اعتداء وحشي على شاب بمخيمات تندوف.. وحقوقي: قمع ممنهج لإسكات المعارضين

نشر منتدى 'فورساتين' معلومات تفيد بتلقيه شكوى من عائلة صحراوية تتهم عناصر تابعة لـ 'ميليشيا البوليساريو' بتعنيف ابنها و'الاعتداء عليه بوحشية' داخل خيمة العائلة في مخيم السمارة ليلة أول أمس الثلاثاء.

ووفقا للشكوى التي نشر المنتدى مضامينها، فإن الشاب الذي تعرض للاعتداء يدعى ودادي ولد سلمن ولد لوشاعة. وتتهم الشكوى 'القوات القمعية لعصابة البوليساريو'، حسب وصف الشكوى، بتعنيفه تعنيفا وصفته بـ 'غير المبرر'.

وتضيف الشكوى أن عناصر تابعة للبوليساريو قامت بـ 'اقتحام خيمة عائلته بدائرة حوزة التابعة لمخيم السمارة' دون إذن أو سند قانوني، مما اعتبرته العائلة 'انتهاكا صارخا لحرمة سكنها وإهانة لكرامتها الإنسانية'. وبحسب مضمون الشكوى، فقد تسبب الاقتحام والعنف المصاحب له في نشر 'الرعب والخوف' بين أفراد العائلة، خاصة شقيقات الشاب.

وأشارت الشكوى إلى أن إحداهن أغمي عليها، فيما لا تزال أخرى 'تعيش حالة هستيرية' منذ ليلة وقوع الحادث بعد مشاهدتها لتعنيف أخيها بشكل مباشر و'بوحشية مبالغ فيها باستعمال العصي والهراوات والركل المصحوب بالشتم والسب'.

وتذكر الشكوى، حسب ما نشره المنتدى، أن 'قوات عصابة البوليساريو' بررت الاعتداء العنيف على الشاب بـ 'عدم امتثاله للتوقف عند نقطة تفتيش'. إلا أن الشكوى تعتبر هذا التبرير 'كاذبا' ولا يبرر إطلاقا مستوى العنف الذي تعرض له الشاب.

وفي تعليقه على الموضوع، قال رئيس منظمة أفريكا ووتش، عبد الوهاب الكاين، ضمن تصريح لجريدة 'العمق'، إن ما تعرض له الشاب ودادي 'ليس بالجديد'. وأشار إلى أن كافة فئات الصحراويين 'المحتجزين بمخيمات لحمادة يتعرضون بشكل ممنهج للانتهاكات الجسيمة لحقوق الإنسان'، معتبرا أن ذلك يحدث 'كلما أحس تنظيم البوليساريو بخطر تعرض مصالحه للتآكل، أو عند بروز أصوات معارضة ومطالبة بالتغيير من داخل المخيمات باعتبارها تهديدا وجوديا للتنظيم'.

وأضاف الكاين، بصفته نائبا لمنسقة تحالف المنظمات غير الحكومية الصحراوية، إلى تسجيل التحالف، قبل شهر، تعرض شابين صحراويين آخرين لإطلاق نار 'كثيف' بمخيم الداخلة من طرف دورية للجيش الجزائري، في عملية وصفها بـ 'القنص مع سبق الإصرار والترصد'، و'استمرارا لمسلسل إزهاق أرواح الصحراويين بالمخيمات'. واعتبر أن الهدف من ذلك هو 'تخويف البقية وإجبارها على الصمت والرضوخ لرغبات البوليساريو ولمخطط الجزائر بالبقاء في تندوف، ما لم تحقق زعزعة استقرار المغرب'.

وأشار الكاين إلى أن التحالف يعمل 'جاهدا لتسليط الضوء على تلك الانتهاكات الجسيمة'، داعيا إلى 'تكثيف جهود مكونات الفضاء المدني للضغط من أجل التزام الجزائر بمسؤولياتها الدولية في حماية الأشخاص على كامل ترابها الوطني، بما يشمل الصحراويين المحتجزين بمخيمات تندوف