى طاولة الحوار'.
وزاد: 'نحن على تواصل دائم مع جميع الأطراف، وهناك زخم يجب البناء عليه. ما نبحث عنه ليس مجرد تهدئة مؤقتة، بل مسار مستدام يفضي إلى سلام دائم في المنطقة'.