مع نهاية "حالة الطوارئ".. كيف تعامل الخليج مع وباء كورونا؟

محمد أبو رزق - الخليج أونلاين

ما أبرز الخطوات الخليجية التي اتخذت لمواجهة كورونا؟

إجراءات ميدانية كالإغلاق الكامل والجزئي.

كيف ساهمت اللقاحات في تخفيف خطر كورونا على سكان الخليج؟

وفرت دول الخليج اللقاحات مجاناً وأطلقت حملات تطعيم.

منذ الإعلان عن تسجيل دول الخليج إصابات بفيروس كورونا، وظفت الحكومات الخليجية جميع إمكانياتها بهدف السيطرة على المرض، والتقليل من خطورته على صحة جميع سكانها.

وتعاملت دول الخليج بسرعة كبيرة مع جائحة كورونا، حيث فرضت إغلاقاً كلياً وجزئياً، ومنعت الحركة داخل مدنها، وأوقفت الرحلات الخارجية، بهدف احتواء المرض.

وكانت دول الخليج من أول الدول بالعالم التي وفرت اللقاحات المضادة لفيروس كورونا لسكانها، وتقديمها مجاناً، وهو ما ساهم في تقليل خطر المرض.

وأعلنت منظمة 'الصحة العالمية'، الجمعة 5 مايو الجاري، أن جائحة كورونا لم تعد حالة طوارئ صحية عالمية، محذرة من أن مخاطر متحوراتها الجديدة لا تزال قائمة.

ووصلت إصابات كورونا في السعودية إلى 840.337 حالة، و9.643 حالة وفاة، بينما سجلت قطر 506.323 إصابة، و690 حالة وفاة، وسجلت سلطنة عُمان 399,449 إصابة، و4,628 حالة وفاة.

أما البحرين فسجلت 720,424 إصابة، و1,562 حالة وفاة، والإمارات 1,063,002 إصابة، و2,349 حالة وفاة، والكويت 665,741 إصابة، و2,570 حالة وفاة، وفقاً لآخر الإحصائيات الموثقة ليوم الجمعة 5 مايو الجاري.

الإجراءات القطرية

دولت قطر التي سجلت أول حالة إصابة بفيروس كورونا يوم 27 فبراير 2020، اتخذت من خلال اللجنة العليا لإدارة الأزمات المعنية بتطورات احتواء 'كوفيد 19' عدداً من الإجراءات لحماية الصحة العامة للمواطنين والمقيمين والحد من انتشار الوباء.

واستطاعت قطر تجاوز الذروة والسيطرة على الإصابات، مع الحفاظ على أحد أقل معدلات الوفاة عالمياً.

وخلال ذروة الجائحة في 2020، أظهرت قطر قوة نظامها الصحي وفاعلية الإجراءات التي فرضتها الدولة وتعاون المواطنين والمقيمين وتطبيقهم للإجراءات الاحترازية.

وفي بدايات استجابتها للجائحة أعلنت قطر، 9 مارس 2020، إغلاق جميع المدارس والجامعات حتى إشعار آخر، ووضعت حظراً للسفر إلى عشرات الدول.

وفي يوم 20 مارس من العام نفسه، أغلقت وزارة البلدية جميع الحدائق والشواطئ العامة؛ في محاولة منها لكبح انتشار فيروس كورونا المستجد.

كما فرضت الإغلاق الشامل لمواجهة الفيروس، حيث أغلقت صالات عرض السينما، والمسارح، ومناطق ألعاب الأطفال (المفتوحة والمغلقة)، والصالات الرياضية الخاصة، وصالات الأفراح، كما اعتمدت التعليم عن بعد.

وعملت وزارة الصحة العامة على إدخال المصابين إلى العزل الصحي، وقدمت الرعاية الطبية لهم، فيما استمرت الوزارة بفحص جميع المواطنين والمقيمين.

وحافظت قطر خلال الجائحة على العمالة الموجودة على أراضيها، ووفرت لهم وجبات الطعام، وقدمت لهم خدمة العلاج، مع استمرار دفع رواتبهم.

