شملت نصف لاعبينا أمام الطاجيكي.. تغييرات لوبيز بين الرفض والقبول

لم يكن منتخبنا الوطني الأول لكرة القدم في حاجة الى كل هذه المعاناة في مباراته مع طاجيكستان اول أمس كي يحقق الانتصار الصعب ويضمن التأهل الى دور الـ 16 لبطولة اسيا 2023، لو ان الاسباني ماركيز لوبيز مدرب الفريق لم يجر كل هذه التغييرات على التشكيل الأساسي للعنابي والتي وصلت الى نصف عدد لاعبي الفريق دفعة واحدة (5 لاعبين)، وهو عدد كبير لمنتخب بدأ البطولة بتشكيل جيد وحقق انتصارا كبيرا على لبنان 3-0، وكل التوقعات كانت تشير الى استمرار لوبيز على نفس التشكيل ولو حدث تغيير سيكون في اضيق الحدود.

كان من الطبيعي ان يظهر العنابي بعيدا عن مستواه في الشوط الأول حيث افتقد التفاهم والانسجام خاصة في الدفاع الذي طرأ عليه تغييران لم يكن لهما أي مبرر، خاصة والدفاع كان جيدا في المباراة الأولى.

حتى الوسط لم يسلم من تغييرات لوبيز بلا مبرر، وهو ما اثر على المستوى بشكل عام دفاعا وهجوما.

ولا نقصد بهذا الانتقاد التقليل من أداء اللاعبين الذين دخلوا في التشكيل، فهم لاعبون أيضا مميزون، ولكننا نقصد ان الفريق افتقد التفاهم والانسجام بلا أي داع في ثاني مبارياته بالبطولة

ولم يكن لوبيز محقا في كل هذه التغييرات، وكان يمكن اجراؤها في الشوط الثاني بعد ضمان الانتصار والتأهل.

لقد كانت ابرز أخطاء البرتغالي كارلوس كيروش مدرب العنابي السابق، كثرة التغييرات في كل المباريات، وهو ما افقد الفريق الانسجام والتفاهم، وكنا نعتقد ان لوبيز سيتفادى هذا الخطأ، والعمل على استقرار التشكيل، واجراء التغييرات في اضيق الحدود.

عانى العنابي أيضا لان مدربه حاول الاعتماد على بعض العناصر الشبابية في التشكيل الاساسي، وهي عناصر جيدة للغاية لكن الدفع بهذا في هذا التوقيت وفي مباراة شبه مصيرية يمكن ان يتسبب في مشاكل للعنابي ومشاكل لهذا العناصر، خاصة ومباراة طاجيكستان كانت بالفعل مواجهة حاسمة للتأهل.

لقد اضطر لوبيز الى الاستعانة بأصحاب الخبرة في الشوط الثاني بعد ان كادت الأمور ان تفلت من بين يديه، فاستعان بقلب الدفاع بوعلام خوخي في الوسط بدلا من احمد فتحي الذي تحمل عبئا كبيرا، وبذل مجهودا غير عادي، واستعان أيضا بحسن الهيدوس بعد ان عانى الهجوم بعض الشيء، لذلك تحسن الأداء في الشوط الثاني وكان منتخبنا قريبا من احراز اهداف أخرى لولا عدم التوفيق. الاستقرار أهم من الأسماء انتقاد الجهاز الفني للعنابي بسبب التغييرات التي اجراها على التشكيل الأساسي، لا يعني انتقاد الأسماء او اللاعبين الذين شاركوا في التشكيل الأساسي في مباراة طاجيكستان، لان العنابي يضم مجموعة جيدة من اللاعبين، وكلهم قادرون على اللعب وتحمل المسؤولية، لكن ما يهمنا في المقام الأول هو الاستقرار على التشكيل خاصة والعنابي منذ فترة طويلة وهو يلعب في كل مباراة بتشكيل مختلف، ولا توجد مباراتان متتاليتان بتشكيل ولو شبه ثابت، وقد كان الاستقرار احد اهم أسباب حصول العنابي على اللقب القاري 2019 رغم ان الفريق كان يضم وقتها لاعبين صغار السن، ولم يتحدث احد عن الحيوية او الخبرة، بسبب تمتع العنابي بعنصر الاستقرار الذي اثمر التفاهم والانسجام وهو ما نتمناه للعنابي الذي يعاني منذ فترة طويلة من عدم استقرار التشكيل الأساسي. تأجيل التغييرات كان بمقدور لوبيز تأجيل التغييرات التي اجراها على تشكيل العنابي في مباراة طاجيكستان والقيام بها في مباراة الصين الثالثة والأخيرة بالدور الأول، حتى لا يكلف العنابي هذا العبء المعنوي والبدني الكبير امام طاجيكستان، ولو انه اعتمد على نفس تشكيل مباراة لبنان، واجتاز مباراة طاجيكستان دون كل هذا العناء والمعاناة، واراح الجميع، ولوجد في مباراة الصين الفرصة لإجراء التغييرات التي يريد اجراءها خاصة وان منتخبنا ضمن الصدارة والتأهل حتى لو خسر مباراة الصين. مفاجأة طاجيكستان رغم اعترافنا بقوة الفريق الطاجيكي منذ شاهدناه في مباراته الأولى امام الصين، الا اننا لم نتوقع اداءه المفاجئ امام العنابي، حيث غامر مع مدربه بالاندفاع الهجومي ولم يعتمد على الدفاع المتكتل كما توقع الجميع.

ولو ان منتخبنا لعب بنفس تشكيل المباراة الأولى، لكان من السهل عليه تحقيق انتصار مريح بسبب المساحات التي ظهرت في ملعب طاجيكستان على عكس مباراته مع الصين التي اعتمد فيها على الدفاع بشكل أساسي ثم الاندفاع وراء الهجمات المرتدة.