مولعون بعشق كرة القدم والانتصارات العربية.. الفلسطينيون في قلب المونديال

يعد الشعب الفلسطيني أكثر الشعوب العربية ولعًا بلعبة كرة القدم، ويسعد كثيرًا بأي انتصار عربي يتحقق، على صعيد الأندية والمنتخبات، وهذا ما شاهدناه من خلال كل المشاركات العربية في كل البطولات ومع مونديال قطر وجدنا تلاحما عربيا كبيرا وتواجد الجماهير الفلسطينية وأعلام فلسطين عالية،

فالشعب الفلسطيني دائم المشاركة بوجدانه، مع كل انتصار عربي، على أي صعيد والرياضي خاصة، على مدار عدة عقود، فلا ثمة غرابة أن نراه متفاعلا مع المشاركة العربية في مونديال قطر 2022، كعادته المستمرة مع كل بطولة كبرى، وتبدو الأرض المحتلة كأنها في عيد رياضي طوال أيام البطولة، فتنتشر الشاشات العملاقة في كل مكان، والتجمعات الشبابية في المقاهي الشعبية، وغالبًا ما تخلو الشوارع أثناء إقامة مباريات المنتخبات العربية.

وتفاعل الفلسطينيين مع فوز أسود الأطلس على بلجيكا ومن ثم كندا، والتأهل لدور الــ 16، كان بمثابة الانفجار البشري الذي اجتاح شوارع فلسطين المحتلة، وبدت الشوارع بمثابة زفة عروس، على شكل كرنفال يضيء سماء الدولة المنكوبة منذ 7 عقود للآن، فنسى النسوة والرجال والشباب والأطفال، كل مآسيهم، وتفاعلوا بشكل مُذهل مع كل انتصار عربي، وجاء انتصار المغرب على كندا والتأهل، معززا لفرحتهم التي تواصلت منذ انتصار الأخضر السعودي على الأرجنتين، مرورا بفوز تونس على فرنسا وصولا إلى فوز أسود الأطلس وتأهلهم المستحق.

المدن الفلسطينية عاشت ليلة من ألف ليلة وليلة، على وقع الفرح، عقب صافرة الحكم البرازيلي رافائيل كلوس، بانتهاء المباراة، وانتشرت عشرات مقاطع “الفيديو” على مواقع التواصل الاجتماعي، التي توثق لاحتفالات الشعب الفلسطيني بتأهل “أسود الأطلس” إلى دور الــ 16 من مونديال قطر حيث امتلأت الشوارع والمقاهي بالجماهير التي ظلت تحتفل لساعة متأخرة من ليلة أمس الأول الجمعة.

حضور دبلوماسي

كما سبق للسفير القطري محمد العمادي، رئيس «اللجنة القطرية لإعادة إعمار غزة»، حضور حفل افتتاح كأس العالم مع تجمع شبابي فلسطيني في قطاع غزة، ومشاركاتهم فرحتهم بهذا الحدث التاريخي، خصصت السفارة المغربية بدولة فلسطين أيضا حفل متابعة المباراة، بحضور السفير المغربي في فلسطين إلى جانب مجموعة من سفراء الدول العربية الذين أعربوا عن دعمهم وتشجيعهم لـــ «كتيبة الركراكي»، حتى تحقق الانتصار الرائع.

وعبرت مجموعة من الفلسطينيين، في تصريحات مختلفة، عن بالغ سعادتهم بتأهل “أسود الأطلس”، مبرزين العلاقات الأخوية التي تجمع بين الشعبين المغربي والفلسطيني، وبقية الشعوب العربية، معتبرين أن فرحة انتصار أي شعب عربي، هي فرحة للشعب الفلسطيني الذي يعشق كرة القدم العربية، ومشجع دائم لكل المنتخبات العربية.

عرس يحتفل بالتأهل

تحوّل عرس فلسطيني في الأراضي المحتلة، إلى احتفال بتأهل المنتخب المغربي إلى الدور ثمن النهائي من بطولة كأس العالم قطر 2022، عقب فوزه الخميس على منتخب كندا بهدفين لواحد، في الجولة الثالثة والأخيرة من دور المجموعات.

ويُظهر شريط مصور متداول على منصات التواصل الاجتماعي، منشطي العرس الفلسطيني، وهم يؤدون أغنية بكلمات مرتجلة، تهنئ وتشيد بالمنتخب المغربي ونجومه الذين حققوا حلم التأهل للدور الثاني من مونديال قطر، ورفع أهل العريس والعروس العلم المغربي إلى جانب العلم الفلسطيني، وتفاعل المعازيم مع هذا الفوز المستحق، لأسود الأطلس. الأسود عند الموعد

لاعبو منتخب المغرب كعادة كل عربي يخلصون للقضية الفلسطينية، فقاموا برفع علمها على ملعب الثمامة بعد تأهلهم لثمن نهائي مونديال قطر، وقام عدد من لاعبي منتخب المغرب برفع علم فلسطين في أوج احتفالاتهم بالتأهل إلى الدور الـ16 من مونديال قطر 2022 عقب فوزهم على كندا 2-1 لحساب الجولة الـ3 من دور المجموعات على ملعب الثمامة.

وانتشرت عدة صور ومقاطع فيديو للاعبي «أسود الأطلس» عبر مواقع التواصل الاجتماعي، وهم يحتفلون وفي أيديهم علم فلسطين.

وظهر جواد الياميق، مدافع «أسود الأطلس» ونادي بلد الوليد الإسباني، وهو يمسك بالعلم الفلسطيني ويطوف به أرجاء الملعب، قبل أن ينضم إليه بعض من أفراد الطاقم الإداري للمنتخب المغربي.

كما ظهر الثنائي سليم أملاح وعز الدين أوناحي وهما يضعان العلم الفلسطيني على كتفيهما ويسيران في ملعب الثمامة الذي احتضن مباراة المغرب وكندا.

ووثق مقطع فيديو آخر اثنين من اللاعبين المغاربة وهما يحملان العلم الفلسطيني، أثناء احتفالهما مع جماهيرهما التي ملأت مدرجات الملعب.

كما حافظت الجماهير المغربية على عادتها في هذه البطولة، وواصلت حمل ورفع الأعلام الفلسطينية، التي زينت أفراحهم بهذا الإنجاز، الثاني في تاريخ الكرة المغربية.

ما أقدم عليه لاعبو المغرب برفع العلم الفلسطيني، في كأس العالم بقطر، لاقى تفاعلا هائلا بين الأشقاء في الأرض المحتلة، وهم الذين احتفلوا بالتألق المغربي والتأهل المستحق لثُمن نهائي البطولة.. التفاعل لم يقتصر على الأرض المحتلة فقط، بل امتد لكل وسائل الإعلام العربية والعالمية، متفاعلين مع هذا التضامن مع القضية الفلسطينية، قضية العرب المركزية.