اخبار المغرب
موقع كل يوم -العمق المغربي
نشر بتاريخ: ٢٠ أيلول ٢٠٢٥
أثار مقطع فيديو متداول في مواقع التواصل الإجتماعي، موجة من الغضب والاستنكار بورزازات، بعدما وثق لحظة اضطرار مجموعة من التلاميذ لعبور واد 'أمغا' بدوار امضغر، الواقع بجماعة وسلسات بإقليم ورزازات، أثناء عودتهم من المدرسة، في مشهد وصفه متتبعون بأنه 'صادم وخطير'، ويعكس هشاشة البنية التحتية وصعوبة الولوج إلى المؤسسات التعليمية بالمناطق القروية.
ويظهر في الفيديو عدد من الأطفال وهم يخاطرون بحياتهم أثناء عبور مجرى الوادي، في ظروف مناخية صعبة، ما أعاد إلى الواجهة الإشكالات العميقة المرتبطة بالبنية التحتية وتوفير السلامة للتلاميذ القرويين، خصوصًا خلال فترات التساقطات المطرية.
وفي تصريحات متفرقة لجريدة 'العمق المغربي'، من ساكنة المنطقة، فإن كل تساقط مطري يتحول إلى كابوس يومي، حيث يصبح واد 'أمغا' عائقًا حقيقيًا يفصل بين الدوار والمدرسة، مما يجعل الأطفال في مواجهة مباشرة مع السيول الجارفة، معرضين حياتهم للخطر في سبيل الوصول إلى فصولهم الدراسية.
ودفع هذا الوضع العديد من الأصوات المحلية إلى التساؤل عن غياب التدخلات الاستباقية، والبدائل الآمنة التي تضمن لهؤلاء التلاميذ حقهم في التعليم دون تهديد لسلامتهم الجسدية.
كما خلّف الفيديو المتداول ضجة كبيرة على المستوى المحلي، حيث عبّر عدد من سكان المنطقة عن إستيائهم من تكرار مثل هذه المشاهد، معتبرين أن الأمر لا يتعلق فقط بحق التمدرس، بل يمس بحقوق أساسية تتعلق بالسلامة الجسدية والأمن الإنساني، خاصة بالنسبة للأطفال في المناطق القروية المهمشة.
وطالب المتتبعون بضرورة إيجاد حلول عملية ومستدامة، من قبيل بناء قنطرة أو تجهيز مسلك بديل، يضع حدًا لمعاناة التلاميذ وأسرهم مع كل موسم مطري، مشددين على أن ترك الوضع على حاله يشكل تهديدًا حقيقيًا قد يؤدي إلى كوارث إنسانية في أية لحظة.
وفي تفاعل مع الموضوع، علّق أحد النشطاء المحليين بنبرة استنكار قائلًا: 'الجميع يتحدث عن مدارس الريادة، والحقيقة أنني لم أستوعب بعد ما الفرق بينها وبين المدارس العادية، وما الفائدة منها؟ عجبًا لحال أبنائنا الذين يُتركون في مواجهة مثل هذه المخاطر اليومية'.
من جهته، صرح خالد بيجيلا، من ساكنة دوار امضغر التحتاني، أن المدرسة تبعد عن الدوار بكيلومتر تقريبا، والطريق المؤدية إليها مهترئة، وقد أكل عليها الدهر وشرب، ولا تتوفر على أدنى شروط السلامة، بما في ذلك غياب علامات التشوير.
وأضاف أن نصف الدوار تقريبًا يقطع عليه الواد هذا الطريق، ما يزيد من عمق المعاناة، خاصة في أوقات البرد والتساقطات، حيث يصبح التنقل محفوفًا بالمخاطر.
واختتم المتحدث حديثه بمناشدة الجهات المعنية، من أجل فك العزلة عن المنطقة، وإصلاح الطريق، والبحث عن حلول عاجلة ودائمة لحماية التلاميذ من الانقطاع عن الدراسة نتيجة هذه الظروف غير الإنسانية، وفق تعبيره.