اخبار قطر
موقع كل يوم -العرب القطرية
نشر بتاريخ: ٧ حزيران ٢٠٢٣
ينتظر قطاع الأعمال القطري فرص واعدة وترويج قوي لمنتجاته وبيئته الاستثمارية، في المنتدى الدولي، الذي سيحضره كبار صناع القرار السياسي والاقتصادي، حول العالم، في العاصمة الكازاخستانية أستانا، خلال الفترة من 8 إلى 9 يونيو 2023، ويبحث توحيد الجهود العالمية لمواجهة التحديات المتعلقة بالمناخ، وندرة الغذاء، وأمن الطاقة، وتبادل وجهات النظر حولها، واقتراح الحلول المناسبة لها.
ويتطلع القطاع إلى تشكيل تحالفات تجارية جديدة مع مختلف التكتلات والقوى الاقتصادية العالمية، لا سيما أنه سيتم الترويج لمسيرة نموه، والفرص المتاحة والتسهيلات المقدمة لجذب المستثمرين الأجانب، على هامش فعالياته، وعلى أعلى مستوى.
وتشكل مشاركة دولة قطر رفيعة المستوى في المنتدى حضورا قويا للقطاع الناشئ، وستفتح الباب أمام تنويع قاعدته وتوسيع دائرة عملياته، والتعريف بالإصلاحات الهيكلية الكبيرة، التي نفذها من أجل تحفيز نموه وتسريع وتيرته.
ولتسليط الضوء أكثر على أهمية المشاركة القطرية في هذا الحدث الدولي المهم، وما تمثله من إضافة نوعية لاقتصادها الوطني، استطلعت وكالة الأنباء القطرية /قنا/ آراء خبراء ومحللين وأكاديميين ورجال أعمال إذ يؤكد رجل الأعمال السيد حسن الحكيم أهمية الحضور والتواجد المميز في المنتدى، الذي يشكل منصة مهمة لترويج مخرجات قطاع الأعمال القطري عالميا، واستعراض ما يوفره من بيئة مثالية وآمنة للاستثمارات المحلية والأجنبية، على اختلاف أنواعها وأنشطتها، والتعريف بالمحفزات المقدمة للقطاعات التجارية والاقتصادية، والتسهيلات الممنوحة لها، والتي بدورها تساعد على ترسيخ المنظومة الاقتصادية الوطنية، وزيادة الثقة العالمية بمقوماتها، مما ينعكس إيجابا على تحفيز النمو الاقتصادي وتسريع وتيرته.
ويرى أن المشاركة سيكون لها كذلك أثر كبير ومباشر على القطاع، وستفتح آفاقا واسعة للشراكة المستقبلية بين القطاعات القطرية ونظيراتها حول العالم، خصوصا أن المنتدى بمثابة منبر يجمع ممثلي الحكومات، والمنظمات الدولية، والشركات، والأوساط الأكاديمية، وجها لوجه من أجل مناقشة القضايا الاستراتيجية، وتبادل الخبرات والتجارب الناجحة في مجالي الأعمال والاستثمار، كما يوفر مظلة لتعزيز التواصل مع مختلف الشركاء التجاريين الدوليين، وبحث سبل تعزيز العلاقات الاقتصادية الثنائية، واطلاعهم على الفرص الاستثمارية المتاحة، والدخول في شراكات ناجحة بين القطاع القطري الخاص ونظرائه في أنحاء العالم.
وقال: قطاع الأعمال القطري يزخر بالعديد من الفرص المتاحة في مجالات الصناعة التحويلية، والنفط والغاز، والزراعة، والعقارات، والبنية التحتية، والتكنولوجيا والابتكار، وستسهم المشاركة القطرية بالمنتدى في زيادة حجم التجارة البينية، وتعزيز أواصر التعاون الاقتصادي بين قطر والدول الصديقة، وهو أيضا فرصة لاستكشاف أسواق جديدة، يجد فيها قطاع الأعمال القطري فرصة سانحة للتوسع، والتطوير، وتنويع مصادر دخله، وتطوير عملياته وبيئات أعماله، وصولا إلى تحسين المناخ الاستثماري، وتعزيز ممارسة أنشطته، سيما وأن قطر مرشحة بقوة لتكون مركزا لريادة الأعمال في المنطقة، فهي أكثر تنافسية وجاذبية للاستثمارات المحلية والإقليمية والعالمية، وماضية قدما في تطوير بيئة الأعمال لديها، وتحسين مناخها الاستثماري، وتعزيز ممارسات أنشطة الأعمال، مستفيدة مما تملكه من بنية تحتية وخدمات لوجستية متطورة.
أما رجل الأعمال السيد منصور بن سلطان المنصور النعيمي، رئيس مجلس إدارة الشركة القطرية للصناعة الدوائية، فقد نوه بالمشاركة القطرية رفيعة المستوى في المنتدى العالمي، مؤكدا أنها إيجابية بكافة المعايير، وتحمل في طياتها نتائج مثمرة بالغة الأهمية، وستكون انعكاساتها على قطاع الأعمال والاقتصاد القطري مباشرة على المدى القصير والبعيد، حيث ستسهم بشكل فعال في الترويج لبيئة الاستثمار القطرية على نطاق واسع عالميا، وما تتضمنه من أنشطة ذات مردود وعائد مجز، سواء كان في مجال التصنيع والتعدين، أو في مجال البنى التحتية، أو الابتكار التكنولوجي والحلول الرقمية، وغيرها من القطاعات الحيوية.
