اخبار سلطنة عُمان
موقع كل يوم -الخليج أونلاين
نشر بتاريخ: ١٤ حزيران ٢٠٢٥
عواصم خليجية - الخليج أونلاين
- مجلس التعاون عدَّ الهجوم 'عدواناً صارخاً'، داعياً إلى الحوار ورافضاً التصعيد.
- قطر وصفت التصعيد بأنه خطر على استقرار المنطقة، وحذّرت من انفجار إقليمي.
- السعودية أعربت عن رفضها استخدام القوة، وأكدت ضرورة الحوار.
- الكويت أكدت رفضها العنف، ودعت لتنسيق دبلوماسي لحفظ أمن المنطقة.
- البحرين والأردن أكدا ضرورة استئناف المفاوضات النووية لتقليل التوتر.
في أعقاب الهجوم الجوي الواسع الذي شنّته 'إسرائيل'، فجر الجمعة، على أهداف داخل الأراضي الإيرانية، تحرّكت عواصم الخليج على نحو متسارع في مساعٍ دبلوماسية لاحتواء التصعيد المتفاقم، وسط إدانات شديدة ومناشدات دولية بتفادي الانزلاق إلى صراع أوسع في المنطقة.
وأعلن الأمين العام لمجلس التعاون لدول الخليج العربي جاسم محمد البديوي، أنه أجرى اتصالاً هاتفياً مع وزير الخارجية الإيراني، ناقلاً إليه موقف المجلس الرافض للهجوم الإسرائيلي، والذي وصفه بـ'العدوان الصريح وانتهاك القانون الدولي وميثاق الأمم المتحدة'.
وأضاف البديوي في منشور على منصة 'إكس' أن المجلس يؤكد رفضه لاستخدام القوة، ويدعو إلى الحوار كوسيلة وحيدة لحل الخلافات، محذراً من أن استمرار التصعيد 'يعرقل الجهود الدبلوماسية ويهدد الأمن الإقليمي والدولي'.
في السياق ذاته قاد الشيخ محمد بن عبد الرحمن آل ثاني، رئيس مجلس الوزراء وزير الخارجية القطري، سلسلة من الاتصالات الهاتفية مع نظرائه في السعودية وسلطنة عُمان ومصر والأردن، ناقش خلالها تطورات الوضع الإقليمي في ظل الغارات الإسرائيلية على منشآت ومواقع داخل إيران.
وجدد الشيخ محمد بن عبد الرحمن، خلال هذه الاتصالات، إدانة الدوحة الشديدة للهجوم الإسرائيلي، واصفاً إياه بأنه 'انتهاك صارخ لسيادة إيران وخرق سافر للقانون الدولي'، معبّراً عن 'قلق قطر العميق من التصعيد الذي يقوّض مساعي التهدئة ويعرض استقرار المنطقة للخطر'.
وفي اتصال آخر أجره الشيخ محمد بن عبد الرحمن مع نظيره الإيراني عباس عراقجي، بحثا الهجوم الإسرائيلي، وجددالمسؤول القطري إدانة الدوحة الشديدة واستنكارها للهجوم باعتباره 'انتهاكاً صارخاً لسيادة إيران وأمنها، وخرقاً واضحاً لقواعد ومبادئ القانون الدولي'.
وأكداً أن 'قطر ستعمل مع شركائها على المستويين الإقليمي والدولي لوقف العدوان على إيران بشكل عاجل وتجنيب المنطقة تداعياته الكارثية على أمنها وسلامتها واستقرارها'، مشدداً على أهمية اعتماد 'الحوار البناء بين كافة الأطراف' لتوطيد الأمن والسلام المستدام في المنطقة والعالم.
وقال المسؤول القطري في منشور منفصل على 'إكس': إن 'التصرفات العبثية الإسرائيلية تعصف بجهود السلام وتعزز احتمالات الانفجار الإقليمي'، داعياً إلى تحرك فوري من المجتمع الدولي 'قبل فوات الأوان'.
من جانبه أجرى وزير الخارجية السعودي الأمير فيصل بن فرحان سلسلة اتصالات مع وزراء خارجية إيران والأردن ومصر والكويت وفلسطين، أعرب خلالها عن إدانة الرياض لما وصفه بـ'الاعتداء الإسرائيلي السافر على إيران'.
وأكد بن فرحان 'رفض المملكة القاطع لاستخدام القوة وضرورة اللجوء إلى الحوار كسبيل لتسوية الخلافات'.
الموقف الكويتي جاء في الاتجاه نفسه، إذ أعرب وزير الخارجية عبد الله اليحيا، خلال اتصال مع نظيره الإيراني عباس عراقجي، عن تضامن بلاده الكامل مع إيران، مجدداً رفض الكويت 'لجميع أشكال التصعيد والعنف'، ومؤكداً 'ضرورة تنسيق الجهود الدبلوماسية للحفاظ على أمن المنطقة واستقرارها'.
