اخبار قطر
موقع كل يوم -الخليج أونلاين
نشر بتاريخ: ١٥ تشرين الأول ٢٠٢٥
لندن - الخليج أونلاين
سيكون مونديال 2026 أول اختبار فعلي لمدى قدرة العرب على ترجمة التوسع الكمي إلى إنجاز نوعي.
في سابقة تاريخية ستشهد نهائيات كأس العالم 2026 مشاركة 7 منتخبات عربية، بعد أن حسمت منتخبات السعودية وقطر والمغرب وتونس ومصر والجزائر والأردن تأهلها، لتسجّل الكرة العربية حضوراً قياسياً في أكبر محفل كروي عالمي.
ويُعد هذا الإنجاز تتويجاً لموجة التطور الفني والإداري التي شهدتها الكرة العربية خلال الأعوام الأخيرة، إذ انتقلت المنتخبات من المنافسة الإقليمية إلى العالمية، في ظل استثمارات رياضية واسعة في الخليج وشمال أفريقيا.
وسيكون مونديال 2026 أول اختبار فعلي لمدى قدرة العرب على ترجمة هذا التطور، إلى إنجاز نوعي يخلد أسماءهم في ذاكرة البطولة.
حضور تاريخي
ويُعزى الحضور العربي الواسع في مونديال 2026 إلى زيادة عدد المنتخبات المشاركة من 32 إلى 48 منتخباً، ما منح قارتي آسيا وأفريقيا مقاعد إضافية.
ومنذ انطلاق كأس العالم عام 1930، شاركت تسعة منتخبات عربية في البطولة هي مصر، والسعودية، والمغرب، وتونس، والجزائر، والعراق، والكويت، والإمارات، وقطر، وبتأهل الأردن لأول مرة يرتفع العدد إلى 10.
وكان أكبر ظهور للعرب في المونديال خلال نسخة مشاركة ربع منتخبات في مونديالي 2018 و2022، عندما شاركت السعودية ومصر وتونس والمغرب في روسيا، ثم السعودية وتونس والمغرب وقطر في نسخة قطر.
وستشكل المنتخبات العربية في مونديال 2026 ما يقارب 15% من إجمالي الفرق المشاركة، وهي نسبة لم تُسجل في تاريخ البطولة منذ انطلاقها عام 1930.
تاريخياً، كانت المشاركات العربية محدودة ومتباعدة، إذ كانت مصر أول العرب حضوراً في المونديال عام 1934، ثم تلتها الكويت عام 1982، والعراق عام 1986، والإمارات عام 1990.
ومع دخول الألفية الجديدة، بدأ الحضور العربي يتخذ طابعاً أكثر زخماً مع السعودية وتونس والمغرب أعوام 94 و98 و2002 و2006.
السعودية وقطر بالمقدمة
كانت السعودية آخر المتأهلين إلى قائمة المنتخبات العربية بعد أن تصدرت مجموعتها في الملحق الآسيوي، لتسجل المشاركة السابعة في تاريخها بعد نسخ 1994 و1998 و2002 و2006 و2018 و2022، لتؤكد مكانتها كأحد أكثر المنتخبات استقراراً في القارة الآسيوية.
ومن المنتظر أن يقدم 'الأخضر' حضوراً قوياً في مونديال 2026 مستفيداً من خبرة لاعبيه الذين شاركوا في مونديال قطر 2022، ومن التطور الكبير الذي شهده الدوري المحلي.
أما المنتخب القطري، الذي شارك في نسخة 2022 كمستضيف، فنجح هذه المرة في التأهل عبر المحلق الآسيوي، في أول إنجاز من نوعه في تاريخه ليحجز مقعده في المونديال الثاني على التوالي.
ويُنظر إلى تأهل قطر على أنه دليل على استمرارية مشروعها الكروي الذي بدأ مع إعداد اللاعبين في أكاديمية 'أسباير' واستضافتها للمونديال الماضي، ما جعلها واحدة من أكثر الدول الآسيوية استقراراً فنياً خلال العقد الأخير.
عودة مصر واستمرار المغرب
في شمال أفريقيا، نجحت مصر في انتزاع بطاقة التأهل بعد غياب دام ثماني سنوات، لتخوض المشاركة الرابعة في تاريخها بعد أعوام 1934 و1990 و2018، مستفيدة من جيل جديد من اللاعبين بقيادة محمد صلاح.
ويُنتظر أن تكون عودة الفراعنة إلى المونديال محطة لاستعادة الحضور القاري الذي تراجع في السنوات الأخيرة.
وفي الجهة المقابلة، عزز المغرب حضوره القاري والدولي، بعد أن تصدر مجموعته في التصفيات الأفريقية، ليشارك للمرة السابعة في تاريخه بعد أعوام 1970 و1986 و1994 و1998 و2018 و2022.
ويأتي هذا التأهل استمراراً للزخم الذي أحدثه وصول المنتخب المغربي إلى نصف نهائي مونديال 2022، كأول فريق عربي وأفريقي يحقق هذا الإنجاز التاريخي.
تونس والجزائر
كذلك ضمنت تونس مقعدها في كأس العالم للمرة السابعة أيضاً، بعد تأهلها في نسخ 1978 و1998 و2002 و2006 و2018 و2022، لتؤكد استمرار حضورها المنتظم ضمن نخبة المنتخبات الأفريقية.
ويعكس تأهل 'نسور قرطاج' الاستقرار الفني والتكتيكي الذي حافظت عليه، منذ مشاركتها الأخيرة في مونديال قطر.
أما الجزائر فعادت إلى البطولة بعد غيابها عن نسخة 2022، محققة مشاركتها الخامسة بعد أعوام 1982 و1986 و2010 و2014، في وقت شكل تأهلها عودة للروح الجماعية في منتخب لطالما كان رقماً صعباً في التصفيات الأفريقية.
الأردن يصنع التاريخ
الحدث الأبرز جاء من الأردن، الذي تأهل لأول مرة في تاريخه إلى نهائيات كأس العالم، بعد مشوار استثنائي في التصفيات الآسيوية تخللته انتصارات بارزة على منتخبات كبرى.
بدأ 'النشامى' مشوارهم بثبات في الدور الثالث من التصفيات، حيث أظهر الفريق انضباطاً دفاعياً لافتاً وهجوماً فعالاً بقيادة علي علوان وموسى التعمري.
وخلال المنافسات، حقق الأردن انتصارات مؤثرة أبرزها الفوز على فلسطين 3–1، والانتصار العريض على عُمان 3–0 في المباراة الحاسمة التي ضمن بها تأهله رسمياً بعد تعثر العراق أمام كوريا الجنوبية.
وأنهى المنتخب الأردني مشواره في المركز الثاني ضمن مجموعته خلف كوريا الجنوبية، جامعاً 18 نقطة من تسع مباريات، ليكتب صفحة جديدة في تاريخه الكروي.
ويُتوقع أن يكتب 'النشامى' أبرز القصص الملهمة في المونديال القادم، خصوصاً مع اعتماد الاتحاد الأردني على جيل من اللاعبين الشباب الذين صعدوا من الأكاديميات المحلية.























