اخبار سلطنة عُمان
موقع كل يوم -الخليج أونلاين
نشر بتاريخ: ٣١ كانون الأول ٢٠٢١
الولي أحمد - الدوحة - الخليج أونلاين
شهدت دولة قطر خلال عام 2021 حراكاً سياسياً وإنسانياً لافتاً؛ حيث استقبلت نحو 112 زيارة رسمية ما بين قادة وزعماء ورؤساء حكومات ووزراء وقادة مؤسسات دولية وعالمية.
وتنوعت الزيارات إلى دولة قطر خلال العام 2021، التي استضافت فيه العديد من الفعاليات والمهرجانات والبطولات الإقليمية والقارية والدولية وسط إجراءات صحية صارمة.
وأثبتت الزيارات الخليجية إلى دولة قطر مستقبل التعاون والشراكة الثنائية ما بين الدول الأعضاء في مجلس التعاون الخليجي، حيث قدرت الزيارات الخليجية إلى العاصمة القطرية بنحو 17 زيارة رفيعة المستوى، في حين كانت الزيارات العربية 23 زيارة.
وبرزت من بينها زيارة سلطان عُمان هيثم بن طارق، وولي عهد المملكة العربية السعودية الأمير محمد بن سلمان إلى الدوحة، إضافة إلى زيارة طحنون بن زايد آل نهيان مستشار الأمن الوطني بدولة الإمارات العربية المتحدة،
وعلى المستوى الدولي كانت هناك 25 زيارة أوروبية، منها زيارات رفيعة على مستوى قادة الدول ووزراء الخارجية والدبلوماسيين.
ومن أهم المباحثات التي جرت في سياق الزيارات الأوروبية ترؤس أمير دولة قطر والرئيس التركي لاجتماع الدورة السابعة للجنة الاستراتيجية العليا بين البلدين، وجلسة مباحثات قطرية أوكرانية، وجلسة أخرى بين الجانب القطري والفرنسي، وأخيراً جلسة مباحثات قطرية بولندية.
وكانت الزيارات الأمريكية رفيعة جداً، وقدرت بنحو 16 زيارة ما بين وزير الخارجية، والدفاع، والقادة العسكريين، وأعضاء مجلس الشيوخ، والنواب، وعمد عدد من المدن الأمريكية.
بمعدل 23 زيارة عربية كان العام 2021 شاهداً على روابط الصداقة والأخوة بين دولة قطر وعمقها العربي، ويفهم من تلك الزيارات التي توجه فيها القادة العرب إلى الدوحة قدرة الأخيرة على النهوض بأدوار إيجابية في عدد من الملفات العربية الشائكة؛ كالملف الفلسطيني واللبناني.
وكانت الوفود الأفريقية التي زارت قطر رفيعة للغاية، حيث شملت الرؤساء ووزراء الخارجية والدبلوماسيين، وناهزت 11 زيارة، ونتج عن تلك الزيارات توقيع عدد من العقود والاتفاقيات ما بين دولة قطر وعواصم أفريقية.
وتنوعت ما بين الرؤساء والوزراء والسفراء، وتمخض عنها العديد من الاتفاقيات؛ مثل تلك التي وقعتها الدوحة مع جمهورية الكونغو الديمقراطية، وكذلك جمهورية غينيا الاستوائية وجمهورية سيشل، في حين اقتصرت الزيارات الآسيوية إلى العاصمة القطرية على 6 زيارات على مستوى وزراء الخارجية والدبلوماسيين.
وتميزت الزيارات الدولية التي قامت بها مؤسسات غير حكومية إلى دولة قطر بالتنوع في المجال والتخصص، إذ استقبل أمير قطر نحو 14 مؤسسة ومنظمة دولية تعمل في مجال الغاز والنفط والتكنولوجيا والعلوم.
علاقات دولية
أصبحت الدوحة شريكاً استراتيجياً لعدد غير قليل من دول العالم؛ من خلال التعاون الدبلوماسي والاقتصادي والاستثماري، حيث شرعت الدولة الخليجية في إقامة شراكات نوعية بفضل اقتصادها المفتوح الذي يوازن ما بين الاعتماد على النفط والغاز والتنويع الاقتصادي القائم على المعرفة.
إذ احتضنت الدوحة 11 زيارة رسمية لقادة أمريكيين، لكن في 10 أكتوبر 2021، كانت زيارة نوعية لوزير الخارجية الأمريكي أنتوني بلينكن، ووزير الدفاع الأمريكي لويد أوستن، نقلا فيها شكر وتقدير الرئيس الأمريكي جو بايدن للشيخ تميم بن حمد آل ثاني، نظير الدعم القطري لعملية السلام في أفغانستان، ودور الدوحة المحوري في تسهيل عمليات إجلاء المواطنين الأمريكيين ومواطني الدول الحليفة والمدنيين الأفغان، إضافة إلى استضافة الدوحة للمفاوضات بين الولايات المتحدة الأمريكية وحركة طالبان.
كما أشاد الوزيران بالشراكة الوثيقة بين البلدين، وبالدور الدبلوماسي لدولة قطر الذي يسهم في حفظ الأمن والسلم الإقليمي والدولي.
وعقد أمير قطر جلسة مباحثات مع الرئيس فولوديمير زيلينسكي رئيس أوكرانيا، ومثلها مع الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون، كما أجرى مباحثات رسمية بالديوان الأميري القطري مع الرئيس أندجي دودا رئيس جمهورية بولندا.