في المنامة تلقى وزير الخارجية البحريني عبد اللطيف الزياني اتصالاً من نظيره الأردني أيمن الصفدي، أكد فيه الطرفان إدانتهما المشتركة للهجوم، ووصفاه بأنه 'تصعيد خطير وخرق للقانون الدولي'.
وبحث الوزيران التداعيات المحتملة على أمن المنطقة، مشددين على أهمية استئناف المفاوضات الأمريكية الإيرانية حول البرنامج النووي كمدخل لخفض التوتر.
وتزامنت هذه الاتصالات مع تأكيد جماعي لدول الخليج لخطورة التطورات الأخيرة على الأمن والاستقرار الإقليمي.
حيث أكدت وزارة الخارجية السعودية، في بيان رسمي، أن الهجوم يمثل 'انتهاكاً خطيراً للسيادة الإيرانية ومخالفة واضحة للقوانين والأعراف الدولية'، محذّرة من تداعياته على الأمن الإقليمي.
بدورها وصفت قطر الهجوم بأنه يمثل 'انتهاكاً صارخاً لسيادة إيران وأمنها'، وخرقاً واضحاً للقانون الدولي، معربة عن 'بالغ قلقها إزاء هذا التصعيد الخطير' .
من جهتها أعربت وزارة الخارجية الكويتية عن إدانتها للهجمات الإسرائيلية، واصفة إياها بـ'الاعتداءات السافرة على السيادة الإيرانية'، ودعت مجلس الأمن إلى التحرك العاجل لوقف التصعيد.
سلطنة عُمان بدورها وصفت الغارات الإسرائيلية بأنها 'سلوك عدواني مرفوض'، محمّلة تل أبيب المسؤولية الكاملة عن تداعيات التصعيد.
وزارة الخارجية الإماراتية عبرت هي الأخرى عن 'استنكارها الشديد' للهجوم، مشيرة إلى 'قلقها البالغ من تداعيات التصعيد المستمر'، وداعيةإلى 'أقصى درجات ضبط النفس'.
في تطور عسكري غير مسبوق، شنت 'إسرائيل'، فجر الجمعة، سلسلة ضربات جوية عنيفة داخل العمق الإيراني، استهدفت منشآت نووية ومواقع عسكرية وقادة بارزين، في ما وصفته بـ'الضربة الافتتاحية' ضمن عملية مطولة لمنع طهران من امتلاك سلاح نووي.
وقال الجيش الإسرائيلي إن نحو 200 مقاتلة شاركت في الهجوم الذي حمل اسم 'الأسد الصاعد'، وضربت قرابة 100 هدف، باستخدام 300 قنبلة، بينها منشآت لتخصيب اليورانيوم ومصانع صواريخ باليستية. وأكدت تل أبيب أن الطائرات لا تزال تواصل هجماتها.
في المقابل أفادت وسائل إعلام إيرانية بوقوع انفجارات ضخمة في مواقع حيوية، أبرزها منشأة نطنز النووية، بينما أعلنت هيئة الطاقة الذرية الإيرانية أن الهجوم ألحق أضراراً بمجمع أحمدي روشن، دون حدوث تسرب إشعاعي.
الضربة الإسرائيلية لم تقتصر على البنى التحتية، بل طالت الصف الأول من القيادات الإيرانية.
وأعلن المرشد الأعلى علي خامنئي مقتل عدد من القادة والعلماء، متوعداً بـ'عقاب شديد'.
وقتل في الهجمات قائد الحرس الثوي اللواء حسين سلامي، ورئيس هيئة الأركان العامة محمد باقري، وقائد مقر خاتم الأنبياء اللواء غلام علي رشيد، وقائد القوة الجوفضائية العميد أمير علي حاجي زاده.
وسقط أيضاً عدد من العلماء النوويين البارزين، بينهم فريدون عباسي دواني ومحمد مهدي طهرانجي، فيما تحدثت وكالة تسنيم عن مقتل ستة علماء نوويين آخرين، في حين أشارت وكالة 'رويترز' إلى مقتل نحو 20 قائداً عسكرياً رفيعاً.
وفي ظل توقعات برد إيراني، أعلنت 'إسرائيل' حالة الطوارئ القصوى، وأغلقت مطار بن غوريون، ونقلت طائرتها الرئاسية إلى أثينا، بينما اعترض سلاح الجو الإسرائيلي طائرات مسيرة قالت إنها أُطلقت من إيران.
وأفادت مصادر أردنية بإسقاط صواريخ ومسيرات دخلت المجال الجوي الأردني.
بدوره قال وزير الدفاع يسرائيل كاتس إن 'ساعات صعبة' بانتظار 'إسرائيل'، بينما أعلن رئيس الأركان استدعاء عشرات آلاف الجنود، مؤكداً أن بلاده تخوض 'حملة تاريخية لدرء تهديد وجودي'.
وبينما تتحرك الدبلوماسية الإسرائيلية لشرح موقفها أمام العالم، كشفت صحيفة 'وول ستريت جورنال' عن أن الضربة على إيران ليست سوى بداية لخطة عسكرية تمتد لأسبوعين.