كيف تجاوز التحكيم في "مونديال قطر" عثرات الماضي؟

الدوحة - الخليج أونلاين (خاص)

كم عدد حكام مونديال قطر؟

129 حكماً.

ما أبرز حدث في المونديال؟

استخدام تقنية الفيديو لكشف التسلل.

أسدل الستار عن مباريات الجولة الثانية من مونديال قطر 2022، ظهر فيها الأداء التحكيمي بشكل مختلف عما كان عليه في المنافسات السابقة.

وتميز هذا المونديال باستخدام التقنيات الآلية الحديثة، التي حسمت الكثير من حالات التسلل بعدما ترجمت إلى أهداف، ولعل أشهرها مباراة السعودية والأرجنتين التي أبطل فيها 3 أهداف بداعي التسلل من جانب 'راقصي التانغو'.

واتسم تاريخ كأس العالم بالعديد من الأخطاء التحكيمية التي بقيت عالقة في الأذهان، أبرزها هدف 'يد الله' للأرجنتيني دييغو مارادونا في مونديال 1986 التي لن ينساها التاريخ.

ويخضع حكام كأس العالم لبرامج متعددة لتطوير لياقتهم البدنية والذهنية قبل البطولة بفترة كبيرة، وخلال المونديال تقيم مستوياتهم خلال دور المجموعات ويُختار أفضلهم لاستكمال البطولة.

ويختار حكم المباراة النهائية من بين قائمة قصيرة تضم عادة 3 أسماء، ويستقر في النهاية على الحكم بناءً على الفريقين، وفي بعض الأحيان يكون طاقم المباراة الافتتاحية هو نفسه طاقم النهائي، إذا لم يكن منتمياً إلى أي من طرفي المباراة، وهذا الأمر حدث في كأسي العالم 2006 بألمانيا، و2018 في روسيا.

حكام مونديال قطر

وكانت لجنة الحكام بالاتحاد الدولي لكرة القدم 'الفيفا' اختارت، في مايو الماضي، 129 حكماً، بيهم 36 حكماً، و69 حكماً مساعداً، و24 حكم فيديو، بالتعاون مع الاتحادات القارية الستة، لإدارة 64 مواجهة مونديالية. 

وتم اختيار هؤلاء الحكام بناء على مهاراتهم وأدائهم في بطولات 'الفيفا'، وباقي المنافسات الدولية والمحلية في السنوات الماضية.

وضمت القائمة 13 حكماً عربياً في مختلف المراكز، أبرزهم القطري عبد الرحمن الجاسم، والجزائري مصطفى غربال، والإماراتي محمد عبد الله.

وكشف مدير التحكيم في 'الفيفا' ماسيمو بوساكا حينها عن أن 'حكام المباريات حصلوا على برامج فردية مصممة خصوصاً لهؤلاء الحكام، خاصة في ما يتعلق بصحتهم ولياقتهم البدنية'.

وشارك حكام المباريات المختارون في عدة ندوات الصيف الماضي بقطر وإسبانيا؛ من أجل مراجعة وتحليل مقاطع فيديو حول مواقف وقعت في مباريات حقيقية.

ونقلت تقارير صحيفة عن مصادر في 'الفيفا' أن 'حكام مونديال قطر يتقاضون مكافأة تصل إلى 70 ألف دولار لمجرد الاختيار بالمشاركة في المونديال، دون اعتبار عدد المباريات التي يديرونها، ويحصل حكم الساحة خلال المباراة الواحدة على منحة إضافية تصل إلى 10 آلاف دولار، فيما يتقاضى الحكم المساعد 5 آلاف دولار، وتزاد المكافآت كذلك تبعاً لأهمية وقوة المباراة'.

كما يرتفع الأجر للحكام الذين يديرون المباراة النهائية، وقد تصل المكافأة في نهاية البطولة إلى ما يقارب 300 ألف دولار، ويتحمل الاتحاد الدولي كافة تكاليف المعيشة خلال البطولة.

وشهد مونديال قطر وجود العنصر النسائي في تحكيم المباريات، وهي سابقة في تاريخ نهائيات كأس العالم، حيث تشارك الفرنسية ستيفاني فرابارت، واليابانية يوشيمي ياماشيتا، والرواندية ساليما موكاسانغا، في إدارة المباريات كحكام للساحة.

