"تفاعل كبير".. كيف اهتمت وسائل الإعلام الخليجية بانتخابات تركيا؟

يوسف حمود - الخليج أونلاين

كيف بات للانتخابات التركية تأثير على المستوى العربي والإقليمي والدولي.

تحدثت بعضها عن التقارب الكبير في الأصوات بين الحكومة والمعارضة.

توقعات بفوز أردوغان بالرئاسة من الجولة الأولى.

تمثّل الانتخابات الرئاسية والبرلمانية التركية التي ستجري الأحد (14 مايو الجاري)، نقطة تحول مهمة في المشهد السياسي في تركيا، وقد يكون لها تداعيات كبيرة ليس على مستقبل البلاد، بل يتعداها إلى المحيط وصولاً إلى الخليج العربي.

وعلى بعد ساعات فقط من بدء التصويت في الانتخابات التركية الأكثر إثارة خلال القرن الحالي، بدا الاهتمام الخليجي من خلال وسائل لإعلام المقروئة والمرئية واضحاً، واكتضت الصحف والمواقع الإلكترونية بأخبار حول الانتخابات ومآلاتها وتداعياتها.

وتستحوذ الانتخابات التركية على اهتمام العالم العربي والخليجي بشكلٍ خاص، إذ تراقب وسائل الإعلام الخليجية عن كثب المشهد السياسي في تركيا وإلى أين يمكن أن تصل الانتخابات، وهو ما يرصده 'الخليج أونلاين' في هذا التقرير.

الصحف الخليجية

قبل 10 أعوام ربما لم تكن الانتخابات التركية تحظى بالقدر الراهن من الاهتمام الخليجي الكبير، لكن خلال السنوات الأخيرة، وجد الإعلام الخليجي من هذه الانتخابات مادة دسمة لطرح آراءه وتوقعاته فيها، خصوصاً مع الانتخابات الأخيرة التي يرى البعض أنها مصيرية للحزب الحاكم (العدالة والتنمية) والرئيس التركي رجب طيب أردوغان، وإمكانية فوز مرشح المعارضة كمال كليجدار أوغلو.

البداية من صحيفة 'عكاظ' السعودية، التي خصصت عدة تقارير لمناقشة الانتخابات التركية، كان آخرها يتحدث عن التنافس المحموم على الرئاسة التركية، إذ قالت إنها 'تتداخل فيه الصراعات الاقتصادية والسياسية والدولية، وتعتبر نتيجتها مؤثرة على دور تركيا الدولي والإقليمي'، موضحة أن 'موعد (الأحد) 14 مايو ستكون له تداعيات على مستويات عدة داخلية وخارجية'.

وتضيف: 'لم تعد الانتخابات التركية مسألة داخلية بقدر ما تعكس طبيعة الدور التركي في المنطقة على المستويين الإقليمي والدولي، خصوصاً أن تركيا باتت حاضرة في العديد من الملفات الدولية والإقليمية وعلى رأسها الملفات الإقليمية والعربية'.

أما صحيفة 'الإمارات اليوم' الإماراتية، فقد رأت أن تركيا تخوض غمار الانتخابات 'في ظرف دولي وإقليمي دقيق، ووسط سيل من المشكلات الداخلية، خصوصاً الاقتصادية منها، التي قد تؤدي إلى إفراز واقع جديد'.

في الصحافة القطرية فقد ركزت وكالة الأنباء االقطرية (قنا)، في تقاريرها على تأثير الانتخابات على الشأن الداخلي، مشيرة إلى أنه 'استحقاق قد يكون هو الأقوى والأهم في تاريخ تركيا والذي يتزامن مع استعدادها لبدء مئوية جديدة من عمر الجمهورية منذ تأسيسها في أكتوبر 1923'.

بدورها فقد اكتفت صحف البحرين الرئيسية بنشر تقارير مختلفة من وكالات دولية، بعضها تشير إلى إمكانية خسارة الرئيس التركي، وأخرى تتحدث عن فوزه بسبب الإنجازات التي كشف عنها مؤخراً.

وسائل إعلام خليجية

وكغيرها، فإن وسائل الإعلام والقنوات الفضائية الخليجية التي لها انتشار في المنطقة العربية، كانت مركزة أيضاً على انتخابات تركيا، حيث بدأت قنوات 'الجزيرة، والعربية، وسكاي نيوز، والشرق'، بتخصيص جزء من تغطيتها للانتخابات، وأوفدت مذيعين رئيسيين إلى تركيا لتغطية الانتخابات.

وخصص موقع قناة 'الجزيرة' الإخبارية مساحة واسعة لتغطية الانتخابات التركية، ونشر تقارير حول الإنجازات الأخيرة التي كشف عنها أردوغان خاصة في الصناعات الدفاعية والبنية التحتية وكيف يمكن أن تؤثر على نتيجة الانتخابات.

