تسجيلات صوتية "تفضح" تحرشا وابتزازا جنسيا بتلميذة في البكالوريا بمدينة أكادير

اهتزت مؤسسة تعليمية بمدينة أكادير على وقع فضيحة أخلاقية وتربوية من العيار الثقيل، بطلها مدير المؤسسة الذي يواجه اتهامات خطيرة بالتحرش الجنسي بتلميذة تتابع دراستها في سلك البكالوريا، ومحاولة ابتزازها واستغلالها جنسيا مقابل وعود بمساعدتها على الغش وتجاوز الامتحانات الوطنية بنجاح، ما أعاد الى الواجهة قضية استغلال السلطة والنفوذ داخل حرم المؤسسات التعليمية المغربية.

وفق تسجيلات صوتية حصلت عليها جريدة 'العمق المغربي'، فقد بدأت فصول القضية، كما ترويها التلميذة، بعدما دعاها مدير الثانوية، في يوم من الأيام إلى مكتبه بالمؤسسة، لكن اللقاء سرعان ما انحرف عن مساره الرسمي، حيث حاول المعني، كسر الحواجز المهنية بعبارات مريبة، تقول هبة: 'قال لي ‘شوفي راه ما تخافيش مني ونساي عليا بلي أنا المدير ديالك'، في خطوة أولى نحو استدراجها إلى علاقة تتجاوز حدود الاحترام المهني بين مدير وتلميذته.

وحسب ما روت الضحية، فقد تطورت الأمور بشكل متسارع إلى لقاءات خارج أسوار الثانوية، حيث استدرج المدير المتهم التلميذة ونقلها عبر سيارته إلى أماكن خاصة.

وفي أحد هذه اللقاءات، الذي تم على سطح 'رياض' بأكادير، تروي هبة (اسم مستعار) كيف تحول سلوك المدير إلى تحرش جسدي صريح بملامسة يدها، مصحوبا بعبارات إعجاب، هنا، أدركت التلميذة حجم الخطر الذي يحدق بها، قائلة: 'صافي عرفت القضية حماضت وعرفت بلي درت غلط فاش تلاقيت معاه أصلا'.

في خضم هذه المحاولات، لجأ المدير إلى ورقة المساومة الأخطر، مستغلا قلق التلميذة من امتحانات البكالوريا، فوعدها بتسهيل عملية الغش بشكل كامل، زاعما أنه يملك السيطرة على لجان المراقبة: 'قال لي غير نقلي بالـ'VIP' راه أنا هو الشاف ديال المراقبين'، كما أكد لها أنه سيضمن عدم تفتيشها عند دخول قاعة الامتحان، لكن هذه 'المساعدة' كانت مشروطة بطلب فاضح، حيث اشترط لقاءها في منزله، وهو ما رفضته التلميذة بشكل قاطع، مدركة أن نواياه الحقيقية هي الاستغلال الجنسي.

التسجيلات الصوتية التي اطلعت عليها جريدة 'العمق'، لم تكشف عن وعود المدير فقط، بل وثقت تخطيطا فعليا لعملية الغش بمشاركة تلميذ آخر معروف بتفوقه الدراسي، وتظهر المحادثات المسجلة تفاصيل دقيقة لكيفية التخطيط لتمرير الأجوبة في مواد مثل الرياضيات والاقتصاد، وتوزيع المهام وتحديد التوقيت المناسب أثناء الامتحانات.

وفي مقطع صادم، يسمع فيه صوت المدير المعني والتلميذ وهو يوضح الخطة قائلا: 'أنا ديك نص ساعة الأولى غنسالي جوج تمارين..عليها شي 10 النقط.. غنعطيك تكتبي ديك نص ساعة'، مما يكشف عن وجود شبكة منظمة للغش يديرها المدير المعني من وراء الستار.

وعندما فشل المدير في إخضاع التلميذة لرغباته حسب تصريحات الضحية، تحولت وعوه إلى انتقام مباشر، خلال امتحان مادة الفلسفة، تروي هبة (اسم مستعار) أن المدير دخل القاعة وتوجه نحوها بشكل مباشر، وبدأ يهمس في أذنها ويتهمها بالغش أمام زملائها، وتصف المشهد قائلة: 'جا عندي لوذني.. وقال لي جبدي داكشي اللي عندك.. وبقا كيغوت عليا'.

لم يكتف المدير بذلك وفق رواية المعنية، بل استدعى لجنة المراقبة لتفتيشها، والتي لم تجد بحوزتها أي شيء يثبت ادعاءاته، وأكدت أن هذا التصرف كان انتقاميا بحتا، وأنه تسبب في انهيارها النفسي وتشتيت تركيزها، مما أعاقها عن إكمال امتحانها بشكل طبيعي فقالت: 'خلعني والطريقة باش جا عندي تهجم عليا.. ماعجبنيش الحال كاع'.

وأكد مصدر مطلع أن جمعية آباء وأولياء أمور التلاميذ بثانوية 'م.ا'، دخلت على الخط فور علمها بالوقائع، حيث قامت الجمعية بمراسلة المديرية الإقليمية للتربية الوطنية بأكادير، التي فتحت بدورها تحقيقا فوريا ومعمقا في الاتهامات الموجهة للمدير، في انتظار اتخاذ الإجراءات اللازمة والكشف عن الحقيقة كاملة حماية لسمعة المؤسسة وسلامة التلاميذ.

هذا، وحاولت جريدة 'العمق المغربي' ربط الاتصال بالمدير المعني من أجل الحصول على توضيح منه بخصوص القضية، غير أنه لم يرد على الاتصالات الهاتفية المتكررة، ولا على الرسالة النصية أو تلك التي وجهت له عبر تطبيق 'واتساب'.