"شنغن" خليجية.. هل تسهم التأشيرة الموحدة بانتعاش قطاع السياحة؟

طه العاني - الخليج أونلاين

تعزز الجذب السياحي، حيث يستطيع السائح زيارة عدة دول خليجية بتأشيرة واحدة.

نجاح بطاقة 'هيّا' خلال مونديال قطر في تعزيز السياحة الخليجية.

تخفيف شروط منح التأشيرة، وتمديد صلاحية التأشيرات ومدة الإقامة المسموحة.

أصبحت منطقة الخليج العربي واحدة من أهم الوجهات السياحية في العالم، لما تتميز به من خدمات عالية الجودة والرفاهية، ومرافق حديثة ومتطورة للسياحة؛ مثل الفنادق الفاخرة والمنتجعات الصحية والمتاجر الكبيرة والمتنزهات والأماكن الترفيهية.

ومن المرجّح أن يشهد قطاع السياحة في الخليج نمواً في المستقبل، حيث تعمل دول مجلس التعاون على تطوير هذا القطاع الحيوي، وجذب مزيد من السياح، من خلال تقديم حزم سياحية متنوعة ومتكاملة وتسهيل الإجراءات اللازمة للسفر والتأشيرات والإقامة.

'شنغن' خليجية

تستعد دول الخليج لإطلاق تأشيرة 'شنغن' موحدة تسمح للسياح بزيارة جميع دول مجلس التعاون بتأشيرة واحدة، بهدف جذب مزيد من السياح إلى المنطقة.

وأشار موقع 'hotelier middle east' المتخصص بشؤون السياحة إلى أن بطولة مونديال قطر 2022، كانت أكبر محفز على هذه الفكرة، بعد النجاح الذي حققته من خلال التعاون المتبادل بين دول المجلس الخليجي، وسماح السعودية بدخول حاملي بطاقة هيا، لمدة 60 يوماً خلال بطولة كأس العالم.

في السياق ذاته صرّحت وزيرة السياحة البحرينية فاطمة الصيرفي، على هامش معرض سوق السفر العربي في دبي، بأن دول الخليج تتجه لإصدار تأشيرة سياحية موحدة لدول المجلس.

وكشفت الصيرفي، في 4 مايو 2023، عن أن المناقشات جارية على المستوى الوزاري بين دول الخليج حول كيفية الحصول على هذه التأشيرة.

ورجّحت الصيرفي أن تقر دول الخليج التأشيرة الموحدة في وقت قريب جداً؛ لأن معظم زائري منطقة الخليج يقضون وقتهم عادة في بلدان خليجية عدة بدلاً من بلد واحد.

تجربة المونديال

وأسهم نجاح مونديال قطر 2022، الذي أقيم أواخر العام الماضي، في تعزيز التعاون الخليجي بمجال السياحة، عندما قررت دول الخليج جذب مشجعي المونديال بهدف تعزيز السياحة فيها.

وأشار تقرير معهد دراسات الخليج، المنشور في 13 ديسمبر 2022، إلى أن مونديال قطر كان فرصة اقتصادية للإمارات والسعودية، وكذلك لكل من عُمان والكويت، لكن بدرجة أقل.

وأوضح أن السعودية والإمارات وعُمان عملت على توفير تأشيرات متعددة الركاب، مرتبطة بنظام بطاقة 'هيا' القطرية، مما أتاح للمشجعين حريّة التنقل بين قطر وهذه الدول الثلاث.

ونوّه التقرير بأن بطولة كأس العالم قدّمت نموذجاً للتعاون في الأحداث الدولية الكبرى الأخرى المقررة إقامتها في المنطقة، وتعزيز التعاون السياحي والاقتصادي بين هذه الدول.

وفي حال استمرار خطط التعاون السياحي المشترك في دول الخليج وإطلاق الاستراتيجيات المتكاملة للسياحة الخليجية فإنها تدخل مرحلة جديدة تعزز موقعها على خارطة السياحة الدولية.

تسهيلات سياحية

وفي إطار خططها لجذب مزيد من السياح عمدت دول الخليج إلى تسهيل منح التأشيرات السياحية ضمن أهدافها الرامية إلى تنويع الاقتصاد وعدم الاعتماد على واردات النفط فحسب.

وأعلنت السعودية، في مارس 2023، تسهيلات جديدة تضمنت السماح لمقيمي دول الخليج بدخول المملكة دون اشتراط مهن محددة.

