اخبار قطر
موقع كل يوم -الخليج أونلاين
نشر بتاريخ: ١ تموز ٢٠٢٥
عمر محمود - الدوحة - الخليج أونلاين
- رجل الأعمال سعد الدباغ: نجاح الوساطة يفتح فرصاً للاستثمار القطري في رواندا والكونغو
- أستاذ العلاقات الدولية حسن البراري: سر نجاح الدبلوماسية القطرية يكمن في اختيار اللحظة المواتية
في أعقاب توقيع اتفاق السلام بين رواندا وجمهورية الكونغو الديمقراطية بوساطة قطرية أمريكية، تتجه الأنظار مجدداً نحو دولة قطر باعتبارها وسيطاً فاعلاً في حل النزاعات والأزمات على مستوى العالم.
ورسخت الدوحة مكانتها كأحد أبرز اللاعبين الدوليين في الوساطات السياسية، بفضل نهجها القائم على الحياد والنزاهة، وحرصها الدائم على الوقوف على مسافة واحدة من جميع الأطراف، مما أثمر في محطات متعددة نتائج ملموسة، جعلت من اسم قطر مرادفاً للحلول السلمية في أكثر الملفات تعقيداً وحساسية.
وبحسب مراقبين، يعود السبب الرئيس في نجاح الوساطة القطرية، على مدى السنوات الماضية، إلى شبكة علاقاتها الواسعة والمتوازنة مع أطراف النزاع، وهو ما يمنحها موقعاً فريداً يتيح لها تقريب وجهات النظر وبناء أرضية مشتركة تفضي إلى حلول توافقية ترضي جميع الأطراف، إلى جانب الدبلوماسية الهادئة والمقاربة القائمة على الاحترام المتبادل.
الوساطة القطرية
وفي هذا السياق، يؤكد رجل الأعمال القطري سعد الدباغ أن الوساطة القطرية في النزاع بين رواندا وجمهورية الكونغو الديمقراطية تجسد استمرار الدور القطري المعروف بفعاليته في حل النزاعات، حتى في ظل انسداد الأفق أمام المبادرات الإقليمية التقليدية.
ويضيف الدباغ في حديثه لـ'الخليج أونلاين': 'قطر أثبتت قدرتها على التوفيق بين أطراف متنازعة دون انحياز، وهو ما منحها مكانة مؤهلة للعب أدوار فاعلة في مناطق مختلفة من العالم، وليس فقط في المنطقة العربية، فقد نجحت في إدارة وساطات معقدة في لبنان وأفغانستان، ما عزز ثقة المجتمع الدولي'.
ويتفق الدكتور حسن البراري أستاذ العلاقات الدولية بجامعة قطر، مع ما ذهب إليه الدباغ في أن الوساطة القطرية التي أفضت إلى اتفاق الصلح بين رواندا والكونغو الديمقراطية تعكس موثوقية قطر لدى أطراف النزاع، مشيراً إلى أن قطر تصنف باعتبارها وسيطاً نزيهاً ومحايداً يستطيع الاقتراب من جميع الفرقاء وتقديم تسويات مقبولة.
ويرى البراري الذي تحدث لـ'الخليج أونلاين'، أن سر نجاح الدبلوماسية القطرية يكمن في اختيار اللحظة المواتية، موضحاً أنه 'حين يبلغ الصراع المتبادل بين الطرفين ذروته وتصبح كلفة استمرار القتال مرتفعة، يجد المتصارعون في الدوحة أرضية آمنة للحوار والخروج من مأزقهم'.
ويؤكد أن قطر اكتسبت سمعة طيبة على المستوى الدولي، وتمكنت من توفير أرضية آمنة يمكن أن تساعد أطراف النزاع على الوصول إلى حلول وإنهاء المواجهات.
التكامل الاقتصادي الإقليمي
وتضمن اتفاق السلام بين رواندا والكونغو الديمقراطية إطاراً للتكامل الاقتصادي الإقليمي، وهو ما يثير تساؤلات عديدة حول فرص الاستثمار المتاحة، ومدى استعداد الدول الخليجية وعلى رأسها قطر للاستثمار، خاصةً أن الدوحة تبدي اهتماماً متزايداً بتوسيع استثماراتها في القارة الأفريقية، لا سيما في القطاعات الحيوية والاستراتيجية.
وبهذا الخصوص، يرى رجل الأعمال القطري سعد الدباغ أن نجاح قطر في تحقيق اختراق سياسي بين رواندا والكونغو سيمهد الطريق أمام شراكات تنموية واستثمارات حيوية.
ويوضح: 'السلام يصنع البيئة الآمنة، وبدون أمن واستقرار لا يمكن التفكير في استثمار حقيقي، مهما كانت الإمكانات'، مضيفاً أن البلدين يملكان موارد طبيعية ضخمة، سواء في قطاع التعدين أو الزراعة، وهي قطاعات بإمكان قطر أن تسهم فيها بفعالية، بما يعود بالنفع على جميع الأطراف.
ويقول: 'أفريقيا اليوم لا تبحث فقط عن حلول سياسية، بل عن شركاء يدعمون الاستقرار ويستثمرون في المستقبل، وقطر مؤهلة للعب هذا الدور'.
وفي ما يتعلق بانعكاس الاتفاق على التنمية، يوضح د. البراري أن استمرار الهدوء والاستقرار يشكل عاملاً حاسماً، إذ لا يمكن الحديث عن تنمية اقتصادية في ظل الصراع والتعطيل، بينما يمهد نجاح الوساطة وبسط السلام لمرحلة من تعزيز الاستقرار تتطلب إجراءات لترسيخ السلم.
أما عن فرص الاستثمار، ينوه البراري إلى أن أفريقيا تزخر بإمكانات هائلة وقد شهدت اهتماماً قطرياً متزايداً، لافتاً إلى وجود زيارات رسمية لعدد من الدول.
وبيّن أن أفريقيا عموماً أرض خصبة للاستثمار، وقد استحدثت كثير من دولها تشريعات تطمئن المستثمرين؛ فإذا اقترن ذلك باستقرار سياسي وأمني، فإن الصندوق السيادي القطري وسائر المستثمرين القطريين سيجدون فرصاً كبيرة للغاية في قطاعات واعدة.
واختتم البراري حديثه بتأكيد أنَّ توسع الوساطة القطرية خارج الإقليم العربي يعزز رصيدها الجيوسياسي، ويمنحها قوة ناعمة تعود عليها بسمعة موثوقة تشجع الشركاء الاقتصاديين حول العالم على التعامل معها بثقة أكبر.