وعلى صعيد اللقاحات وفرت الدولة القطرية التطعيم لجميع سكانها، من خلال عقد صفقات مع الشركات المنتجة لتلك اللقاحات، ونجحت في تطعيم سكانها.

ومع تراجع منحنى إصابات كورونا وخطورتها بدأت قطر، في فبراير 2021، الرفع التدريجي لقيود كورونا، وأعلنت أربع مراحل لرفع القيود الاحترازية؛ بدأت الأولى منها في 28 مايو 2021، حيث كان معظم سكان البلاد حصلوا على جرعتين من التطعيم المضاد لفيروس كورونا، ورفعت تماماً في مارس 2023.

قرارات سعودية

تعاملت السعودية منذ وصول فيروس كورونا إلى أراضيها، في مارس 2020، بحزم شديد، حيث فرضت إغلاقاً شاملاً، ومنعت التجوال في البلاد، بهدف السيطرة على المرض ومنع انتشاره.

وعملت وزارة الخارجية السعودية وبعثاتها والهيئة العامة للطيران المدني على تسهيل عودة المواطنين بالخارج والقيام بالإجراءات الرسمية لضمان عودتهم، وهو ما نجحت به.

وعلقت السعودية جميع الرحلات الخارجية ودخول غير السعوديين للمملكة لأغراض العمرة والزيارة، مع اقتصار موسم الحج عام 2021 أيضاً على حجاج الداخل فقط.

ومع ظهور اللقاحات، وفرت المملكة التطعيم مجاناً لجميع سكانها من مواطنين ومقيمين دون استثناء، في جميع المراكز والمجمعات للمواطن والمقيم، وحثت الجميع على المبادرة بالتحصين، حيث أعلنت وزارة الصحة السعودية تقديم 69,635,799 مليون جرعة.

وبعد تراجع الإصابات بالفيروس، بدأت المملكة العودة للحياة الطبيعية بشكل كامل، حيث أعلنت وزارة الداخلية، في مارس 2022، رفع الإجراءات الاحترازية والوقائية المتعلقة بمكافحة جائحة كورونا.

وفي الحرمين الشريفين، تم إيقاف تطبيق إجراءات التباعد، وعدم اشتراط لبس الكمامة في الأماكن المفتوحة، مع الاستمرار بالإلزام بلبسها في الأماكن المغلقة.

عُمان

ومع وصول فيروس كورونا إلى سلطنة عُمان، سارع السلطان هيثم بن طارق، في مارس 2020، بإصدار مرسوم يقضي بتشكيل لجنة عليا تتولى بحث آلية التعامل مع التطورات الناتجة عن انتشار الفيروس في ضوء المعطيات والمؤشرات الصحية.

وترأس السلطان هيثم عدداً من اجتماعات اللجنة العليا، والتي عملت منذ تشكيلها بشكل دؤوب على متابعة الحالة الوبائية، والتعامل معها ومع آثارها، واتخاذ القرارات المناسبة.

وذهبت السلطنة في مواجهة الفيروس إلى الإغلاق الجزئي والكلي لبعض المحافظات، من خلال نقاط التحكم والسيطرة، ومنع الحركة أثناء الفترة المسائية، وإغلاق الجوامع والمساجد، وتعليق الدراسة في المدارس والكليات والجامعات، وتقليل نسبة الموظفين بمقر العمل للقطاعين، وتفعيل 'العمل عن بُعد'.

وأغلقت السلطنة أيضاً عدداً من الأنشطة التجارية، وفرضت القوانين والأنظمة التي تضمن الالتزام بالإجراءات التي تحول دون انتشار الجائحة.

ونجحت وزارة الصحة العُمانية بتوفير اللقاحات المضادة لفيروس كورونا لسكانها، وتقديم ملايين الجرعات.

ورفعت عُمان، في مايو 2022، جميع الإجراءات الاحترازية المتعلقة بمكافحة فيروس كورونا.

