بعد فوزه.. كيف كانت حقبة رئيس الصومال مع الخليج بولايته الأولى؟

يوسف حمود - الخليج أونلاين

علاقته مع قطر مع اعتباره من الإسلاميين الذين كانت قطر تتفاعل معهم.

كانت تتسم علاقته معها بـ'الممتازة'، لكن الإمارات لم يرق لها وجوده بالحكم.

كانت غير مكتملة، خصوصاً مع تأخر فتح سفارتها لديها.

بعد مخاضٍ عسير بالانتخابات التشريعية، كان الشعب الصومالي على موعدٍ مع انتخاب رئيس جديد لبلدهم من قبل البرلمان، بعد تنافس عدد كبير من المرشحين على الفوز بمنصب الرئيس العاشر للبلاد، ليشهد عودة جديدة لرئيسه السابق حسن شيخ محمود.

وسبق أن حكم شيخ محمود الصومال، بين سبتمبر 2012 و16 فبراير 2017، وخلال تلك الفترة حاول جاهداً أن تتسم رئاسته بسياسة 'صفر مشاكل'، خصوصاً مع دول الخليج، رغم بعض التدخلات التي أحدثت خلافات لاحقاً.

وعاش مرحلة من الصراع في بلاده ومع دول خارجية، خصوصاً أنه كان يوصف بأنه قريب من الإخوان المسلمين، وواحد من رموز الإسلاميين، حيث كانت بلاده حينها على خلاف مع عدة دول، في حين حاول الابتعاد عن الخلافات، خصوصاً مع دول الخليج.

علاقته مع قطر

كانت الدوحة مهتمة أكثر بانتخابات 2012؛ حيث أفادت تقارير إعلامية بأنها أيدت صعود الرئيس حسن شيخ محمود حينها إلى سدة الحكم في الصومال، لتصبح سياسات الدوحة تجاه مقديشو أكثر نشاطاً وتحركاً في فترة حكمه، الذي كان يحاول أن يقف فيه على مسافة واحدة من الدول العربية.

وخلال فترة حكمه كانت وسائل الإعلام المختلفة تشير إلى مدى العلاقة الوثيقة بين دولة قطر والصومال، خصوصاً أن مجيء حسن شيخ للحكم كان عقب ثورات الربيع في المنطقة العربية، والتي كانت قطر محل إشادة بتفاعلها إيجاباً معها.

وخلال فترة الحكم التي استمرت نحو 4 سنوات، كان شيخ يعتبر قطر واحدة من أبرز الدول التي لها دور إقليمي ودولي، وعمل بشكل كبير على الاستفادة من تجاربها الدولية في مجال المصالحات، من أجل الاستفادة منها داخلياً في بلاده.

وفي أحد تصريحاته خلال زيارته للدوحة، في مارس 2013، تحدث الرئيس الصومالي حينها عن 'علاقات قوية ووثيقة بين البلدين والشعبين'، مشيراً إلى أن مقديشو تعمل على 'تمتين العلاقات وأهمية الدعم القطري للصومال'.

وفي فترة رئاسته، شكلت لجنة قطرية صومالية مشتركة بناء على دعوة من وزارة الخارجية القطرية، وكان هدفها 'العمل على دعم مجالات التعليم والصحة' في الصومال.

وفي فبراير 2016، أكد الشيخ محمد بن عبد الرحمن آل ثاني وزير الخارجية القطري، في منتدى الشراكة الوزاري رفيع المستوى حول الصومال الذي انعقد في إسطنبول التركية، دعم بسط نفوذ الدولة ومواجهة التهديدات الإرهابية في الصومال والعمل على تشكيل مجلس شيوخ وبرلمان جديدين.

العلاقة مع الإمارات

عمل رئيس الصومال سابقاً على الموازنة بين التحديات الداخلية والخارجية، خاصة في التعاطي مع ملفات شائكة، والتي منها النشاط والنفوذ الدبلوماسي الإماراتي الذي كان يتزايد بشكل كبير في الصومال آنذاك.

وفي شتى المجالات ظلت العلاقات بين البلدين متزنة، وخاصة بعد مرور الصومال من المرحلة الانتقالية إلى المرحلة الرسمية المعترف بها دولياً عام 2014.

وفي أبريل من عام 2014، عينت الإمارات سفيراً لها فوق العادة في مقديشو، والذي قدم أوراق اعتماده لدى حسن شيخ محمود الرئيس الصومالي بمقر الرئاسة بمقديشو.

وفي 25 يونيو 2015، نفذت حركة الشباب الصومالية هجوماً انتحارياً في العاصمة مقديشو، واستهدف موكباً دبلوماسياً تابعاً للسفارة الإماراتية، كان في قيادته السفير الإماراتي المعين محمد أحمد العثمان.