وأشاد النعيمي بالدعم الكبير الذي توليه القيادة الحكيمة، لقطاع الأعمال والصناعات الوطنية إذ شهدت تحولات جذرية وحققت مكاسب كبيرة، رغم قصر عمرها، وهي في تطور وتوسع مستمرين، وتواجد دولة قطر في هذا المنتدى العالمي يعكس اهتماما كبيرا ببنية الاقتصاد القطري، والحرص على رفده بأساليب إنتاجية تعزز مسيرة نموه، من خلال جذب كبرى الشركات العالمية المتخصصة في مختلف المجالات، سعيا وراء توطين التقنيات لضمان أعلى جودة منشودة للمنتج القطري.
من جهته، ركز الخبير الاقتصادي السيد عبدالله الخاطر، في حديثه، على أهمية الموضوعات والمحاور الرئيسة الثلاثة، التي سيتناولها منتدى أستانا العالمي، وهي: التغيرات المناخية، والأمن الغذائي، والطاقة، حيث تشكل هذه الموضوعات، من وجهة نظره، قضايا استراتيجية عالمية، تتطلب تكاتفا دوليا كبيرا، بوصفها قضايا العصر، ويشكل المنتدى فرصة لمناقشة تحدياتها، ووضع الحلول الناجعة لها، خصوصا ما يتصل منها بالطاقة الخضراء والنظيفة، ويبرز في الوقت ذاته دور آسيا الوسطى كلاعب اقتصادي مهم، لا سيما في ظل ما نشهده من تحولات جذرية على صعيد الطاقة، رافقها توجه عالمي نحو الشرق، وتحرك جيوسياسي، ومن هنا يعظم دور المنطقة ويبرز مع مرور الوقت لذلك برأيي يعتبر تواجد قطاع الأعمال القطري بهذا الحدث في غاية الأهمية، إذ يفتح أمامه الأبواب والأفق، وينوع قاعدته الاستثمارية وفرصه المتاحة، مما ينعكس إيجابا على دورة الاقتصاد الوطني.
وقال الخاطر: منتدى بهذا الثقل العالمي، تعتبر المشاركة في أعماله خطوة صائبة وموفقة لأنه -كما ذكرنا سالفا- يتناول أبرز القضايا الساخنة على مستوى الوعي الإقليمي والعالمي ذات الصلة بالطاقة والبيئة والمناخ، وهي قضايا بحد ذاتها جوهرية، ويعكس التواجد القطري قدرة نوعية على بناء ونسج العلاقات السياسية والتجارية والاقتصادية مع مختلف صناع القرار، ورجال الأعمال الدوليين.
وتمكن المشاركة، بحسب السيد عبدالله الخاطر، القطاعات الاقتصادية القطرية من تنويع قاعدتها الإنتاجية والصناعية في آن واحد، وتعزز أيضا صادراتها، وتضمن في الوقت ذاته تذليل العراقيل والعقبات أمام وصولها للأسواق الخارجية.
بدوره، أشار الخبير الاقتصادي ورئيس جمعية المحاسبين القانونيين القطرية الدكتور هاشم عبدالرحيم البو هاشم السيد إلى ما تشكله دولة قطر من ثقل اقتصادي على مستوى العالم، في مجال الطاقة والطاقة النظيفة، والذي مكنها من لعب دور محوري على هذا الصعيد، فهي ثاني أكبر دولة مصدرة للغاز الطبيعي، بعد الولايات المتحدة الأمريكية، ويمنحها ذلك وزنا كبيرا في التجارة الدولية، فضلا عما تتمتع به هي ودول مجلس التعاون لدول الخليج العربية مجتمعة من معدلات نمو وناتج إجمالي محلي عال، مما يخولها ذلك إلى لعب دور بارز في الاقتصاد العالمي، سيما في ظل ارتباطها بالدولار الأمريكي، كما أن الفوائض النقدية في الميزان التجاري لدولة قطر، إلى جانب تعديل وإعادة هيكلة سياساتها الاستثمارية، وتنظيم آليات عمل صندوقها السيادي، ليواكب التغيرات الاقتصادية العالمية، يجعلها تسعى لتكوين تحالفات وشراكات متعددة حول العالم، واقتناص الفرص المتاحة، في ظل ما تشهده المعمورة من تباطؤ وتضخم غير مسبوقين.
لذا يرى الدكتور السيد أن المشاركة ضرورية في هذا المحفل الدولي، وتعكس نظرة ثاقبة، وتنم عن تخطيط مدروس لاقتناص الفرص الاستثمارية، بهدف تنويع التوزيع الجغرافي لاستثمارات الصندوق القطري، وتترجم كذلك الحرص الذي توليه الدولة لتعزيز مفهوم الشراكة بين القطاعين العام والخاص، والسعي نحو توفير الخدمات اللوجستية، ونقل التكنولوجيا والصناعة الحديثة إلى دولة قطر، مما يحتم ذلك عليها المشاركة الفاعلة بهذا المنتدى نظرا لما تملكه من مقومات اقتصادية واستثمارية لا مثيل لها، ساهمت في تصدرها الخارطة الاستثمارية للمنطقة، بعد استحواذها على المركز الأول في جذب المستثمرين الأجانب على الساحة العربية، ومما لا شك فيه ستعزز هذه المشاركة بيئة الأعمال القطرية.
