اخبار المغرب
موقع كل يوم -العمق المغربي
نشر بتاريخ: ١٩ أيلول ٢٠٢٥
وجه الأمين العام لحزب الحركة الشعبية، محمد أوزين، رسالة مفتوحة إلى التحالف الحكومي، عبّر فيها عن تقييم نقدي لاذع لأداء الحكومة، متهما إياها بتبني سياسات ارتجالية أثرت بشكل مباشر على القدرة الشرائية للمواطنين ومستوى عيشهم.
وأوضح أوزين أن قراره بمخاطبة الحكومة بهذه الرسالة جاء رغم تردده السابق، مؤكدا أن الوضع الراهن يستدعي من جميع الأطراف، سواء في المعارضة أو الأغلبية، تحمل مسؤولياتها السياسية كل من موقعه.
واعتبر الأمين العام لحزب الحركة الشعبية أن ما تصفه الحكومة بـ'الانسجام' ليس سوى مظاهر واضحة من 'الخصام والارتباك'، مشددا على أن الانسجام الحقيقي يجب أن يكون مع تطلعات المواطنين وانتظاراتهم، لا مع توازنات حزبية بين مكونات الأغلبية.
واتهم أوزين الحكومة بتعميق معاناة المواطنين عبر قرارات وصفها بالعشوائية، قائلا إن السياسات الحكومية أدت إلى 'انهيار كرامة المواطن'، في الوقت الذي تستعرض فيه الحكومة مؤشرات وإنجازات اعتبرها 'فارغة من أي أثر حقيقي'.
وأشار إلى أن الحكومة، التي جاءت بوعود انتخابية كبرى، تراجعت بعد وصولها إلى السلطة، تاركة المواطن يواجه موجات الغلاء والتضخم وغياب الأفق. وسرد مجموعة من الإخفاقات التي حمّل الحكومة مسؤوليتها، من بينها نضوب الفرشة المائية، وتصدير الخضر رغم حاجة السوق الداخلي، وارتفاع أسعار اللحوم بسبب تقلص القطيع، بالإضافة إلى عدم إنصاف ضحايا الزلزال.
كما حذر أوزين من استمرار 'الارتباك الحكومي'، معتبرا أن التخبط يطال قطاعات حيوية مثل التعليم والصحة، حيث وصف الوضع بـ'الشلل في التعليم والتدهور في الصحة وخوصصة الخدمات'.
وانتقد الأمين العام ما اعتبره تجاهلا حكوميا لنبض الشارع، مشيرا إلى احتجاجات مختلفة شهدتها مناطق متعددة من البلاد، مثل الفنيدق وأيت بوكماز وجبال مكونة وفكيك، فضلا عن احتجاجات مستشفى الحسن الثاني بأكادير، والتي دفعت، بحسب تعبيره، الوزير المعني لاكتشاف 'الخصاص الكبير' في قطاعه.
كما استنكر لجوء الحكومة إلى نقل طفل بطائرة من زاكورة إلى الرباط، معتبرا ذلك محاولة 'لتجميل واقع صحي متدهور'، متسائلا عن سبب عدم اللجوء إلى هذه الوسائل قبل اندلاع الاحتجاجات.
وأكد أن المطلوب ليس نقل المرضى إلى المستشفيات، بل إحداث مستشفيات مجهزة في المناطق المهمشة مثل زاكورة وتاونات وفكيك. كما انتقد ما وصفه بوعود متكررة من وزير الصحة بإصلاح القطاع في آخر أشهر الولاية الحكومية، واعتبر أن الحلول المقترحة، من قبيل اللجان الميدانية والمحلية، 'لن تفعل سوى تعميق الأزمة'.
وفي ختام رسالته، حمّل أوزين التحالف الثلاثي الحاكم مسؤولية 'إخلال بالميزان'، قائلا إنه 'عطل عجلة الفلاحة وبخر أحلام المغاربة'، ودعا إلى 'إغلاق قوس هذه المرحلة السياسية الفاشلة'، والعمل على بناء أفق سياسي جديد، يكون في مستوى تطلعات المواطنين.