ولعل المرحلة التي جاءت بعد وصول السفير الإماراتي قد أثرت في العلاقة بين الجانبين، مع اتهام جهات صومالية الإمارات بالتدخل في بلادها والعمل على دعم أطراف لتصعيد الصراع الداخلي. 

وعلى الرغم من ذلك كانت علاقات شيخ محمود مع أبوظبي توصف بـ'الممتازة'، لكن الإمارات لم يكن موقفها منه واضحاً؛ بسبب قربه من تيار إسلامي مرفوض إماراتياً كالإخوان المسلمين.

لكن مؤخراً، وقبيل الانتخابات الأخيرة، وتحديداً في يونيو 2021، كان لافتاً استقبال شيخ محمود بصفته (رئيساً سابقاً) في مقر إقامته في مقديشو العاصمة سفير دولة الإمارات.

السعودية.. علاقات وتهميش

بالرغم من أن العلاقات بين الرياض ومقديشو قديمة، لكن الصومال عانى من تهميش سعودي لعقود طويلة دون أن يجد دعماً حقيقياً من الشركاء السعوديين.

ولم تشهد فترة حكم شيخ محمود أي تقدم في تلك العلاقات، لكنها تحسنت بعد رحيله، وكان لافتاً ذلك من خلال ما تشهده العلاقات السعودية الصومالية من نقلة نوعية، والتي كان أبرزها تقديم سفير للرياض أوراق اعتماده، في يناير الماضي، في مقديشو، وهي المرة الأولى منذ 30 عاماً.

ولم يزر شيخ محمود السعودية، إلا بعد نحو 3 سنوات له في الحكم، حينما زار في أكتوبر 2015 الرياض، والتقى بالملك سلمان وكبار المسؤولين السعوديين.

وفي عام 2014، شهدت العلاقات توتراً طفيفاً؛ بعدما قالت منظمة 'هيومن رايتس ووتش' إن السلطات السعودية رحلت ما يربو على 12 ألف شخص إلى الصومال.

علاقة بقية دول الخليج

أما الكويت فكانت علاقتها مع شيخ تتجه نحو التحسن، خصوصاً مع تعهد الكويت خلال زيارة قام بها وزير الخارجية الكويتي صباح خالد الحمد الصباح، في ديسمبر 2012 بإعادة فتح سفارتها في مقديشو.

والتقى الصباح مع وفد عربي بالرئيس الصومالي حينها، وقال في مؤتمر صحفي: إن الزيارة 'تأتي في إطار دعم الجامعة العربية لجهود الحكومية الصومالية الساعية لاستقرار هذا البلد'.

وأشادت الصومال على لسان سفيرها في الكويت، في يناير 2013، بالدعم الكويتي المستمر لها، خصوصاً أثناء محنة الجفاف التي مرت بها، مشيرة إلى أن ذلك الدعم 'مشرف وسخي، وساهم في إنقاذها من كارثة المجاعة والجفاف التي تعرضت لها'.

واستمرت العلاقات بتوازن مع سلطنة عُمان، وتركزت بشكل كبير على الجانب الاقتصادي، خصوصاً فيما يتعلق بسبل زيادة حجم التبادل التجاري بينهما، ومجالات التعاون بين البلدين في الاستثمار وإمكانية زيادة الصادرات والواردات بين البلدين عبر الموانئ البحرية.

أما البحرين فلم تشهد أي علاقة واسعة بين الجانبين في مجالات مختلفة، وأثناء حكم شيخ محمود، اكتفى الجانبان بتبادل التهاني فيما بينهما في الأعياد الوطنية والاحتفالات الدينية.

علاقات مع الجميع

تؤكد الناشطة الصومالية هبة شكري، أن الرئيس الجديد حسن شيخ محمود، يعتبر 'شخصية برغماتية له علاقات جيدة مع الجميع'.

وتشير إلى أن فترته الأولى سواءً مع دول الخليج أو دول أخرى 'تميزت بعلاقات غير متأزمة، حيث لم يتخذ سياسة المحاور والاصطفافات التي ميزت فترة الرئيس محمد عبدالله فرماجو'.

وترى في حديثها لـ'الخليج أونلاين'، أن شيخ محمود اتسمت فترته السابقة بـ'بناء المؤسسات الفدرالية وترسية قواعد البيانات الحكومية، التي شابتها بعض التوترات، إلا أنه حالياً يحمل لغة تصالحية أفضل من سلفه'.

وتضيف: 'شعار حملته الانتخابية هي صوماليون متصالحون مع بعضهم، وصومال متصالح مع العالم'، مشيرة إلى أن الشعار يعكس رغبة النخب الصومالية بإنهاء حالة الاستقطاب السياسي الذي كان بعهد الرئيس فرماجو'.