نجاح كويتي

وفرضت الكويت حظر التجوال والإغلاق الشامل؛ بعد تسجيل أول إصابات بفيروس كورونا على أراضيها، في فبراير 2020.

وشملت الإجراءات التي اتخذتها الكويت لمواجهة الفيروس تعطيل الدراسة في المدارس، ابتداء من 1 مارس 2020، تبعها تعطيل دوام الجهات الحكومية وإيقاف دخول غير الكويتيين إلى البلاد، ومن ثم تعليق رحلات الطيران التجاري من وإلى البلاد.

كما قامت الكويت بإنشاء عدد من المحاجر في الفنادق كبداية، أعقبها افتتاح المحجر الصحي قرب (استاد جابر الأحمد الرياضي)، في أبريل 2020، بسعة سريرية بلغت خمسة آلاف سرير، وإنشاء مستشفى ميداني في (أرض المعارض الدولية) في منطقة مشرف، و(مستشفى الفروانية الميداني) بالتعاون مع الحرس الوطني.

ومع تصنيع اللقاحات، بادرت الكويت بإطلاق أولى حملاتها التطعيمية، في 24 ديسمبر عام 2020، من خلال مركز الكويت للتطعيم، أعقبها إنشاء عديد من المراكز في جميع المحافظات تسهيلاً للراغبين في تلقي اللقاح من المواطنين والمقيمين.

وفي 27 أبريل الماضي، قرر مجلس الوزراء الكويتي إلغاء كافة قراراته السابقة الخاصة بفرض قيود أثناء جائحة كورونا، وإلغاء اللجنة الرئيسية لمتابعة تنفيذ الاشتراطات الصحية المتعلقة بمكافحة انتشار الفيروس.

إجراءات بحرينية

اتخـذت البحرين عديداً مـن الإجراءات السريعة بعد وصول فيروس كورونا إلى أراضيها، بهـدف الحفاظ علـى الصحة العامة، حيث عملت على إتاحة الفحص المجاني لجميع المواطنين والمقيمين.

وقدمت البحرين العلاج لجميع المصابين بالمرض، وقامت بعزل المخالطين، وإنشاء وحدات طبية للحج الصحي بهدف احتواء الفيروس.

وأغلقت البحرين المدارس والجامعات، واعتمدت التعليم عن بعد، إضافة إلى حظر التجوال الجزئي بهدف السيطرة على المرض.

كما وفرت اللقاحات المضادة للفيروس لسكانها، وأطلقت حملات تطعيم في المراكز الصحية المختلفة.

وفي مارس 2022، أعلنت البحرين رفع القيود التي وضعت لمواجهة فيروس كورونا، والعودة إلى الحياة الطبيعية بشكل كامل.

الإمارات

منذ أن سجلت الإمارات أول حالة إصابة بفيروس كورونا، في 29 يناير 2020، اتخذت جملة من القرارات السريعة لمواجهة المرض، وكان أولها فرض حظر التجوال، وعزل المصابين والمخالطين لهم.

وتضمنت الجهود الإماراتية لاحتواء انتشار فيروس كورونا تعطيل المدارس ومؤسسات التعليم العالي، وتنفيذ منظومة التعلم عن بعد، وتعليق الصلوات في دور العبادة، وإغلاق مراكز التسوق والوجهات الترفيهية، وتعليق إصدار التأشيرات الجديدة إلى الدولة والرحلات الجوية، وتمكين العمل عن بعد من المنازل.

كما أعلنت الهيئة العامة للطيران المدني بالإمارات تعليق رحلات جوية قادمة ومغادرة إلى عدد من الدول شملت الصين، وإيطاليا ولبنان وتركيا وسوريا والعراق.

ونجحت الإمارات في تطعيم جميع سكانها بلقاحات مضادة لفيروس كورونا، وهو ما ساهم في خفض الإصابات بالدولة.

وألغت الإمارات، في نوفمبر 2022، كافة القيود والإجراءات الاحترازية التي اتخذت في البلاد لمواجهة جائحة كورونا.