معرض "آيدف" للصناعات الدفاعية.. فرصة جديدة للتعاون الخليجي التركي

محمد أبو رزق - الخليج أونلاين

قطر والكويت.

 أسلحة ومعدات عسكرية متطورة جداً.

الثالث عالمياً من حيث عدد المشاركات به من بين 32 معرضاً حول العالم.

تولي دول مجلس التعاون الخليجي اهتماماً بالغاً في صناعات تركيا الدفاعية، وتسعى دائماً لتعزيز التعاون العسكري معها، يصل أحياناً إلى إبرام اتفاقيات استيراد للأسلحة التركية المختلفة، خاصة مع تفوق أنقرة في العديد من المعدات العسكرية، ولا سيما الطائرات المسيرة.

ويعد معرض إسطنبول الدولي للصناعات الدفاعية 'آيدف' الثالث عالمياً من حيث عدد الشركات المشاركة به، من بين 32 معرضاً للصناعات الدفاعية تُنظم حول العالم، وكان قد افتتح في الـ17 من الشهر الجاري، ويستمر حتى الـ20 منه، كما يعرف مشاركة خليجية.

وكانت المشاركة الخليجية الأبرز في معرض إسطنبول هي لرئيس أركان القوات المسلحة القطرية، الفريق الركن غانم بن شاهين الغانم، وعدد من كبار الضباط القطريين، وإبرام اتفاقية مع شركات تركية.

كما شارك وفد من هيئة التسليح والتجهيز العسكري برئاسة مدير الشؤون الفنية والإدارية وضباط من مختلف الوحدات بمعرض إسطنبول الدولي للصناعات الدفاعية.

اتفاقيات جديدة

وخلال المعرض وقعت شركتا 'هافلسان' التركية للصناعات الإلكترونية الجوية، و'برزان' القطرية القابضة، اتفاقية تعاون في مجال الصيانة، حيث وقع اتفاقية التعاون من الجانب التركي المدير العام للشركة محمد عاكف نجار، ومن الجانب القطري نائب رئيس 'برزان'، عبد الله الخاطر.

وتنص اتفاقية التعاون على تقديم الشركة التركية خدمات الصيانة والإصلاح والتشغيل والتحديث لنظيرتها القطرية لمدة 36 شهراً، بنسبة نشاط تصل إلى 90%، وتحديد 100 ساعة تدريب لكل منظومة من المنظومات التي ستقدمها 'هافلسان'.

كما تتضمن الاتفاقية تعيين 'هافلسان' تقنيين اثنين مختصين في مجال الصيانة والإصلاح، ومدير مشروع، ومنسق إداري، ومنسق تقني، وكادر هندسي للبحث والتطوير، لتقديم الخدمات المتفق عليها إلى الشركة القطرية.

وانضمت الاتفاقية العسكرية القطرية - التركية إلى جملة من الاتفاقيات بين البلدين، والتي بدأت تشهد تطوراً متصاعداً في المجال الدفاعي، عقب اندلاع الأزمة الخليجية، في يونيو 2017، حيث دخلت اتفاقية التعاون العسكري التي وقعها البلدان عام 2014 حيز التنفيذ، بعد تصديق البرلمان التركي عليها.

وتعطي قطر الصناعات العسكرية التركية ثقة عالية، حيث أسست مجموعة 'أسيلسان' للصناعات الدفاعية التركية شركة تحت اسم 'برق' في قطر، بالاشتراك مع كل من شركتي 'برزان القابضة' التابعة لوزارة الدفاع القطرية، و'SSTEK' التركية لتقنيات الصناعات الدفاعية.

وإلى جانب قطر، يوجد تعاون عسكري بين تركيا ودولة الكويت وسلطنة عُمان مع تركيا، حيث وقعت تلك الدول اتفاقيات تعاون عسكري مشترك بين الطرفين؛ بهدف تعزيز العلاقات الثنائية وتحقيق منظومة عمل موحدة، وتبادل الخبرات.

تعاون خليجي عسكري

المحلل السياسي التركي فراس رضوان أوغلو، يؤكد أن معرض إسطنبول الدولي للصناعات الدفاعية 'آيدف IDEF'، يعرض مجموعة متطورة جداً من الأسلحة المصنوعة من قبل شركات عسكرية تركية، وهو متقدم عن نسخة المعرض الماضية.

