الحكام القطريون.. الجنود المجهولون بدورينا

إذا كانت الأندية أو معظمها قد حققت طموحاتها، وسعدت بنتائجها خلال دوري نجوم QNB لموسم 2021، فإن هناك جنوداً مجهولين حققوا أيضاً طموحهم، وسعدوا بكل ما قاموا به من جهد، وما بذلوه من عرق، حتى يصل دورينا بسلام وبدون مشاكل وبدون أخطاء إلى بر الأمان.

هؤلاء الجنود المجهولون هم الحكام القطريون الذين تحملوا عبء المسئولية بجدارة وشجاعة وكفاءة عالية، وقادوا كل المباريات دون استثناء بكفاءة عالية، ونجحوا بعد جهد كبير في إنهاء 95 % من الموسم بكل بطولاته المحلية، وسط حالة من الرضا شبه كاملة.

وأثبتت المباريات والبطولات من جديد أن الحكم القطري وصل إلى مرحلة متقدمة من المستوى الفني والبدني الذي يمكنه من تحمل المسئولية كاملة، ليس هذا الموسم فقط، بل من عدة مواسم، حيث بات الدوري القطري ربما الوحيد في المنطقة الذي لا يستعين بحكام أجانب، كما كان يحدث في الماضي، بل على العكس أصبح حكامنا مطلوبين من اتحادات شقيقة وصديقة للمشاركة في إدارة بعض المباريات المهمة في بطولاتها.

132 مباراة أدارها الحكام القطريون في دوري نجوم QNB، بخلاف مباريات بطولة كأس قطر 2020 و2021، وكأس الأمير المفدى، ودوري قطر غاز، وكأس أريدُ، ودوري الدرجة الثانية.

ولا شك أن نجاح الحكم الوطني في بطولات بلاده، دليل على التطور وعلى النجاح، وهي خطوة للنجاح الخارجي، حيث يخضع دورينا مثل كل الدوريات للمراقبة من قبل الفيفا والاتحاد الآسيوي، كما أن إدارة التحكيم تتواصل باستمرار مع الاتحادين حول مستوى الحكام القطريين بكل شفافية وبكل وضوح.

ولا يعدّ النجاح في كم المباريات التي أدارها الحكام القطريون، ولكن النجاح الحقيقي كان على المستوى الفني أيضاً والمستوى البدني، وأيضاً على مستوى تقنية حكام الفيديو (VAR) التي لعبت دوراً مهماً في إنجاح الموسم وفي الخروج بالمباريات بأكبر قدر من القرارات العادلة، وتحقيق العدل قدر المستطاع بين جميع الفرق دون استثناء.

ولا بد من الإشارة إلى أن دورينا ربما أيضاً يكون الوحيد الذي يطبق فيه الفار في جميع مباريات الدوري دون استثناء وأيضاً في كأس الأمير المفدى، وكأس قطر، وهو كم كبير يعكس مدى التطور ومدى الإمكانيات الكبيرة التي تتوفر للتحكيم القطري الذي يعد من الأفضل على المستوى القاري.

من المؤكد أن هناك أخطاء وقعت في بعض المباريات، وهو أمر طبيعي، فلا توجد مباريات كرة قدم بدون أخطاء حتى لو توفرت تقنية الفار، لكن المهم أن الأخطاء كانت قليلة وغير متعمدة، والأهم من كل ذلك أن لجنة الحكام، برئاسة هاني بلان وإدارة التحكيم بقيادة ناجي الجويني اعترفت بهذه الأخطاء التي وقعت على الكل، وليس على فرق دون فرق أخرى وهو قمة العدالة، وقبل كل هؤلاء الاتحاد نفسه برئاسة الشيخ حمد بن خليفة بن أحمد آل ثاني الذي يولي اهتماماً كبيراً بكل أطراف اللعبة، وبصفة خاصة التحكيم.

من الصعب اختيار حكم أو حكم مساعد أو حكم رابع، وأيضاً حكم (فار) كأفضل حكم هذا الموسم، فالجميع كانوا على مستوى جيد من جميع النواحي، وفي مقدمتهم عبد الرحمن الجاسم، وخميس المري، وسلمان فلاحي، وسعود العذبة، وعبد الله العذبة، وعبد الهادي الرويلي، ومحمد الشمري، والجدد محمد المزيد، ويوسف الشرشني، بجانب الحكام المساعدين: طالب المري، وسعود أحمد، وماجد هديرس، وجمعة البورشيد، وخالد عيد، وزاهي الشمري، ومشاري الشمري، وفيصل اليافعي.