"خطط طموحة".. هكذا تتوسع دول الخليج في قطاع الفنادق

طه العاني - الخليج أونلاين

لأنها تستعد لاستقبال ملايين السياح خلال السنوات القادمة.

168,531 غرفة فندقية.

شهد قطاع الفندقة والضيافة في دول الخليج تطورات كبيرة، خلال السنوات الأخيرة، بالتزامن مع زيادة في أعداد السياح القادمين من جميع أنحاء العالم، والطلب المتزايد على الإقامة في الفنادق والمنتجعات السياحية.

ويعتبر القطاع الفندقي في الخليج من أكثر مجالات الاستثمار حيوية، ما أدى لاستقطاب كثير من شركات الضيافة العالمية الكبرى التي توسعت في الخليج وفتحت فروعاً لها في هذه الدول.

وتسعى دول الخليج إلى تطوير القطاع السياحي وتعزيز دوره في التنويع الاقتصادي بعيداً عن إيرادات النفط والغاز؛ ولذلك فإنها تدعم الاستثمارات في هذا المجال، وتقدم حوافز وتسهيلات للمستثمرين، وتعمل على مواصلة تطوير البنية التحتية والخدمات السياحية لتضم أفضل الفنادق والمنتجعات الفاخرة في العالم.

السعودية

يرجح تقرير قطاع الضيافة السعودي الصادر في 3 مايو 2023، عن 'نايت فرانك' العقارية، حدوث نقلة كبيرة في السياحة المحلية؛ بسبب التوسع السريع في المرافق الفندقية في المملكة.

وأشار التقرير إلى أن تكلفة التطوير الكاملة لغرف الفنادق الجديدة قد تصل إلى 37.8 مليار دولار، وسط توقعات بأن تزداد أعداد الغرف الفندقية من 134,500 غرفة حالياً إلى 315 ألف غرفة بحلول عام 2030، وتشكل فئة الفنادق الفاخرة 77% من المشاريع المرتقبة، ومن أبرزها مشروع نيوم الذي يضم 40–80 ألف غرفة، ومشروع 'رؤى المدينة' 47 ألف غرفة، ومسار مكة 40 ألفاً.

وسجل القطاع السياحي في السعودية رقماً قياسياً عام 2022، بعد افتتاح 12 ألف غرفة فندقية، وهو المعدل الأعلى عالمياً في عالم الفنادق والضيافة.

قطر

بدورها تتوقع قطر استقبال أكثر من 5 ملايين زائر عام 2023، حيث تستعد لاستثمار فرصتها الذهبية بعد نهائيات كأس العالم لكرة القدم، وتطوير البنية التحتية في قطاع الضيافة.

وكشفت شركة 'نايت فرانك'، في أبريل 2023، عن توقعاتها بنمو سوق الضيافة القطري بنسبة 89% خلال عامين.

ونقلت صحيفة 'الشرق' القطرية عن آدم ستيوارت، الشريك ورئيس شركة 'نايت فرانك' في قطر، قوله: 'تم رسمياً تسليم نحو 30 ألف مفتاح إلى السوق المحلي بحلول نهاية عام 2021، وتم تسليم 3.800 مفتاح آخر العام الماضي 2022'.

ولفت إلى أنه 'يمكن أن تشهد قطر نمواً في سوق الضيافة بنسبة 89% ليصل إلى أكثر من 56 ألف غرفة فندقية بحلول عام 2025'.

هذا ومن المرتقب أن يتواصل تشييد مزيد من الفنادق في مدينة لوسيل العصرية، بطاقة استيعابية تصل إلى نحو 200 ألف شخص، ما يعني اشتداد المنافسة في المستقبل.

الإمارات

وتستهدف الإمارات جذب استثمارات سياحية بـ 100 مليار درهم (27.2 مليار دولار) بحلول عام 2031، من خلال إطلاق المبادرات والاستراتيجيات الوطنية الداعمة لنمو القطاع السياحي، وضخ الاستثمارات في عديد من المجالات السياحية.

واستقبلت المنشآت الفندقية في الإمارات 25 مليون نزيل خلال عام 2022، بنسبة زيادة 30% عن العام الذي سبقه.

