آخرها علاج قطري لمرضى العيون.. ما أشكال الدعم الخليجي للاجئي الروهينغا؟

طه العاني - الخليج أونلاين

ما هي أبرز أشكال الدعم الخليجي للاجئي الروهينغا؟

مساعدات غذائية وطبية وإيوائية، ومشاريع تنموية.

ما أحدث مبادرات الدعم الخليجي للروهينغا؟

قامت قطر بعلاج 75 ألف لاجئ روهينغي من أمراض العيون.

أين يتمركز معظم اللاجئين الروهينغا؟

تضم بنغلاديش أكبر مخيم للنازحين بالعالم فيه 1.2 مليون روهينغي.

تواصل العديد من دول الخليج العربي تقديم المساعدات الإنسانية وكل أشكال الدعم للاجئي الروهينغا بعد الأزمة التي واجهتها هذه الجماعة العرقية في ميانمار الواقعة جنوب شرق آسيا.

وتنوع الدعم الخليجي لمسلمي الروهينغا خلال السنوات الماضية، بين المساعدات الطبية والغذائية والإيوائية، فضلاً عن بناء مدارس ومراكز صحية ومشاريع تنموية في مخيمات اللاجئين.

قطر

وفي أحدث تطوّر بشأن المساعدات الخليجية بهذا الملف تمكنت منظمتا 'قطر الخيرية' و'أوربيس' للوقاية من العمى، من توفير العلاج اللازم لـ 75 ألف لاجئ من الروهينغا المصابين بأمراض العيون في بنغلاديش، والقيام بأكثر من 18 ألف عملية جراحية وتوفير نظارات طبية لهم.

ويعمل البرنامج، الذي يمتد لعامين، بتمويل من قطر الخيرية، على تعزيز صحة العيون من خلال تدريب أكثر من 300 من الكادر الطبي العامل في الصفوف الأمامية من أطباء وممرضين، وقد تلقى حتى الآن أكثر من 130 شخصاً التدريب اللازم.

من جانبه، أكّد يوسف بن أحمد الكواري، الرئيس التنفيذي لقطر الخيرية، أهمية الشراكة القائمة مع' أوربيس' لتقديم خدمات صحة العيون للاجئين كجزء من اتفاقية تعاون انطلقت عام 2015 من خلال مبادرات رعاية العيون في بنغلاديش.

وأثمر تعاون أوربيس وقطر الخيرية برنامجاً سابقاً ناجحاً في بنغلاديش بفضل دعم المتبرعين القطريين بين عامي 2015 و2020، حيث حظي أكثر من مليون شخص بالفحوصات الطبية اللازمة، وأجريت أكثر من 48 ألف عملية بالمنطقة التي ينفّذ فيها البرنامج.

وفي سياق متصل، أعلنت المفوضية السامية للأمم المتحدة لشؤون اللاجئين، في مارس 2023، توقيع مذكرة نوايا مع قطر الخيرية بشأن التعاون في مجال العمل الخيري الإسلامي، إضافة إلى ثلاث اتفاقيات لتقديم مساهمات زكاة بقيمة إجمالية تبلغ 18.2 مليون ريال قطري (نحو 5 ملايين دولار)، حيث تذهب نسبة من هذه الأموال إلى توفير المأوى ووقود الطبخ لـ 162,235 لاجئاً من الروهينغا في كوكس بازار ببنغلاديش.

وبلغت المساعدات الإنسانية التي خصصتها 'قطر الخيرية' لنازحي الروهينغا بين عامي 2012 وحتى 2017 قرابة 21 مليون ريال (أكثر من 3 ملايين دولار)، شملت مجالات الرعاية الصحية، وتوفير الغذاء، والإيواء، والمياه النظيفة، وهي في ازدياد.

السعودية

وتؤكد السعودية باستمرار موقفها الثابت في دعم شعب الروهينغا؛ من خلال المشاريع في مختلف القطاعات الصحية والغذائية والإيوائية، بالإضافة إلى ضمان سلامتهم وأمنهم، والاعتراف بحقوقهم الأساسية.

ولفت المندوب السعودي الدائم لدى منظمة التعاون الإسلامي، صالح بن حمد السحيباني، في وقت سابق، إلى أن اهتمام المملكة بأوضاع اللاجئين الروهينغا بدأ منذ أن استقبلت أول لاجئ منهم في خمسينيات القرن العشرين؛ استشعاراً لواجبها الإنساني تجاههم في ظل الظروف المعيشية الصعبة التي يمرّون بها.

وإلى جانب السلال الغذائية التي توزّع شهرياً، قام فريق مركز الملك سلمان للإغاثة والأعمال الإنسانية، في أغسطس 2022، بتسليم 500 وحدة سكنية للاجئين الروهينغا في منطقة كوكس بازار في بنغلاديش، استفاد منها 500 أسرة بواقع 3 آلاف فرد، بقيمة 334.933 دولاراً، وذلك ضمن مشروع للإيواء.