وبالرغم من هذه العلاقات القطرية الأوروبية الجيدة، لكن العلاقات القطرية التركية تتميز بطابع استراتيجي مختلف، حيث وافق 7 ديسمبر 2021 اجتماع الدورة السابعة للجنة الاستراتيجية العليا بين البلدين.
وفي المجال الإنساني والعمل الخيري تحديداً، التقى بيل غيتس، المؤسس المشارك لشركة مايكروسوفت والرئيس المشارك لمؤسسة 'بيل وميليندا غيتس' الخيرية، بأمير دولة قطر، وأعرب غيتس عن شكره وتقديره لأمير قطر على جهود دولة قطر في العمل الإنساني والتنموي في مختلف أنحاء العالم، وخصوصاً الجهود الإنسانية الداعمة للشعب الأفغاني.
اعتراف بدور قطر
يرى الصحفي القطري عبد العزيز آل إسحاق، أن هذه الزيارات الأمريكية والأوروبية تأتي كاعتراف بالأدوار السياسية العملاقة التي استطاعت دولة قطر أن تنجزها في وقت قصير للغاية إزاء عدد من الملفات المهمة.
ويوضح آل إسحاق في حديثه لـ'الخليج أونلاين' أن الدوحة 'نجحت في الوصول إلى اتفاقيات دولية مهمة؛ أبرزها ظهر مع الأزمة الأفغانية، الذي يعتبر ملفاً مهماً قادته الدوحة إلى النهاية'.
ويشير إلى أن قطر نجحت أيضاً في نسج روابط تواصل مثمرة مع مؤسسات دولية مختلفة، وقد تمخضت تلك الروابط عن اعتبار الدوحة نموذجاً يحتذى به، بحسب منظمة العمل الدولية، مبيناً أن 'هذا الاعتراف الدولي من طرف منظمات حيادية وموضوعية تستفيد منه الدولة الخليجية في سياق التعاون والشراكات الثنائية مع الدول والمؤسسات الدولية'.
وحول ارتفاع معدلات استقبال الدول الأفريقية مقارنة بالآسيوية، يوضح 'آل إسحاق' أن الأمر مرده إلى شيئين؛ الأول 'الاستقرار السياسي الذي تعيشه دول آسيا مقابل غيابه في بعض دول أفريقيا'، فضلاً عن كون العديد من الدول الأفريقية 'لا تزال في مرحلة النمو، ما يجعل الفرص الاستثمارية مختلفة وواعدة'.
أما عربياً فيمكن قراءة هذه الزيارات، وفق 'آل إسحاق'، على ضوء الدور القطري النشط على المستويين الإقليمي والدولي، 'لذلك فمن مصلحة الدول العربية الاستعانة بدولة قطر في مواجهة التحديات التي تواجهها من أطراف خارجية في الملفين السوادني والعراقي، كما أن متانة السياسة الخارجية القطرية، بوسعها اختراق الأزمات الداخلية في عدد من الدول العربية مثل الحالة اللبنانية'.
ويشير إلى أنه مع نهاية الأزمة الخليجية عادت بعض الأطراف العربية إلى فتح صفحة جديدة بعد أن اتخذت مواقف لم تكن محمودة إبان الأزمة، وبالرغم من ذلك كان الترحيب القطري حاضراً وقت الأزمة وما بعدها.
ويعتقد أن الرغبة القطرية في فتح باب الاستثمار، خاصة في مجال التكنولوجيا والابتكار والتعليم، هو ما يفسر زيارة المؤسس المشارك لشركة مايكروسوفت والرئيس المشارك لمؤسسة 'بيل وميليندا غيتس' الخيرية إلى الدوحة.
مكانة قطر
من جهته يرى الناشط على وسائل التواصل الاجتماعي فهد بوزوير، أن هذه الزيارات تعكس المكانة السياسية التي باتت تحتلها دولة قطر في المنطقة، إذ يقول إن دولة قطر تؤدي دوراً محورياً ومهماً في المنطقة ككل.
ويوضح 'بوزوير' في حديثه لـ'الخليج أونلاين' أن قطر تجاوزت الأدوار المحلية والإقليمية، وباتت بصماتها واضحة للمجتمع الدولي، سواء تجسد ذلك في دبلوماسية التقارب والتفاوض أو جهود الوساطة الدولية المكثفة في عدد من الملفات الحساسة. والتي أبرزت قدرة قطر على أداء أدوار حيوية.
ويعتقد أن هذا يدل على أن الدوحة أصبحت بمكانة تمثل رقماً صعباً في المنطقة، بحيث يلجأ إليها الكثير من الساسة للتنسيق في كثير من الملفات المهمة وليست الأدوار القطرية التي ثمنها المجتمع الدولي إلا تجسيداً لهذا التصور'.
ويلفت إلى أن توقيع اتفاقية بين الولايات المتحدة وقطر تقضي بتمثيل الدوحة المصالح الدبلوماسية لواشنطن في أفغانستان يعدُّ تأكيداً للأدوار الإيجابية التي باتت تؤديها دولة قطر بوصفها وسيطا دوليا موثوقاً.
ويؤكد: 'نتطلع نحن كقطريين إلى المزيد من العلاقات والأدوار التي تنهض بها دولة قطر، سواء على المستوى الإقليمي أو الدولي'.