ويتواصل نمو قطاع الضيافة والفندقة في الإمارات، حيث تمتلك الأخيرة حصة سوقية وصلت إلى 18% من إجمالي عدد الغرف الفندقية المتعاقد عليها في منطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا، بإجمالي 223 ألف غرفة.

ويتوقع تقرير أصدرته 'نايت فرانك' أن يحقق سوق الغرف الفندقية بالإمارات نمواً بنسبة 25% بحلول عام 2030 بإجمالي 48 ألف غرفة فندقية جديدة، ما يسهم في انتعاش القطاع ونموه.

عُمان

أما في سلطنة عُمان فقد حقق قطاع الضيافة إيرادات جيدة، كشفت عنها النشرة الإحصائية الشهرية المبدئية الصادرة عن المركز الوطني للإحصاء والمعلومات في السلطنة.

وسجلت الفنادق ذات التصنيف (3-5) نجوم بالسلطنة نمواً بنسبة 49.9%، بنهاية مارس 2023، مقارنة بالفترة ذاتها من عام 2022، لتصل إلى 73 مليوناً و319 ألف ريال عُماني (190.4 مليون دولار).

وتوقع تقرير المؤسسة المالية 'ألبن كابيتال'، الصادر في أكتوبر 2022، نمو قطاع الضيافة العُماني بمعدل نمو سنوي مركب يبلغ 6.3٪ بين عامي 2022 و2026، ليصل إلى 900 مليون دولار.

قيد الإنشاء

وتصف التقارير منطقة مجلس التعاون الخليجي بأنها نقطة ساخنة عالمية لاستثمار الصناعة الفندقية في الوقت الراهن.

وبحسب بيانات مؤسسة 'إس تي آر'، المتخصصة في الأبحاث والاستشارات، التي أصدرتها في أبريل 2023، فإنه توجد 168,531 غرفة فندقية قيد الإنشاء والتطوير في دول مجلس التعاون.

وأوضح التقرير بأن أكثر من 99,174 غرفة فندقية قيد الإنشاء في السعودية، ونحو 37,628 غرفة في الإمارات، تليها قطر بـ 17,051 غرفة، وعُمان بـ 10,094 غرفة، والبحرين بـ 3,215 غرفة، والكويت بـ1,369 غرفة.

ورغم أن الكويت والبحرين من أقل أسواق الخليج نشاطاً في صناعة الفنادق، إلا أن تصريحات رسمية من البلدين تؤكد التوجه نحو زيادة الاستثمار في قطاع السياحة والفندقة.

ونوّه تقرير 'إس تي آر' بأن الحفاظ على جميع غرف الفنادق ممتلئة يمثل تحدياً، لكن المبادرات المختلفة التي تتخذها حكومات المنطقة؛ مثل استضافة الأحداث الرياضية الكبرى، وتشجيع مزيد من المؤتمرات والمعارض الدولية، وتبسيط إجراءات التأشيرات، قد تحد من مخاطر زيادة العرض. 

منجم لا ينضب

وترى الخبيرة الاقتصادية سلام سميسم أن قطاع السياحة والفندقة يمثل منجماً من الأموال لمن يجيد استخدام الاستثمارات.

وتضيف 'سميسم' في حديثها لـ 'الخليج أونلاين' أن دول الخليج، وبسبب مكانها الجيواستراتيجي، كانت ولا تزال تمثل نقطة جذب للاستثمارات، لكنها أشارت إلى أن السياحة تعتبر عاملاً جديداً نشأ بسبب وجود استثمارات في كل المجالات، ولا سيما في مجال الصناعات الإلكترونية ومجال الاستثمارات المالية.

وتلفت إلى أن قطاع الفندقة يحتاج إلى قطاع مرافق يرعى هذه الاستثمارات؛ لكون المستثمرين يأتون من كل أنحاء العالم، فضلاً عن الزيارات السياحية القصيرة، وهو ما ساهم في نجاح هذه الاستثمارات، خاصة بعد أن أصبحت هذه الدول محل استقطاب للصناعات النفطية والإلكترونية لإعادة التصدير.