وبلغت قيمة مشاريع الإيواء والمواد غير الغذائية التي قدمتها السعودية للاجئي الروهينغا في بنغلاديش أكثر من 448 مليون دولار.

الإمارات

وتعهدت الإمارات بتقديم ملايين الدولارات لتخفيف أزمة اللاجئين الروهينغا، وذلك في إطار المساعي الخليجية لدعم الاحتياجات الطارئة لهم.

وأطلقت الإمارات، عام 2019، حملة 'الإمارات إلى أطفال ونساء الروهينغا'، لدعم ومساندة أوضاعهم الإنسانية وتخفيف معاناتهم.

وأشارت وكالة الأنباء الإماراتية، بتقريرها في 9 فبراير 2023، إلى أن الحملة شملت مساعدات عاجلة وبرامج مستدامة تساعد على مواجهة الاحتياجات المتزايدة من التعليم والغذاء والخدمات الصحية والمياه والصرف الصحي ومواد الإيواء، لما يزيد على 1.2 مليون لاجئ من الروهينغا، بينهم 720 ألف طفل، و240 ألفاً من النساء، و48 ألفاً من كبار السن.

الكويت

وتتسابق الجمعيات الخيرية الكويتية إلى مد يد العون للاجئي الروهينغا، وتخفيف معاناتهم في مخيمات النزوح.

وأعلنت مؤسسة 'نماء' الخيرية الكويتية، في 16 مارس 2023، نجاح حملتها بإغاثة نحو 7 آلاف متضرر من جراء الحريق الذي تعرض له أكبر مخيمات النازحين الروهينغا بمنطقة (كوكس بازار) البنغلاديشية.

وفي 9 أغسطس 2022، شارك بيت التمويل الكويتي (بيتك)، بالتنسيق مع جمعية الهلال الأحمر الكويتي، في رحلة ميدانية إلى مخيمات اللاجئين الروهينغا في بنغلادبش للاطلاع على أحوالهم.

وتأتي الرحلة في إطار مذكرة التفاهم والتعاون التي وقعها 'بيتك' مع المفوضية السامية للأمم المتحدة لشؤون اللاجئين لدى الكويت، والتي تعد الأولى من نوعها على مستوى البنوك في الدولة والمنطقة، حيث قدّم 'بيتك' معونة مالية بمبلغ 540 ألف دولار للمفوضية من أجل الاستجابة الطارئة للاجئي الروهينغا في بنغلاديش.

وأعلنت جمعية الهلال الأحمر الكويتي، في مارس 2019، تقديم مساعدات طبية وعينية للاجئي الروهينغا في بنغلاديش بقيمة 500 ألف دولار؛ وذلك بالتعاون مع الصندوق الكويتي للتنمية الاقتصادية العربية.

وكانت الكويت قد أعلنت، في أكتوبر 2017، أمام المؤتمر الدولي للمانحين لدعم لاجئي الروهينغا، عن التزامها بمساهمة جهات رسمية وشعبية بمبلغ قدره 15 مليون دولار لتخفيف معاناتهم.

سلطنة عمان

وتستمر سلطنة عمان في تقديم المساعدات الإغاثية والإيوائية للاجئي الروهينغا القاطنين في المخيم العماني الذي أقيم في بنغلاديش.

ونقلت وكالة الأنباء العمانية، في 13 ديسمبر 2022، عن رئيس جمهورية بنغلاديش، محمد عبد الحميد، امتنان بلاده العميق لما توفره عُمان من مساعدات للّاجئين الروهينغا في بنغلاديش.

وافتتحت السلطنة، في أغسطس 2018، مشروع المخيم العماني للاجئين الروهينغا بمنطقة كوكس بازار لتقديم الاحتياجات اللازمة لهم.

ويعد المخيم، الذي أُنجز منه 107 مساكن في مرحلته الأولى قبل أن يصل إلى 1000 مسكن مع ملحقاتها ضمن برنامج المساعدات الخيرية الذي ترعاه الهيئة العمانية للأعمال الخيرية وبدعم من حكومة السلطنة.

مساعدات سخية

ويرى الباحث حبيب الهادي أن دول الخليج العربي بعد ثروة النفط أصبحت تقدم مساعدات سخية في مختلف دول العالم، ومن ضمنها الدول الإسلامية.

وبيّن في حديثه لـ'الخليج أونلاين' أن اهتمام دول الخليج بهذه الأقلية يأتي لما تعانيه من اضطهاد يمارسه الجيش هناك في ميانمار، وما تعانيه من مظالم كبيرة ومآسٍ ثقيلة.

وختم الباحث بالقول: إن 'دول الخليج دائماً تكون ما مأوى وملاذاً لإغاثة المنكوبين من الأمة الإسلامية التي تشتتت بين الشرق والغرب وأصبحت في هوان وضعف'.