تقنية التسلل

وحرصاً على تحقيق العدالة التحكيمية اعتمد لأول مرة في مونديال قطر تقنية كشف التسلّل 'شبه الآلية'، من أجل دعم الحكام وحكام الفيديو في اتخاذ قرارات دقيقة.

وظهرت أهمية هذه التقنية في عدة مباريات خلال الجولات الماضية، حيث ألغي 9 أهداف خلال الجولة الماضية، أبرزها في مباراة منتخبي الأرجنتين والسعودية بإلغاء 3 أهداف لزملاء ليونيل ميسي في الشوط الأول؛ بسبب التسلل بعد تدخل تقنية الفيديو.

كما ألغي هدف 'الدون' كريستيانو رونالدو أيضاً الذي أحرزه في مباراة غانا والبرتغال؛ لوجود تسلل أكدته تقنية الفيديو أيضاً.

وتعمل تقنية كشف التسلّل الجديدة من خلال تثبيت 12 كاميرا متطورة ومتخصصة أسفل سقف الملعب، بهدف تتبّع حركة الكرة، وهي قادرة على تتبّع ما يصل إلى 29 نقطة بيانات مختلفة على جسم كل لاعب، وهو متأخّر بنحو 0.5 ثانية فقط عن اللعب المباشر، ما يسرع من عملية اتخاذ القرارات، ويوفّر دقة أعلى في تحديد حالة التسلّل من عدمه.

وفي تصريح صحفي لموقع 'العربي الجديد' قال حكم الساحة الأسترالي كريس بيث إنّ التكنولوجيا المستخدمة في مونديال قطر 'استثنائية، وهذا سيساعد على إعطاء قرارات سريعة، واتخاذ قرارات صحيحة، ويعطي دفعة لاستمرار المواجهات دون توقف'.

كما كشف الاتحاد الدولي لكرة القدم عن أن الكرات المستخدمة في مونديال قطر موصولة بشاحن كهربائي، حيث تشحن قبل انطلاق كل مباراة.

وسبب شحن تلك الكرات هو وجود حساسات إلكترونية ترسل 500 إشارة في الثانية للكاميرات الموجودة في الملعب، وغرفة تقنية الفيديو (VAR)؛ لارتباطها بنظام كشف التسلل نصف الآلي.

وقت طويل

وخلال مباريات المونديال حتى الآن شهدت أوقاتاً طويلة من الوقت المحتسب بدل الضائع، تضاف إلى نهايتي الشوطين، لدرجة أن عدداً من تلك المباريات استمرت أكثر من 100 دقيقة، ما أثار جدلاً واسعاً.

ففي مباراة هولندا والسنغال أضاف الحكم 12 دقيقة، بينما شهدت مباراة ويلز وأمريكا إضافة 14 دقيقة وقتاً بدلاً من الضائع في الشوطين.

وبحسب 'الفيفا' بلغ مجموع الوقت المحتسب بدل الضائع في المباريات الأربع الأولى من مونديال قطر قرابة 65 دقيقة؛ بسبب سلسلة من التوقفات المختلفة.

وفي حديثه لصحيفة 'إسبان' الرياضية الأمريكية، في سبتمبر الماضي، أوضح بيرلويغي كولينا، رئيس لجنة حكام الاتحاد الدولي لكرة القدم، أن 'اللوائح والآليات الجديدة للحكام هي لمكافحة إضاعة الوقت في المباريات'.

وأكد كولينا أنه أصدر تعليمات ويتابعها بدقة من خلال مجموعة منتقاة من مراقبي ومقيمي الحكام، لمعالجة هذه الظواهر. 

وأضاف كولينا: 'عندما نتحدث عن الوقت الضائع في المباراة يجب أن نحدث فرقاً بين الوقت الضائع بسبب المباراة والوقت الضائع عمداً من قبل اللاعبين، الجزء الأكبر هو الوقت الضائع بسبب المباراة'.

ودعا المتابعين 'لعدم التعجب من احتساب 6 دقائق، أو 7 أو حتى 8 وقتاً إضافياً'، لكن تم تجاوز هذه الأوقات بكثير.