وإلى جانب تغطيتها الميدانية، أفردت قناة 'العربية' السعودية تقارير ومقالات مختلفة بعضها تتحدث عن تفوق المنافس المعارض على أردوغان، وأخرى تشير إلى أرقام تؤكد فوز أردوغان.

وفي مقالات نشرتها، نأخذ جزئية من مقال للكاتب الكويتي محمد الرميحي الذي تحدث فيه عما عاشته تركيا بين النجاحات والأوضاع الاقتصادية التي وصفها بالصعبة مؤخراً خلال فترة أردوغان، لكنه هاجم في نهاية مقاله الصحافة الغربية التي أفردت صفحاتها لانتخابات تركيا، معلقاً بقوله: إن 'الانتخابات العامة جماهيرية، والجماهير تسير مع الشعارات وتمجد البطولة الوطنية، لذلك فإن نتائج الانتخابات التركية ليس بالضرورة أن تأتي على مزاج الصحافة الغربية'.

وفي تقريرٍ على موقعها الالكتروني، قالت قناة 'سكاي نيوز' الإماراتية، إن العالم يترقب وخاصة الغرب الانتخابات الرئاسية في تركيا، 'خاصة أنها ستوضح الاتجاه الذي ستسلكه البلاد خلال السنوات المقبلة، وذلك بعدما تمكن الرئيس الحالي، رجب طيب أردوغان من بناء نفوذ دبلوماسي لبلاده في العالم'.

بدورها ترى صحيفة 'الشرق الأوسط' السعودية والتي تبث من لندن، أن إعلان مرشح الرئاسة التركية محرم إنجه انسحابه، 'قد تعطي دفعة قوية لمرشح المعارضة رئيس حزب الشعب الجمهوري كمال كليجدار أوغلو لحسم الرئاسة لصالحه من الجولة الأولى في انتخابات الأحد'.

وسائل التواصل الاجتماعي

لم يكن الاعلام الخليجي وحده من صب كامل اهتمامه تجاه الانتخابات التركية، فقد نال الاستحقاق الانتخابي اهتمام كتاب وسياسيين خليجيين، ومنهم الكاتب والأكاديمي الكويتي د. عبدالله الشايجي، الذي هاجم في صفحته على 'تويتر'، وسائل الإعلام الغربية التي قال إنها تشن 'حملة مسعورة ضد الرئيس أردوغان'، مضيفاً: 'يصفون أردوغان المستبد والقمعي ويحرضون لإسقاطه بعد 20 سنة بفوزه وحزبه بانتخابات نزيهة'.

فيما كتبت الشاعرة والناشطة الإماراتية فواغي القاسمي في صفحتها معلقة على ذات الأمر قائلة: 'ألهذا الحد يوجعهم أردوغان وقلبهم على الشعب التركي المظلوم الذي يضطهده أردوغان حين انتشل تركيا من القاع ورفعها إلى السماء! ورفع مستوى المعيشة ودخل الفرد وجعل من تركيا إحدى الدول الكبرى التي تضاهي في تقدمها ونهضتها أعتى حضارات الغرب'.

أما الكاتب الكويتي عبد الوهاب الساري، فقد رأى أنه إذا رحل أردوغان 'ستحُل بالأمة كارثة ليس كمثلها إلا رحيل أجدادهِ من قبل'.

بدوره يرى الأكاديمي السعودي سعيد بن ناصر الغامدي، أن 'لكل حريته في التحليل والترجيح في الشأن التركي'، لكنه يرى أن 'الميول القلبي الإيماني والولاء العقدي الإسلامي يمنعان من تمني نجاح علمانية استئصالية مجرّبة في عداوتها وفشلها'.

لكل حريته في التحليل والترجيح في الشأن التركي.

لكن الميول القلبي الإيماني والولاء العقدي الإسلامي يمنعان من تمني نجاح علمانية استئصالية مجرّبة في عداوتها وفشلها.

وإني لأعجب من مصلٍ يتمنى خسارة الطيب وفوز الخبيث !!

الكاتب عبد العزيز الفضلي، كتب أيضاً: 'لن أكون مبالغاً إذا قلت بأن انتخابات الرئاسة التركية هي من أهم الانتخابات خلال هذا العقد من الزمان'، مرجعاً ذلك إلى 'المكانة التي احتلتها تركيا على المستويين العالمي والإقليمي خلال العشرين سنة الماضية منذ نجاح أردوغان وحزب العدالة والتنمية في قيادة الحكم في تركيا'.

لماذا التصويت للرئيس أردوغان ؟

مقال عبدالعزيز الفضلي https://t.co/ZEB5BVGpcs

فيما توقع عبد الرزاق الشايجي 'فوز أردوغان من الجولة الاولى ببعض أصوات محرم إنجه بالإضافة إلى أصوات الخارج'، لكنه أشار إلى أنه في حال لم يحصل ذلك 'فمن المؤكد فوز أردوغان في الجولة الثانية بأصوات مرشح الرئاسة الثالث سنان أوغان'.