وفي حديثه لـ'الخليج أونلاين' يقول 'رضوان أوغلو': إنه 'يمكن لدول الخليج عقد صفقات مع تركيا من خلال مشاركتها في المعرض، خاصة أن هناك مشاريع مشتركة بين دول مجلس التعاون وأنقرة في مجال الصناعات العسكرية، ولا سيما في مجال الطائرات المسيرة'.

ويعد تطور الصناعات العسكرية التركية الموجود في المعرض، وفق المتحدث التركي، أحد الأسباب التي تدفع دول الخليج لإبرام اتفاقيات عسكرية مع تركيا، خاصة مع تطور تلك الأسلحة وإثبات فعاليتها، كالطائرات المسيرة التي تعمل تحت الماء وفي الأجواء.

ويؤكد وجود مشاريع تعاون عسكري بين السعودية وتركيا، ولكن من دون وجود اندفاع كبير؛ 'لأسباب استراتيجية وسياسية'، وفق قوله، لافتاً إلى وجود تعاون متقدم بين أنقرة وقطر، وعُمان، والكويت، وجميعها تستورد الأسلحة التركية.

ويشير إلى أن ارتفاع عدد الدول المستوردة من تركيا لصناعاتها العسكرية، مثل باكستان، وبعض دول الاتحاد الأوروبي، 'يزيد القناعة لدى دول الخليج باستيراد أسلحة من تركيا بشكل أوسع'.

وبشأن آفاق التعاون الخليجي - التركي، يرى المحلل السياسي التركي أن دول مجلس التعاون منقسمة إلى قسمين في العلاقات؛ حيث يؤيد الطرف الأول التواصل الوثيق معها، في حين يرى الطرف الآخر وجوب وجود حدود للتنافس.

الصناعات العسكرية التركية

تعد تركيا من الدول المصنعة للمعدات العسكرية والدفاعية، ومنذ عام 2002، حققت تركيا قفزات، بميزانية تصنيعية بلغت 5.5 مليار، وارتفعت إلى 60 مليار دولار في 2019.

وارتفع عدد الشركات العاملة في الصناعات الدفاعية خلال الفترة نفسها من 56 إلى 1500 شركة، وأكدت وزارة التجارة التركية أن الصناعات الدفاعية حققت عام 2019 صادرات قاربت 2.5 مليار دولار، مقابل نحو 250 مليون دولار فقط عام 2002.

بحسب تقرير لمعهد استوكهولم الدولي لأبحاث السلام، صدر في ديسمبر 2020، فإن تركيا واحدة من 4 دول تمتلك شركات عسكرية هي الأسرع نمواً في إنتاج الأسلحة.

وانتقلت تركيا من المرتبة الـ29 عالمياً في مجال تصدير الأسلحة، بين '2000-2004'، ثم أصبحت في المرتبة الـ19، بين '2010-2014'، وصولاً إلى المرتبة الـ13 عالمياً، بين '2015 – 2019'، وفق المعهد.

وازدادت أعداد شركات الصناعات الدفاعية التركية التي دخلت قائمة أكبر 100 شركة حول العالم إلى 7 شركات في 2020، بعد أن كانت 5 خلال 2019، وفق مجلة 'ديفينس نيوز' الأمريكية.

رئيس هيئة الصناعات الدفاعية التابعة لرئاسة الجمهورية التركية، إسماعيل ديمير، أكد  أن بلاده عززت من قوتها التنافسية في سوق الصناعات الدفاعية العالمية، حيث حققت خلال السنوات الـ20 الماضية زخماً كبيراً في كافة المجالات المتعلقة بالصناعات الدفاعية.

وخلال افتتاح معرض إسطنبول الدولي للصناعات الدفاعية 'آيدف IDEF'، شدد المسؤول التركي على أن أنقرة تتجه بخُطا واثقة نحو مكانة مرموقة في مجال الصناعات الدفاعية، كما تشرف هيئة الصناعات الدفاعية التركية في الوقت الحالي على 750 مشروعاً مختلفاً، تبلغ قيمتها الإجمالية 50 مليار دولار.