اخبار قطر
موقع كل يوم -اندبندنت عربية
نشر بتاريخ: ١٦ أيار ٢٠٢٣
تخيم الأجواء الإيجابية للحضور السوري على ردهات مقر عقد القمة العربية في جدة
تسابق دمشق الزمن بعد السابع من مايو (أيار) الحالي، وهو تاريخ الموافقة العربية على عودتها إلى مجلس دول الجامعة ومشاركتها بالقمة العربية في جدة التي يترقب العرب اجتماعاتها في 19 مايو. تتجه أنظار السوريين إلى القمة كونها أولى جلسة في الحضن العربي أنهت عزلة بلادهم، بينما ينتظر العرب قرارات استثنائية من القمة في توقيت تتجه المنطقة فيه إلى تسويات سياسية شاملة هدفها الأمن والاستقرار.
حضور عالي المستوى
دمشق التي أرسلت وفدها الرسمي اليوم الإثنين إلى جدة أظهرت اهتماماً بالغاً بالتحضيرات كونها الحدث الأبرز في مسلسل فك عزلتها العربية الذي طال انتظاره، ووصف وزير الخارجية السوري، فيصل المقداد الاجتماع العربي بالفرصة الجديدة، وقال في تصريح للصحافيين عقب وصوله مطار الملك عبد العزيز الدولي في جدة، 'إننا لا ننظر إلى الماضي، وإنما إلى المستقبل، هناك كثير من التحديات التي يجب أن نناقشها، ونحشد قوانا العربية لمواجهتها، نحن جاهزون للمساهمة مع الجميع لإيجاد وجهة نظر موحدة للتعامل مع حاضرنا ومستقبلنا'.
وحل وفد اقتصادي سوري رفيع المستوى برئاسة وزير الاقتصاد والتجارة الخارجية، محمد سامر خليل في جدة للمشاركة في أعمال كبار المسؤولين للمجلس الاقتصادي والاجتماعي التحضيري، تزامناً مع وصول وفد إعلامي سوري إلى المدينة السعودية.
ويأتي وصول الوفد السوري للمشاركة في الاجتماعات التحضيرية للقمة العربية وسط أجواء إيجابية تشي بنجاح القمة التي يعول عليها بشكل كبير، في حين ينظر السوريون إليها كـ 'قارب نجاة' ومناسبة لفك الجمود الذي أحاطهم طوال عقد من الزمن، في ظل ترجيحات شبه مؤكدة عن مشاركة الرئيس السوري، بشار الأسد في اجتماع القمة بعد تلقيه دعوة رسمية من قبل العاهل السعودي، الملك سلمان بن عبد العزيز.
العزلة والانفتاح العربي
وتخيم الأجواء الإيجابية على ردهات الاجتماع التحضيري في مقر القمة العربية ويتطلع الجميع إلى نتائج مثمرة بعد قطيعة بين الجامعة العربية وسوريا دامت 11 سنة عجافاً، في حين يرى الباحث في شؤون السياسة الخارجية، محمد هويدي أن 'مشاركة الوفد السوري لا سيما التحاق كبار المسؤولين من دمشق، والاهتمام المباشر بها هو بمثابة قمة تاريخية بالنسبة إلى دمشق والعرب على حد سواء. ويُنتظر منها نتائج غاية في الأهمية بالنسبة إلى العمل العربي المشترك'.
ولفت هويدي إلى أن 'هذه المشاركة تطوي معها صفحة الخلاف العربي - العربي، على رغم وجود تحديات على الصعد الاقتصادية والسياسية والأمنية تتطلب تضامناً وجهوداً وتنسيقاً عربياً للوصول إلى بر الأمان'.
وأردف 'هذه القمة العربية، تاريخية بامتياز، ولا يمكن إخفاء التفاؤل في شأن الخروج منها بنتائج غاية في الأهمية ستنعكس على واقع المنطقة بأسرها، وهي ليست بداية نهاية العزلة الدبلوماسية لسوريا فحسب، بل هي بداية مرحلة جديدة للمستقبل'.
وأشاد الباحث السياسي السوري بقرار عودة سوريا إلى الجامعة العربية، 'توازياً مع دور كبير للسعودية التي تقود المنطقة نحو الاستقرار' حسب وصفه، وأضاف أن 'الرياض تنتهج سياسة خارجية جديدة ومقاربة من شأنها تعزيز التعاون العربي وهذا يؤدي إلى انبثاق مشروع متكامل جديد تقوده المملكة، وهناك تعويل كبير على القمة وهي عهد جديد للعمل العربي المشترك'.
يأتي كل ذلك وسط معلومات أولية عن استقبال خاص للرئيس السوري حسب ما تداوله سياسيون ومراقبون، وكان آخر ظهور للأسد في قمة سرت الليبية في عام 2010، وبعدها اندلع الحراك الشعبي في سوريا في عام 2011، ما أسفر عن تطورات دامية وصراع مسلح أدى إلى قرار من قبل الجامعة بتجميد عضوية دمشق في العام ذاته في موازاة فرض عقوبات أوروبية وأميركية أبرزها قانون 'قيصر' (سيزر) الذي يفرض عقوبات اقتصادية على الأفراد والشركات والدول التي تتعامل مع السلطات السورية.
في المقابل، ثمة اعتراضات من قبل دول عربية عدة، أبرزها قطر، التي قالت إنها لن تطبع علاقاتها مع العاصمة السورية، على رغم الإجماع العربي في اجتماع جدة، وأعلنت الدوحة عن شرط لإعادة العلاقة مع سوريا وهو الرضوخ للمطالب الشعبية وإجراء تسويات سياسية.
ويرى الفريق المعارض لعودة دمشق إلى الحضن العربي، في ذلك انتكاسة سياسية له، في حين تعتقد أوساط محايدة بأن التدخل العربي والمصالحة العربية الأخيرة مع سوريا مفيدة لكل الأطراف وذلك بهدف إجراء تسوية شاملة، كانت دمشق انخرطت فيها بعدما شاركت بمفاوضات واسعة مع الفريق العربي على أساس مبدأ 'خطوة مقابل خطوة'. وباتت السلطات السورية مطالَبة بالإفراج عن المعتقلين والكف عن العمليات العسكرية وإخراج القوات الأجنبية وإعادة اللاجئين إلى ديارهم.