وتأتي هذه التسهيلات بعد حزمة كبيرة من التسهيلات أطلقتها، في سبتمبر 2022، وشملت منح تأشيرات سياحية إلكترونية لمقيمي دول الخليج، والسماح للحاصلين على تأشيرة سياحية أو تجارية سارية المفعول من الولايات المتحدة الأمريكية، أو المملكة المتحدة، أو إحدى دول اتفاقية 'شنغن'، بدخول البلاد بلا تأشيرة، مع توسيع الفئات لتشمل أقارب حامل التأشيرة من الدرجة الأولى الذين برفقته.

وفي 4 مايو 2023، أطلقت وزارة الخارجية السعودية خدمة التأشيرة الإلكترونية كمرحلة أولى تشمل 7 دول بينها الإمارات؛ وذلك بعد إلغاء لاصق التأشيرة على جواز سفر المستفيد.

وأوضحت أنه جرى بعد ذلك التحول إلى التأشيرة الإلكترونية وقراءة بياناتها عبر رمز الاستجابة السريعة (QR).

وطوّرت قطر نظام 'هيّا' ليتحول إلى منصة لإصدار جميع التأشيرات السياحية لدخول أراضيها، ضمن خطة لتشجيع قطاع السياحة، واستثمار الزخم الكبير الذي اكتسبه بعد نجاح المونديال.

وقدّمت الإمارات تسهيلات جديدة للسياح عبر خدماتها الذكية، واستحدثت حكومتها نظام تأشيرات سياحية متعددة الدخول لكل الجنسيات، وتوفير التسهيلات اللازمة كافة للزوار والسياح، ودعم قطاع السياحة في الدولة.

وأصبحت تأشيرة السياحة في الإمارات من دون ضامن، ومتعددة السفرات، وبمدة صلاحية تمتد لخمس سنوات تسمح لحاملها بالبقاء في الدولة في كل مرة 90 يوماً قابلة للتمديد لمدة مماثلة.

وحرصت البحرين على تنشيط عجلة السفر والسياحة إليها خلال السنوات الأخيرة، حيث تضمنت تسهيلاتها منح تأشيرة الأعمال والسياحة لمدة شهر كامل، مع قابلية التجديد لـ3 أشهر من خلال تأشيرات فورية إلى ما يفوق 60 دولة، والتأشيرات الإلكترونية التي تشمل 102 دولة.

من جانبها أصدرت وزارة السياحة العُمانية تعميماً بتسهيل منح التأشيرات السياحية غير المكفولة لعدد من رعايا بعض الدول، وأطلقت مبادرة لتسهيل وتطوير إجراءات استخراج تأشيرة زيارة السلطنة بالتعاون والتنسيق بين وزارة السياحة والجهات المعنية.

وأعلنت السلطات الكويتية، في يونيو 2022، وقف إصدار تأشيرات الزيارة العائلية والسياحية حتى إشعار آخر، حيث تعكف الجهات المختصة على إعداد آلية تنظيمية جديدة لدخول السياح إلى البلاد.

انتعاش سياحي

يتحدث المرشد السياحي السعودي باسم عبد الرحيم عن أهمية مساعي دول مجلس التعاون الخليجي إلى اعتماد تأشيرة سياحية موحدة، ويرى أن هذه الخطوة تهدف إلى زيادة الحصة السوقية من السياح القادمين إلى المنطقة.

ويبين 'عبد الرحيم' في حديثه مع 'الخليج أونلاين' أن التأشيرة الموحدة تسهم في فتح المجال للسياح القادمين إلى الخليج بزيارة دول عدة بدلاً من دولة واحدة، مشيراً إلى أنهم يقدمون من أماكن بعيدة، وسيكون هذا الخيار محفزاً قوياً للسائحين لزيارة أكثر من دولة لاختلاف الموروث الثقافي بين دول الخليج.

وحول إمكانية الاستفادة من تجربة منصّة 'هيّا' ونجاح مونديال قطر لتفعيل التعاون السياحي المشترك بين دول الخليج، يقول المرشد السياحي إن البحرين استفادت من الترويج المشترك لها إلى جانب الإمارات والسعودية، فقد تم استهداف 8.3 ملايين سائح عام 2022، ووصلوا إلى 9.9 ملايين سائح.

ويلفت إلى أن نتائج مشاركة السعودية في الترويج للسياحة بجانب الأسواق الخليجية يعد دليلاً حياً على أن الترويج المشترك يساعد دول الخليج على زيادة الحصة السوقية وجذب العالم للمنطقة.